"اليوم نسود بوادينا، ونعيد محاسن ماضينا، ويشيد العز بأيدينا، وطن نفديه ويفدينا، وطن بالحق نؤيده، وبعين الله نشيده، ونحسنه ونزينه، بمأثرنا ومساعينا، سر التاريخ وعنصره، وسرير الدهر ومنبره، وجنان الخلد وكوثره، وكفى الآباء رياحينا".. الشاعر أحمد شوقي.
حقًا إنها مصر درة التاريخ وتاج الدهر وكنانة الله فى الأرض وقلب العروبة النابض تحمل هموم الأمة العربية بأكملها إلى أن يرث الأرض ومن عليها فدورها ريادى تضيف به حلقة من حلقات التاريخ المشرق وسيظل التاريخ يذكر وقوف مصر حكومة وشعبآ مع أهل غزة فى كل المحن والشدائد والنكبات، فقضية الوطن والانتماء إليه والولاء له والحفاظ عليه قضية دينية فى المقام الأول، فهى فطرة إنسانية عند أصحاب النفوس السوية، فالعرب إذا اضطروا إلى الهجرة من أوطانهم كانوا يحتفظوا بحفنة من ترابه ليستأنسوا به فى غربتهم ، فالوطن نعمة كبرى وعظمى وطوبى لمن كان له وطن، وعلى من يعيش على أرضه واجب مقدس.
شعب مصر العظيم.. هذا وطنكم.. وهذا قائدكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ولولا عناية الله.. ووقوف جيش مصر وقائده مع شعبه بثورة ٣٠ يونيه، ما كانت هناك مصر وما كان هناك وطن.. لا تنسوا شهداء الوطن ومصابيه من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمدنيين الذين ضحوا بالغالى والنفيس من اجل ان تتصارعوا الآن على السلع التموينية والغذائية ونسيتم المشردين من الشعوب المجاورة التى طالتهم رياح الربيع العربى واصبحوا فى شتات الارض يتمنوا يوم كل من أيام الوطن، فالانسان بلا وطن جسد بلا روح، نستحلفكم بالرسول الكريم سيدنا محمد صل الله علية حين قال فى حق وطنه حينما خرج من مكة للمدينة لنشر الدين الاسلامى لتعنت الكافرين وعلى رأسهم عمه ابو جهل وعمه ابو لهب ، قال فى حق مكه بيت الله الحرام (والله إنك لأحب ارض الله إلى، ولولا أن أهلك أخرجونى منك قهرآ ما خرجت)، فقد كان وداعآ حارًا، يقطر حبآ وحنانآ الى هذا الوطن الحبيب ، ويفيض حسرة وأسى على فراقه ، وهنا علمنا سيدنا محمد صل الله علية قيمة الوطن بهذة الكلمة الرقيقة التى تفيض شوقآ ولهفة وحنانآ، فالوطن يعنى مسقط رأسه وطفولته وصباه وشبابه، والوطن يعنى اول مكان رأه الانسان ، والوطن يعنى الأسرة والصحبة والأهل والأقارب، والوطن يعنى الفرحة والبهجة والسرور ، والوطن يعنى الذكريات الجميلة والنفوس الطيبة التى نشتاق اليها دائمآ ، والوطن يعنى عودة الروح للانسان عندما يشم رائحة ترابه ، ولا ننسى كلمة قداسة البابا تواضروس بعد حرق الكنائس فى ٢٠١٣ ( لو الكنائس احرقت سنصلى مع المسلمين فى المساجد ، واذا احرقت المساجد مسيحين ومسلمين فى الشوارع ) ليؤكد عظمة الشعب المصرى الذى لم يفرقه شئ على مر العصور ، الدين لله والوطن للجميع ، مهما المت بالوطن من محن وشدائد وصعاب وازمات اقتصادية فالوطن غالى ولا يباع بثمن بخس بل نفديه بكل غالى ونفيس.
* أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى فلى أن التاريخ والجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى لذلك كانت مصر دائما وابدا فى صدارة الدفاع عن مقدرات وشعوب الأمة العربية والإسلامية ، ولكن مع المشهد الآخير فى تطورات القضية الفلسطينية وجدنا اتجاه بالحيد عن المسار المحدد فى هذا الملف الذى تصدت له مصر على مدار سبعون عامآ وهو السلام القائم على العدل وعلى مبادئ اوسلو والمبادرة العربية للسلام ومقررات الشرعية الدولية والزج به فى مسار مختلف بزحزحة الشعب الفلسطينى عن ارضه ، واوضح سيادته بأن مصر لن تقبل الا بالاتفاقيات الدولية المبرمة والتى تتضمن جميعها المحافظة على الشعب الفلسطينى وأرضه ، لأن اى حل آخر هو قضاء على القضية الفلسطينية وتغير هويتهم ومحوها من التاريخ الانسانى . ولكن ليعلم الجميع حين كانت الحرب فكلنا مقاتلين واذا كان السلام فكنا له مبادرين ، فلم نخذل الأمة العربية والإسلامية ولن نخذلها ابدآ ، لذلك ادعو كافة الاطراف الى اعلاء لغة العقل والحكمة والالتزام باقصى درجات ضبط النفس واخراج المدنيين والأطفال والنساء من دائرة الانتقام الغاشم والعودة فورا الى المسار التفاوضى تجنبآ لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصى او دانى الإ واحرقته مع استعداد مصر لتسخير كل طاقتها وقدراتها للواسطة والتنسيق مع كافة الاطراف الدولية والإقليمية والفاعلة دون قيد او شرط.
* الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد ان سعى مصر الدائم للسلام واعتباره الخيار الاستراتيجى يحتم عليها الإ تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية وان تحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق ، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ وليس بقرار نتخذه ، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو اصوات السلام ، لتكف صرخات الأطفال وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ، ولن يأتى ذلك الا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورا والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية وتجنب سياسة العقاب الجماعى والحصار والتجويع والتهجير وعدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكرى ، وهو ما يستوجب تسهيل وصول دخول المساعدات الإنسانية لابناء الشعب الفلسطينى بشكل عاجل وان يتحمل المجتمع الدولى اليوم مسؤولياته ، فمن آجل السلام فليعمل العاملون.
* الله عليك باليهود ومن عاونهم وأنت تعلمهم ، اللهم ما خيب أملهم ، وأزل ظلمهم فإنك أشد بأسا وأشد تنكيلآ ، اللهم إن أهل غزة وفلسطين توكلوا عليك فأعينهم ووفقهم وأجبر خاطرهم ، جبرآ أنت وليه ، اللهم ما فرج همهم وكربهم وارفع الظلم عنهم وعن كل مظلوم يارب وأجبر يا الله بالمنكسر قلوبهم ، حسبى الله ونعم الوكيل فى اليهود ومن عونهم ، اللهم بحق جاهك وجلالك وعزتك وعظمتك التى يهتز لها الكون ، أسألك بعزتك التى يهتز لها الكون ومن حوله ، اللهم ما انصرهم على من ظلمهم ، اللهم أنك لا ترضى الظلم لعبادتك ، اللهم أنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم فأنت العدل والعدل قد سميت به نفسك ، اللهم ما انصرهم على من ظلمهم ، ألا أن نصر الله قريب سبحانه وتعالى وأفوض أمرى الى الله ، من ظن ان الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله ، اللهم إنه ظلمنا وقهرنا وأبكانا فأنت كفيلنا وحسبنا, حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وكل الدول العربية.