وفاة سما عادل: الضحية الثامنة في انفجار خط غاز الواحات (قصة كاملة)

الثلاثاء 13 مايو 2025 | 10:06 مساءً
سما عادل ضحية حادث انفجار خط غاز اكتوبر
سما عادل ضحية حادث انفجار خط غاز اكتوبر
كتب : ياسر على

لم تكن سما عادل الطالبة  بالسنة الأخيرة بكلية طب الأسنان، تعلم أن بدلتها الجديدة، التي علقتها بفخر أمام مرآة غرفتها استعدادًا ليوم مناقشة مشروع تخرجها، ستبقى معلقة دون أن ترتديها، كانت ترى في يوم التخرج بداية لحياة جديدة، لطالما حلمت بها، لكنها لم تكن تعلم أن ذلك اليوم لن يأتي أبدًا.

رحيل سما عادل 

عصر يوم الأربعاء 30 أبريل، وبينما كانت سما تعود من جامعتها كعادتها عبر طريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، اتصلت بوالدها لتخبره أنها أصبحت قريبة من المنزل، لم تمر دقائق، حتى تغيّر كل شيء، انفجار مفاجئ هزّ الطريق، واشتعال ضخم سببه كسر في خط غاز أرضي، وسما كانت هناك.

بين النيران والصراخ، تلقى والدها اتصالًا غريبًا من هاتفها، لم يكن صوتها، بل صوت رجل لا يعرفه أخبره أن سما أُصيبت في انفجار، وحالتها خطيرة، ركض الأب، الطبيب الذي اعتاد إنقاذ أرواح الناس، إلى المكان، ليجد ابنته تحترق وتحاول الوقوف، حملها بين يديه، والجلد يذوب من شدة الحروق، لكنه تمسّك بالأمل في إنقاذها.

نُقلت سما إلى أحد المستشفيات الخاصة ثم إلى مركز متخصص لعلاج الحروق، كانت في غيبوبة كاملة، موصولة بأجهزة التنفس، لا تنطق ولا تتحرك، خضعت لعدة عمليات، لكن النيران كانت أقوى من الجسد النحيل، ولم تنجُ، وبعد 13 يومًا من الالم ، توفيت مساء اليوم الثلاثاء داخل المستشفى.

رحيل سما عادل رفع عدد ضحايا انفجار خط الغاز إلى 8 أشخاص، خبر وفاتها ترك صدمة بين زملائها وأساتذتها، الذين كانوا يستعدون لرؤيتها ترفع رأسها في يوم التخرج.

والداها كتب عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "نسألكم الدعاء أن يتقبلها الله من الشهداء".

الدكتور عادل أمين، والد سما، رفض اعتبار ما حدث مجرد حادث قضاء وقدر، واكد في تصريحات صحفية، أن هناك إهمالًا واضحًا أدى للمأساة، حيث اتهم ثلاث جهات، وهم جهاز مدينة 6 أكتوبر، شركة الغاز "ناتجاس"، والمقاول المسؤول عن الحفر في المنطقة.

ويروي الأب أن السكان شمّوا رائحة غاز قوية قبل الانفجار بعدة ساعات، وأبلغوا الجهات المسؤولة، لكن لم يتحرك أحد. وفي بيان رسمي بعد الحادث، أشار مجلس الوزراء إلى أن المقاول لم يُنسّق مع شركة الغاز، وهو ما أثار غضب الأب وسؤاله: "وأين كانت الرقابة؟ وأين خرائط المرافق؟".

سما لم تكن فتاة عادية، كما يصفها والدها، كانت تقاتل دائمًا من أجل حملها ، أصيبت من قبل في حادث سيارة وأصرّت على حضور امتحاناتها رغم الألم، كانت تحلم أن تتخرج بتفوق، وكانت تقول دائمًا: "أنا مش هستسلم"، لكن الموت كان أسرع من الحلم.

والدها يرفض كل محاولات الصلح أو التعويض، مؤكدًا أن لا شيء في الدنيا يعوّضه عن ابنته. 

ويقول الأب بصوت حزين: "ولا فلوس الدنيا تساوي ضُفر بنتي"، ويؤكد أنه سيتخذ الإجراءات القانونية الكاملة لمحاسبة كل من تسبب في الكارثة.

رحلت سما، لكن قصتها ما زالت تنبض في قلوب أهلها، وتصرخ في وجه الإهمال الذي يحصد الأرواح بصم، سما عادل فتاة كانت تحلم بالنجاح والحياة، فودعت الدنيا محترقة بنيران لا ترحم، وسط طريق يفترض أن يكون آمنًا