أستاذ قانون دولي : إسرائيل تنتهك اتفاقيات جنيف بقطع الكهرباء عن غزة

أستاذ قانون دولي : إسرائيل تنتهك اتفاقيات جنيف بقطع الكهرباء عن غزة

الاربعاء 12 مارس 2025 | 03:13 مساءً
غزة
غزة
كتب : أمنية محمد السيد

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الصعيد الدولي، أعلنت إسرائيل عن قرارها بقطع الكهرباء عن قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار من قبل خبراء القانون الدولي والجهات الإنسانية.

وأكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو في الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن هذا القرار يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان ويشكل محاولة منهجية لإذلال السكان المدنيين في قطاع غزة.

قرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن غزة 

وأكد الدكتور مهران في تصريحاته الصحفية أن قرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن غزة يُمثّل انتهاكًا صارخًا لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر العقاب الجماعي ضد المدنيين وتفرض على قوة الاحتلال تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان.

وأوضح أن توقيت القرار مع حلول شهر رمضان، الذي يُعد وقتًا مقدسًا للمسلمين، يضفي عليه بُعدًا دينيًا وإنسانيًا خطيرًا، حيث يحرم المدنيين من ممارسة شعائرهم الدينية بكرامة ويسبب معاناة يومية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة حفظ الأغذية والأدوية.

وأشار الدكتور مهران إلى أن القطع المفاجئ للكهرباء لن يقتصر تأثيره على تعطيل بعض الخدمات، بل سيمتد ليشمل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومرافق الصرف الصحي، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض ونقص الرعاية الطبية، وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى وفيات جماعية بين الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد أن مثل هذه الإجراءات تشكل نوعًا من الإرهاب السياسي والإذلال الذي يُعتبر انتهاكًا للكرامة الإنسانية.

ومن الناحية القانونية، أوضح الدكتور مهران أن المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة ترفض تطبيق العقوبات الجماعية، بينما تُلزِم المادة 55 دولة الاحتلال بتوفير المؤن الغذائية والإمدادات الطبية الضرورية لسكان القطاع.

وأضاف أن استمرار هذا القرار سيُفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع، حيث يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، مما يجعل الوصول إلى المساعدات الإنسانية أمرًا بالغ الأهمية.

وأكد الدكتور مهران على ضرورة تدخل المجتمع الدولي، لا سيما الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، لاتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات.

كما دعا إلى إنشاء ممر إنساني آمن تحت إشراف الأمم المتحدة أو لجنة دولية تضمن وصول الوقود والمساعدات إلى المتضررين دون أي عوائق.

استخدام حق الفيتو من قبل الولايات المتحدة

وأشار إلى أن استخدام حق الفيتو من قبل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي يشكل عقبة أمام تطبيق العدالة الدولية ومنع استمرار الانتهاكات.

وفي ظل استمرار الأزمات الإنسانية وتفاقم معاناة المدنيين في قطاع غزة، يبقى قرار قطع الكهرباء خلال رمضان رمزًا للسياسات القمعية التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني.

ويُعد هذا القرار تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ويُبرز الحاجة الملحة إلى تدخل دولي عاجل لحماية حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الأساسية إلى المحتاجين.

وإن إسكات أصوات المنادين بالعدالة والمطالبين بإنهاء العقاب الجماعي لن يحل الأزمة، بل إن تحركًا حاسمًا ومشددًا من قبل المجتمع الدولي يمثل السبيل الوحيد لإعادة الكرامة والأمل إلى شعب غزة المكلوم.

اقرأ أيضا