في أجواء مهيبة تعبق بالفخر والاعتزاز، احتضن الجامع الأزهر الشريف احتفالية كبرى بمناسبة الذكرى الـ 53 لانتصارات العاشر من رمضان، ذلك الحدث التاريخي الذي سجله الجيش المصري بدماء أبطاله، وسانده علماء الأزهر ورجاله بالدعاء والدعم الروحي والمعنوي.
احتفال رسمي بمشاركة كوكبة من العلماء والمسؤولين
وشهدت الفعالية حضور نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف وكبار الشخصيات الرسمية، حيث حضر نيابةً عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
كما شارك في الاحتفال فضيلة الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، واللواء محمد العتريس مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، بالإضافة إلى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، والدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، كما شهدت المناسبة حضور السيد عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إلى جانب لفيف من كبار المسؤولين والشخصيات العامة.
العاشر من رمضان نصر كتبته الدماء ودعمه الأزهر
وأكد علماء الأزهر خلال كلماتهم في الاحتفالية أن نصر العاشر من رمضان لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان ملحمة تاريخية جسدها جنود مصر الأوفياء الذين ضحوا بأرواحهم، وكان للأزهر دور فاعل في هذه الحرب المجيدة، حيث دعم الجنود معنويًا وفكريًا، وألقى علماؤه الخطب والدروس التي عززت روح الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض.
حوار خاص مع مدير عام الجامع الأزهر
وبمناسبة هذه الذكرى المجيدة، أجرت صحيفة بلدنا اليوم حوارًا مع فضيلة الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر الشريف، حول دور الأزهر في دعم الجيش المصري خلال حرب العاشر من رمضان، وأوضح فضيلته أن الأزهر لم يكن بعيداً عن هذه الحرب، فقد وقف علماؤه إلى جانب الجنود في ساحات القتال، يقدمون الدعم النفسي والمعنوي، ويؤكدون على شرعية الدفاع عن الأرض، مستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
س. ما هو دور الأزهر في حرب العاشر من رمضان؟
ج. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، طبعًا دور الأزهر نتكلم عنه من زاويتين، الزاوية الأولى، وهم رجال الأزهر اللي كانوا أصلًا مجندين في صفوف القوات المسلحة في هذه الفترة وطبعًا كانوا يقوموا بدورهم كمجندين داخل أرض الميدان.
والزاوية الثانية هى الزاوية الدعوية ورفع الروح المعنوية وخصوصًا كنا خارجين من أزمة وهزيمة 67 التي استمرت بين الهزيمة وبين النصر وكانت هذه الفترة 6 سنوات فترة الـ 6 سنوات هذه في ظل تمرس العدو وبناء الحصون المنيعة له فطبعًا هذه الأشياء أثرت تأثير سلبي في نفوس الناس عمتًا وفى نفوس الجنود خاصتًا.
وطبعًا لأن التفكير العلمي البناء والتفكير الديني فيما هو متعلق بالأسلحة والمعدات فهذا تفكير علمي بناء، الشباب اللي فكروا في إزالة خط برليف والشباب اللي فكروا في إعادة تدوير الوقود والشباب اللي فكروا في كيفية العبور كيف تتم وكل هذا تفكير عملي وعلمي فكان ينقصه إيمان وعقيدة وهنا جاء دور الأزهر ليغرس الإيمان والعقيدة بين صفوف الجنود ولعل الرؤيا التي راها فضيلة الشيخ / عبد الحليم محمود (شيخ الأزهر) رحمه الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعبر قناة السويس وخلفه علماء وخلفه جنود وحدث بها الرئيس السادات آنذاك فصعد منبر الجامع الأزهر وطبعًا منبر الأزهر، منبر الحماسة ورفع الروح المعنوية التي كانت سيطرة عليها الهزيمة ولكن مع رجال الدين وتواجدهم على الجبهة وبث الروح المعنوية بين الجنود أن الشهادة شرف ما بعده شرف وأن إن شاء الله النصر آت، فكل ده كان دور الأزهر وهو رفع الروح المعنوية والأزهر هو القوة الناعمة المتعلقة بالقرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
س. فضيلة الدكتور إذا أردنا أن ننصر دين الله أو ننصر أوطاننا، ما الذي يجب علينا؟
ج. نصر دين الله أو نصر الوطن أن يقوم كل واحد منا برسالته المعلم في مجال تعليمه أن يتقي الله في مجاله ويجاهد أن يوصل المادة العلمية لطلابه ويأخذ بأيديهم وكذلك الطبيب في مشفاه لزامًا عليه أن يتقي الله في نفسه ويسعي لتحصيل العلم بكل ما أوتى من قوة وأن يمد يد العون للمريض ويأخذ بأيدييهم فمحتاجين كل واحد منا في مجاله ومكانه أن يأخذ بيد نفسه أولاً من خلال الوقوف على كيفية رسالته للأداء مهامه بإتقان وتقديم الخير للناس وهكذا كل علم ينفع به صاحبه يحقق انفع للناس فيؤجر عليه ويسعي للوصول إلي ما إدخره الله سبحانه وتعالى من علوم تساعد البشرية في أداء مهامها.
