يبدو أن أصحاب المصالح الشخصية أيديهم اعتلت يد المصلحة العامة بل غلبتها، هذا يتماثل مع ما جرى داخل كمبوند حدائق الكونتيننتال بمنطقة الشيخ زايد، بعدما حضر شخصًا يملك عقار بالكمبوند المذكور وبدأ في مخالفات إنشائية تُهدد حياة المواطنين وممارسة البلطجة وتزوير محررات رسمية، الأمر الذي قُبل بتنصل موظفين جهاز مدينة الشيخ زايد من تطبيق ما لديهم من صلاحيات بل وصل بهم الحال إلى التواطؤ بصورة فجة.
بداية الواقعة عندما فوجئ أهالي كمبوند حدائق الكونتيننتال بمنطقة الشيخ زايد بالجيزة، بوجود سيارات محملة بالطوب والأسمنت والأخشاب تقتحم بوابات الكمبوند بالقوة للدخول من أجل بناء أحد الأدوار في عقار داخل الكمبوند مملوك لشخص يمتلك سلسلة محلات لبيع الحلويات، وصادر بشأنه أحكام جنائية تبديد وحكم مباني من المحكمة العسكرية بشأن مخالفة إنشائية بذات العقار منذ عامين تقريبًا.
هذا ما أدى إلى حالة من الهرج تطورت للاشتباك بين أهالي الكمبوند والعمال التابعين لمالك العقار، كما دفع أهالي الكمبوند المذكور للإبلاغ عن المخالفة التي تحدث داخل الكمبوند وتُهدد حياة قاطني المجمع السكني.
حيث تم إبلاغ جهاز مدينة الشيخ زايد والذي تحرك على الفور وأرسل أحد مندوبي الجهاز إلى محل الواقعة، مما جعل أهالي الكمبوند في حالة من التفاؤل لسرعة الاستجابة، ولكن فوجئوا بتواطؤ مندوب جهاز المدينة مع مالك العقار.
وروى أحد سكان الكمبوند أن مندوب جهاز المدينة تحدث معه معتقدًا أنه مالك العقار - المشكو في حقه - وأبلغه أن أحد مسئولي الجهاز أرسله لتسهيل دخول السيارة والعمال للكمبوند لاستكمال أعمال البناء الجارية أعلى أحد العقارات داخل المجمع السكني.
وتابع حديثه: أنه عندما علم أنه من السكان الشاكيين وليس مالك العقار قام بالفرار من المجمع السكني، مما دفع المشكو في حقه لدخول الكمبوند وبصحبته مجموعة كبيرة من العمالة بالقوة معتديًا على اللائحة التي وضعها اتحاد الشاغلين بالكمبوند.
فيما قال عدد من قاطني كمبوند حدائق الكونتيننتال أن اتحاد الشاغلين بالمجمع السكني وضع تسعيره لارتكاب المخالفات في العقارات داخل الكمبوند عن طريق إيصالات تبرع تتخطى مبلغ 50 ألف جنيه بحد أدني، مما دفعهم لتقديم شكوى رسمية لجهاز المدينة يتظلمون من تواطؤ اتحاد الشاغلين وتسهيل ارتكاب مخالفات البناء داخل الكمبوند، وهو ما جعل مالك العقار يرتكب المخالفة دون تخوف من اتحاد الشاغلين.
وخاطب جهاز مدينة الشيخ زايد، اتحاد الشاغلين بالكمبوند بعد مراقبة الوضع داخل المجمع السكني والتأكد من شكوى الأهالي، مؤكداً على أنه تلاحظ في الآونة الأخيرة للجهاز وجود بعض المخالفات من بعض مالكي العقارات داخل الكمبوند مثل مخلفات البناء وتغير الواجهات والتعديلات الداخلية ومخالفة تغير النشاط من سكني إلى إداري وغيره، مطالباً بعد دخول أي سيارات مواد بناء والتشوينات الخاصة بالبناء المخالف وإبلاغ الجهاز بأي أعمال مخالفة.
وأضاف أهالي الكمبوند أن مالك العقار «المشكو في حقه» أبلغهم أنه صادر له تصالح في الأعمال الإنشائية الغير موجودة على أرض الواقع حتى الآن منذ عامين تقريبًا، مهدداً بأن جهاز مدينة الشيخ زايد لا يستطيع إيقافه عن تنفيذ المخالفة التي يرتكبها داخل الكمبوند.
وبعد تكذيب ما قال منظرًا لعدم وجود المبنى المُقرر التصالح عليه، أشهر في وجه السكان أوراق للتصالح على خلاف الواقع وتم الاكتشاف فيما بعد أنها مزورة حيث دأب المذكور بحسب ما هو منتشر بالموقع على مخالفات إنشائية بعدة أماكن يتواجد بها خاصة بمحافظة الجيزة، وله أسلوب يشتبه فيه بعمل إجراءات التصالح بصورة غير قانونية تصل للتزوير وتغيير الحقيقة واستخدام أوراق غير صحيحة وشبهة الرشوة بعدم مطابقة التصالح للواقع ولما يقدمه من أوراق فضلًا عن شبهة تزويرها بالتعاون مع موظفين الأجهزة التنفيذية جهاز مدينة الشيخ زايد ومهندسين مدرسين بجامعة الأزهر.
حيث أنه استصدر نموذج التصالح للعقار المذكور رغم عدم إنشاء المبنى المطلوب التصالح عليه من الأساس وبصورة فجة، الأمر الذي تم بمساعدة موظفي التراخيص بجهاز مدينة الشيخ زايد.
وعقب الكثير من الشكاوى فيما يخص هذا الأمر، قام الجهاز بعمل معاينة أكدت ذلك وأكدت وجود خطورة على السلامة الإنشائية للعقار خاصة في فتح السقف الخرساني بفتحات كبيرة وطريقة إنشائية مريبة، وإزالة أجزاء من أعمدة وكمرات حيث تم هدم الكثير من السقف بالكامل وغلق فتحات رئيسية بالمناور، وهذا ما يتم التلاعب فيه الآن لسحب هذه المعاينة مجاملةٍ للمخالف.
وفي نهاية شكاواهم طالب سكان الكمبوند، بسرعة الفحص لهذه الواقعة ومواجهة مرتكبيها من موظفي جهاز مدينة الشيخ زايد ومهندسين جامعة الأزهر وفحص مخالفات أملاك وعقارات مالك العقار، وما ينتهجه من سلوك يعد جريمة جنائية حالة توجب العقاب عليه.
ويختتموا حديثهم راجيين في حالة ثبوت صحة ما سبق، سرعة إزالة ما قام به هذا المخالف من عشوائية حماية للثروة العقارية للسكان ومنعًا لمزيد من المخالفات.