عمرو موسي لـ «بلدنا اليوم»: العلاقة بين تركيا ومصر تجري بشكل إيجابي.. ودبلوماسيون: تتويج للدبلوماسية المصرية

الخميس 06 يوليو 2023 | 07:12 مساءً
القاهرة وأنقرة
القاهرة وأنقرة
كتب : أحمد عبد الرحمن

أذاب لقاء وزير الخارجية سامح شكري بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو خلال أبريل الماضي الجليد بين القاهرة وأنقرة، وأعطى المصالحة بين البلدين دفعة قوية بعد سنوات من التوتر، وسطر الطرفين نهاية المقاطعة والخصام برفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى تبادل السفراء بين القاهرة وأنقرة.

وقال دبلوماسيون على هامش حوارهم «بلدنا اليوم» إن عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة سينعكس على مجمل العلاقات التركية مع قبرص واليونان حيث عملت مصر خلال الفترة الماضية على تعزيز العلاقات الدبلوماسية معهم، مؤكدين أن القاهرة ستكون حمامة السلام بينهم.

القويسني: مصر ستكون حمامة السلام لحل الخلاف بين قبرص واليونان وتركيا 

وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر وتركيا تاريخية، تجمعهم العديد من الملاح المشتركة، مؤكدًا أنهما قوتان إقليمية في منطقة واحدة يربطهما البحر المتوسط.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» قائلًا:" إنه من التاريخي والشائع أن القوى الإقليمية أحيانًا تتصارع وتتصادم في سياستها وأغراضها، كما تتعاون وتتفاهم، وأثناء الخلاف بين القاهرة وأنقرة حرصت مصر على استمرار العلاقات الاقتصادية الكبرى مع تركيا وظلت التجارة البينية والاستيراد والتصدير في تحسن، كما استمر الميزان التجاري بين البلدين نتيجة دبلوماسية مصر الرشيدة."

وأكد "القويسني" أن مصر شهدت خلال فترة الخلاف والتصادم مع تركيا نوعًا من المكايدة السياسية، لافتًا إلى أن القيادة المصرية تحملتها برشد شديد في ظل رفضها أن تدخل في علاقة دبلوماسية طبيعية مع تركيا، مشيرًا إلى أن مصر كانت يحدوها الأمل أن تكتشف أنقرة كما اكتشف العالم أن ما حدث هو إرادة شعب وانتصارًا للديمقراطية.

وأشار السفير إلى أن اللقاء الثلاثي الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في كأس العالم فيفا 2022 بالدوحة؛ جاء لجس النبض، لافتًا إلى أن الزيارة المرتقبة الثنائية التي ستجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي ستكتب صفحة جديدة بين البلدين من التعاون والتفاهم.

وأوضح السفير أحمد القويسني، أن أسباب عودة العلاقات المصرية التركية تعد دوافع عملية أهمها توجيه انتقادات شديدة من أحزاب المعارضة التركية إلى الرئيس التركي بخطأ الخصومة وسياسات قطع العلاقات والعداء لمصر، منوهًا إلى أن هذه الانتقادات ظلت توجه إلى الرئيس التركي لفترة طويلة، ولاسيما اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية 2023 كان لابد من حل هذه الخلافات مع دول الجوار للقضاء على انتقادات المعارضة التركية، بالإضافة إلى بناء مصر تحالفات مع قبرص واليونان للإحاطة بتركيا وحصار مصالحها بالبحر المتوسط.

ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق دور مصر في حل الخلافات بين تركيا وقبرص قائلًا:" إن مصر ستكون حمامة السلام بين قبرص واليونان وتركيا لإنهاء المشاكل العالقة بينهم، وأن القاهرة ستستطيع بدبلوماسية رشيدة تتسم بنهج عملي إحلال السلام في المنطقة والقضاء على النزاعات الإقليمية".

وذكر أنه بذهاب الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا ستكتب القاهرة وأنقرة صفحة جديدة من التفاهم والتعاون بين الطرفين، مؤكدًا أن مصر دولة محورية ورائدة في الإقليم ولديها أمنها القومي ومصالحها في البحر المتوسط التي لن تفرض فيها، مشيرًا إلى أنها تسعى إلى تقليل الخلافات لعودة الاستقرار والأمن إلى المنطقة.

