يعد حجر "رشيد" من أهم الآثار التي غيرت مجرى التاريخ بأكمله، لأنه غير فهمنا ورؤيتنا للحضارة المصرية، فهيا بنا نأخذكم في جولة تاريخية نعرف منها ما حجر رشيد؟ وما مدى أهميته؟
في مثل هذا اليوم منذ 224 عاما، عام 1799 م، تم اكتشاف حجر رشيد في قلعة "سان جوليان" بمدينة رشيد من قبل الضابط الفرنسي بيير فرانسوا بوشار، أثناء الحملة الفرنسية بمصر.
وبعد اكتشافه تم الإعلان عنه في الصحيفة التي كانت تصدرها الحملة لمقاتليها، وسمى بحجر رشيد نسبة لأنه اكتشف بمدينة رشيد التي تقع على مصب فرع نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط.
وقد صنع ذلك الحجر الأثري من حجر الجرانودايوريت منقوش عليه مرسوم صدر في ممفيس بمصر في عام 196 قبل الميلاد، وذلك كان نيابة عن الملك بطليموس الخامس,حيث يظهر المرسوم عليه ثلاثة نصوص هم:
الأول النص العلوي وهو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية, والثاني الجزء الأوسط لغة الديموطيقية، والثالث الجزء الأخير اللغة اليونانية القديمة، ومع ترجمة الثلاث لغات نجد أنها نفس الترجمة لكن مع اختلافات الطفيفة بينهم، لكي يصبح الحجر مفتاح الفهم للهيروغليفية المصرية.
وتوجد النسخة الأصلية الآن بالمتحف البريطاني في لندن، وذلك بعد معاهدة سنة ١٨٠١ بين فرنسا وإنجلترا، وهذا الحجر يعتبر هو المفتاح الذي فسر لنا كل شيء عن حياة المصريين القدماء، بعد أن نجح الفرنسي جان فرنسواه شامبليون في فك وترجمة الرموز المكتوبة باللغة المصرية القديمة، حتى توصل لمعرفة اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" وأعلن عن هذا عام ١٨٢٢.
والجدير بالذكر أن إعلانه في ذلك الوقت الكبير بعد اكتشافه الحجر، كان له سبب وهو أن فك رموز الحجر بنفسه كان من الصعب، لذلك استعان بالكاهن القبطي المصري، الراهب "يوحنا الشفتشي".
ربما يعلم البعض ذلك الاسم للمرة لكن يوجد من يسمعه للمرة الأولى، ولكن دور يوحنا لا تقل أهمية عن شامبليون، لأن هو من علم شامبليون اللغة القبطية، والتي تعد امتدادا للغة المصرية القديمة.
كان يوحنا من أبناء الجيزة وولد فيها، وعمل مترجما فوريا، ثم كاتبا بالمحكمة، ومترجما فوريا للحملة الفرنسية ضمن اللجنة التي شكلها "كليبر"، وتوجه إلى فرنسا بعد ترقيته، وهناك التقى شامبليون، الذي ذكر في مذكراته أنه سبب في ثقافته وإلمامه بالقبطية.
جاء اسم يوحنا الشفتشي ضمن مجموعة علماء ساعدوا في كتاب "وصف مصر"، وتوفي عام 1825 في مرسيليا.
نجح العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون في فك رموز اللغة الهيروغليفية عام 1822م تحديدا يوم 14 سبتمبر، بعد أن عثر عليه الضباط بيير فرانسوا بوشار عام 1799م.