في ليلة استثنائية يتناغم فيها الحنين مع الحداثة، تواصل دار الأوبرا المصرية، بقيادة الدكتور علاء عبد السلام، تقديم فصول مشروعها الفني الفريد "100 سنة غنا"، الذي ينفَّذ بالتعاون مع صوت الطرب الأصيل علي الحجار.
وتُخصص الحلقة الخامسة من هذا المشروع للاحتفاء بموسيقار الرومانسية وملك العود فريد الأطرش، وذلك عبر عرض غنائي استعراضي يقام مساء الجمعة 4 أبريل، على خشبة المسرح الكبير.
أوبرا القاهرة تفتح أبوابها لأسطورة الشرق
تحمل السهرة المنتظرة طابعًا مسرحيًا غنائيًا دراميًا متكاملًا، من إخراج مهدي السيد وكتابة أيمن الحكيم، بمشاركة نخبة من الأصوات الذهبية على رأسهم أميرة أحمد، ياسمين علي، وفتحي ناصر، أما التوزيع الموسيقي فقد حمل توقيع كوكبة من المبدعين، شادي مؤنس، أحمد صالح، أحمد شعتوت، أحمد علي الحجار، ويوسف صادق.
ويتكامل المشهد الجمالي بتصميم ديكور محمد الغرباوي، وإضاءة ياسر شعلان، ورسوم جرافيكية من تنفيذ محمد عبد الرازق، بينما تولّت رجوى حامد تصميم الرقصات، لتكتمل عناصر العرض في تناغمٍ بصريّ وصوتيّ يليق بعظمة المُحتفى به.
ملك العود فريد الأطرش
نغمة خالدة تحكي قصة عمر
ويُعيد العرض تقديم محطات مضيئة من حياة فريد الأطرش، عبر كوكبة من أشهر أعماله التي حفرت مكانتها في الوجدان العربي، مثل، الحياة حلوة، بقى عايز تنساني، اشتقتلك، دقوا المزاهر، جميل جمال، يا واحشني رد علي، ليالي الأنس، الربيع، إياك من حبي، قلبي ومفتاحه، يا جميل يا جميل، بنادي عليك، على بالي، أحبك ياني، وغيرهم من الأعمال الخالدة التي شكلت ملامح الهوية الموسيقية العربية.
ويُفتتح الحفل بأغنية المشروع ذاتها "100 سنة غنا"، التي ترسّخ الفكرة وتمنح الجمهور لحظة افتتاحية نابضة بالحياة.
حكاية أمير النغم الذي هزَّ وجدان الشرق
لم يكن فريد الأطرش مجرد مطرب أو ملحن، بل كان مدرسة موسيقية متكاملة ومبعثًا للبهجة والحزن في آنٍ معًا، بداية من مولده في كنف عائلة الأطرش ذات الجذور العريقة في جبل الدروز بسوريا، والتي كان لها دور بارز في مقاومة الاحتلال الفرنسي.
وانتقل إلى القاهرة بصحبة والدته الأميرة عالية بنت المنذر وشقيقيه أسمهان وفؤاد، وهناك بدأت رحلته الفنية الطويلة التي قدم خلالها 31 فيلمًا، وارتبط اسمه بكلمات كبار الشعراء العرب، ووهب ألحانه لعمالقة الطرب في مصر والعالم العربي.
ورغم وفاته في 26 ديسمبر عام 1974، عن عمر ناهز 64 عامًا، إلا أن نغمه لا يزال حاضرًا في كل لحظة عشق ووجع، يعيش في الذاكرة ويتردد في القلوب.
100 سنة غنا
المشروع الفني "100 سنة غنا" هو تجربة غير تقليدية في تقديم التراث العربي، حيث يعيد استحضار رموز الموسيقى والغناء الذين شكلوا وجدان الأجيال خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، من خلال عروض تمزج الغناء بالحكي والمسرح والاستعراض.
ويهدف مشروع 100 سنة غنا إلى إحياء الموروث الثقافي المصري وتعريف الأجيال الجديدة بعظمته، إلى جانب تسليط الضوء على التحولات المجتمعية والسياسية التي واكبت تطور الفن، كما يسعى إلى دعم الأصوات الشابة ومنحها فرصة الظهور في محفل يليق بالموهبة والإبداع.