أفادت وكالة أنباء آسيا الدولية، اليوم الخميس، أن السلطات الهندية أعلنت عن اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات التصعيدية ضد دولة باكستان، من بينها طرد عدد من الدبلوماسيين الباكستانيين من الأراضي الهندية، وتعليق العمل بمعاهدة تقسيم نهر السند بينهما، التي تم تنفيذها والاتفاق عليها بين البلدين عام 1960م، إلى جانب إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بينهما، في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين.
ردًا على العمل الإرهابي
واتخذت العلاقات الهندية الباكستانية منحنى خطيرًا من جديد، وجاءت تلك التصعيدات من الجانب الهندي، ردًا على الهجوم الوحشي والدامي الذي أودى بحياة 28 شخصًا في منطقة باهالغام السياحية الخاضعة تحت السيطرة الهندية في إقليم كشمير المُتنازع عليه من قِبل باكستان والهند، وقد أشارت بعض المصادر الهندية إلى أن جماعة مدعومة من إسلام أباد وراء هذا العمل الإرهابي.
عدم التساهل مع الإرهاب
فقالت السلطات الهندية لقناة "بي بي سي" إن ما لا يقل عن 28 شخصًا سقطوا بعد إطلاق النار من قِبل مسلحين على مجموعة من السُياح المحليين أثناء استكمال رحلتهم في جبال الهيمالايا في بلدة باهالغام "سويسرا الهند"، وتلك المنطقة المعروفة بجمالها الخلاب الواقعة في إقليم كشمير، مشيرة إلى أن هناك مصادر في وزارة الخارجية الهندية أعلنت أن الإجراءات التي اتخذتها الهند بعد هذا العمل الإرهابي ضد باكستان تأتي في سياق "عدم التهاون مع الإرهاب" ولن تتساهل مع الداعمين للإرهابيين الذين يحصدون أرواح الأبرياء.
استهداف غير المسلمين
وبالرغم من اتهام بعض المصادر في وزارة الخارجية الهندية أن الهجوم المسلح في كشمير تقع مسؤوليته على مجموعة مدعومة من إسلام أباد، إلا أنه لم يتم الإعلان الرسمي من أي جهة عن مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، فكثير من الشكوك تذهب وتحوم حول تنظيم "لشكر طيبة" الجهادي التابع للدولة الباكستانية، ومن الممكن أن تقوم بالإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم في القريب العاجل، حيث أفاد أشخاص قد نجوا من الهجوم أن المجموعة الإرهابية كانت تستهدف الأشخاص غير المسلمين.
دعم الإرهاب عبر الحدود
وأكد "فيكرام مصري" وكيل وزارة الخارجية الهندية، خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع أمني برئاسة "ناريندرا مودي" رئيس الوزراء الهندي، أن الهند قررت على الفور تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع دولة باكستان، فطرد الدبلوماسيين الباكستانيين وتعليق معاهدة مياه نهر السند سيستمر لحين تخلي باكستان عن الدعم المباشر وغير المباشر للجماعات الإرهابية عبر الحدود.
والجدير بالذكر أن "مودي" رئيس الوزراء الهندي، قام بقطع زيارته للسعودية بعد الهجوم الإرهابي في مدينة باهالغام في إقليم كشمير، لإصدار القرارات المناسبة ردًا على ذلك الهجوم، حيث قام على الفور باستدعاء المسؤولين الأمنيين ورجال الوزارات الهندية لاجتماع عاجل ليتم البحث في اتخاذ وتنفيذ الردود المناسبة والقرارات للوقوف أمام الأعمال الإرهابية.
مستقبل العلاقات
وبحسب المراقبين الدوليين، فإن تعليق المعاهدة المائية بين الهند وباكستان في نهر السند، وطرد الدبلوماسيين، وغلق المعابر، يُعد تطورًا غير مسبوق، وبشكل خاص المعاهدة المائية التي صمدت رغم الحروب والصراعات المتتالية، فكانت تُعتبر خطًا أحمر لا يتم المساس به في التعاون الإقليمي.