س. ما هي أهمية الوطن؟
ج. كل مقاومات الدين لابد أن تكون في وطن لا يمكن أبدًا للدين أن يتحقق إلا بوطن الوطن هو الأساس لبناء الدين الأمة الإسلامية لم تقم في مكة وإنما قامت في المدينة لما استقر لها الوطن وبدا لها إقامة شرع الله سبحانه وتعالى فيحصل لها الأمن قال سبحانه وتعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) فهل يأمن الإنسان في مكان بلا وطن.
والوطن من الأمور التي حثنا عليها المولى سبحانه وتعالى في الدفاع عنها بدمائنا وأموالنا هذه من الأمور التي لا يمكن أبدًا أن يتخلى عنها الإنسان مهما كان أمره يضحي بنفسه ويضحي بماله ولكن لا يضحي بوطنه.
س. إذا فضيلة الدكتور ما هو حق الوطن على أبنائه؟
ج. حق الوطن على أبنائه أن كلاً منا يحقق رسالته في هذا الوطن ويسعى إلى تقدمه بكل السبل ويسعى إلى تعميره بكل ما أوتى من قوة لأن الوطن ليس مجرد كلمة إنما هو تعايش مع أقارب أو جيران أو حتى وإن اختلفت الديانات فنحن شركاء في الأوطان مع غيرنا كلنا نتكامل حتى يتحقق لنا الأمن والأمان ويتحقق الخير والرفاهية والذى يعيش بلا وطن يعيش مشردًا مهما كان يملك من مال فهو مشرد ولا يشعر بهذه القيمة.
س. كيف نحرص على انتصاراتنا؟
ج. الحرص على انتصار الوطن لابد أن نتكامل كلنا مع بعضنا الوطن لا يقام بأيدي واحدة إنما الوطن يقام بأيادي متكاملة كلاً منها يسعى إلى تحقيق الخير وتحقيق النفع فيما أولاه الله سبحانه وتعالى.
س. ما دور الأزهر ودور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حفظه الله في التصدي للحرب الشرسة على قطاع غزة وفي التصدي لفكرة التهجير؟
ج. طبعًا شاهدنا كافة البيانات التي أصدرها الأزهر الشريف ورفض مبدأ التهجير ورفض مبدأ الاعتداء وإزهاق الأرواح كل هذا رفضة الأزهر رفضًا كاملًا لأن هذا عدوً غاشم ومحتل وهو يريد أن يصل إلي مصرنا مرة آخري فهو يريد أن يدمر البلاد لمصلحته الشخصية بدعاوى عنصرية وأنانية لا تعرف الإنسانية في طريق أبدًا لأن الإنسانية لها طريقها المعروف إذا كان إسلامنا علمنا أن رجلًا دخل الجنة في كلب سقاه وامرأة دخلت النار في هره حبستها فكيف هؤلاء أن يدعوا أنهم أصحاب تدين وأنهم شعب مختار وأنهم شعب مميز صهيونية بغيضه لا تمت للإنسانية بصلة وإنما هؤلاء جاءوا لا يعرفون إلا لغة الدم ولغة التدمير والعنف.
ولكن تصدى الأزهر لكل هذا وحاول بيت الزكاة والصدقات المصري تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر إرسال المساعدات والدولة المصرية كلها طبعًا تقف بجانب إخواننا في فلسطين سائلين الله سبحانه وتعالى أن ينعم عليهم بنعمة الأمن والأمان وأن يعيدهم لديارهم.
وطبعًا رافضين مبدأ التهجير والتخلي عن الأرض عار عليهم أن يتكلموا عن إخراج أُناس من ديارهم ثم بعد ذلك يتشبثون بحقوق الإنسان ولكن كلها أمور مصطنعة لا تمت للإنسانية بشيء فهذه من أخطر الأمور التي يشهدها العالم ويراها الأن دون رادع نسأل الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ قياداتنا السياسية وأن يلهمهم التخطيط الجيد ويحفظ مصرنا الحبيبة.
س. ما الواجب على الأمة الإسلامية تجاه هذه القضية؟
ج. الواجب على الأمة الإسلامية التكاتف والوحدة لابد أن نتحد إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية لابد أن نتعاون مع بعضنا لدحر هذا العدوان بأي آلية الوسائل السلمية هي المقدمة أولاً وسيادة الرئيس يبذل جهداً كبيراً في القمة العربية وفى المباحثات أعانه الله وسدد خطاه.
س. رسالة للشعب المصري في ذكري انتصار العاشر من رمضان؟
ج. لابد أن نتكامل ونقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقيادة الدينية وإن شاء الله تمر هذه المرحلة بسلامً وأمان.