ونوه إلى أن هناك ثمارًا كثيرة سيجنيها كلتا الدولتين من التقارب كونهما أكبر قوتين في البحر المتوسط، حيث تعد مصر مركزًا لتصدير الغاز في المتوسط القادم من قبرص واليونان بعد عملية التسييل، كما أن في حال تحسن العلاقات بين مصر وتركيا سينعكس على مجمل العلاقات التركية مع دول شرق المتوسط اليونان وقبرص.

الفيومي: التقارب بين تركيا ومصر سيساهم في حلحلة العديد من القضايا الدولية 

ومن جانبه،أكد المهندس إبراهيم الفيومي، رئيس مشروع تنمية أفريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل، أن التقارب بين تركيا ومصر سيساهم في حلحلة العديد من القضايا الدولية بين البلدين.

وبدوره، أوضح الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المصرية التركية مرت بخطوات إيجابية خلال الفترة الماضية ولا سيما بعد زلزال شرق المتوسط الذي ضرب تركيا وسوريا معًا.

سمير: عودة لعلاقات بين مصر وتركيا تتويج للدبلوماسية المصرية 

وأضاف خبير العلاقات الدولية في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن العلاقة بين مصر وتركيا تطورات بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في الدوحة، بالإضافة إلى الزيارات الأخيرة المتبادلة بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

وأكد "سمير" أنه تم الاتفاق خلال الزيارات الدبلوماسية على وضع مسار لإعادة العلاقة المصرية التركية على المستوى الكامل بما يشمل عودة السفراء إلى البلدين.

وأشار الدكتور أيمن سمير إلى أن البلدين يتمتعان بدور محوري في البحر المتوسط ومؤثر على ما يجري في المنطقة والذي سنعكس بدوره على مختلف القضايا والملفات العالقة في الإقليم العربي أو شرق المتوسط أو الشرق الأوسط.

وأوضح أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا ستكون بمثابة تتويج للفلسفة والسياسية التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط والتي تقوم على مبدأ تبرد الصرعات وتهدئة التوترات، واكتشاف مساحة جديدة من التعاون وإقامة شركات متنوعة مع الدول والشعوب المختلفة من أجل مستقبل مستدام لخدمة شعوب المنطقة بعيدًا عن الخلافات السياسية.

ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن العلاقات المصرية القطرية إيجابية في الوقت الحالي وتجري بشكل طبيعي دون توترات، وهناك علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين، مؤكدًا أنها لعبت دورًا كبيرًا في التقارب بين مصر وتركيا عندما نجح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في الجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر عام 2022.

وتابع سمير، أن المصافحة التي تمت بين الرئيسين فتحت الباب سريعًا لعودة العلاقات بين الطرفين، واتفقا خلال اللقاء على إنهاء الخلافات تباعًا.

عمرو موسى: العلاقة بين تركيا ومصر تجري بشكل إيجابي خلال الوقت الراهن

كما أكد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، لـ«بلدنا اليوم» أن العلاقة بين تركيا ومصر تجري بشكل إيجابي خلال الوقت الراهن.

قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القاهرة تلتزم في العلاقات المصرية التركية بمحددات ثابتة أهمها عدم تدخل أنقرة في شئون البلاد الداخلية، مؤكدًا أن مواقف مصر تجاه الدول الخارجية يتغير ولكن هناك المحددات راسخة.

هريدي: مصر تلتزم بمحددات ثابتة في التعامل مع تركيا 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» على ضرورة تغير السياسة التركية تجاه سوريا بعد الانتخابات التركية 2023 في ظل موافقة الدول العربية على العودة المشروطة لسوريا إلى جامعة الدول العربية.

وأضاف "هريدي" أن الشروط العربية لعودة سوريا لجامعة الدول العربية تلخصت في عوامل أساسية وهم: إصلاح سياسي حقيقي داخلي، وعودة للاجئين السوريين إلى بلادهم، وخروج العناصر الأجنبية المسلحة الموجودة داخل الأراضي السورية. 

اقرأ أيضًا| ترحيب عربي بعودة السفراء بين مصر وتركيا