تمتلك مصر الآن القدرة على تجميع الأقمار الصناعية ودمجها واختبارها بدعم صيني، حيث تسعى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى وضع نفسها كقوة صناعة الفضاء في القارة.
وتسلمت مصر نموذجين تمولهما الصين لمشروع القمر الصناعي MisrSat-2 في 25 يونيو، كما سيتم تجميع الأقمار الصناعية واختبارها في وكالة الفضاء المصرية بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة.
الصين تمنح مصر 74 مليون دولار لتنمية مشروع وكالة الفضاء المصرية
وقدمت الصين منحة قدرها 74 مليون دولار أمريكي للمشروع، بالإضافة إلى 68 مليون دولار أمريكي لبناء مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، أجرى مهندسون من مصر والمؤسسة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء اختبارات على ثلاثة نماذج من الأقمار الصناعية من طراز MisrSat-2 - نموذجان أوليان ونموذج طيران.
وقال السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ، إن مصر ستكون أول دولة أفريقية يمكنها تجميع الأقمار الصناعية ودمجها واختبارها.
وقال لياو في حفل تقديم المنحة: "إن مصر هي الدولة الأولى التي سلمت إليها الصين مشروع تعاون الأقمار الصناعية خارج الصين، وأول دولة تتعاون معها الصين لاستكمال التشغيل التجريبي واسع النطاق للقمر الصناعي خارج الصين".
وأكد أن بكين حريصة على العمل مع مصر لدفع التعاون في الفضاء، ومواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مضيفًا أنه من المتوقع إطلاق القمر الصناعي من الصين في أكتوبر.
وقال عالم الفضاء النيجيري تيميدايو أونيوسون، إن الصين لعبت دورًا بارزًا في الشراكة مع المؤسسات الأفريقية لتطوير برامجها الفضائية.
وأضاف أنه بالإضافة إلى مصر، أبرمت الصين اتفاقيات ثنائية مع 13 دولة أفريقية أخرى تغطي تكنولوجيا الفضاء والتدريب والبنية التحتية الأرضية.
وأكد أن صناعة الفضاء الأفريقية كانت تنمو وتجلب إيرادات سنوية تبلغ حوالي 20 مليار دولار، قائلًا:" "إنها أيضًا أداة مهمة للدبلوماسية الدولية، وهذا يحدد خطة الصين طويلة الأجل في القارة".
كما شكرت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط في الحفل الشهر الماضي الصين على دعمها، وقالت إن الأجهزة المتقدمة والتكنولوجيا الفعالة مهمة لمصر لأنها تفتح بوابة للتعاون مع إفريقيا في هذا المجال، مضيفة أن مركز الأقمار الصناعية الجديد سيكون بمثابة دفعة كبيرة للبحث والتطوير والقياس والمراقبة.
وكالة الفضاء المصرية سعت إلى توسيع التعاون في علوم وتكنولوجيا الفضاء
وأوضح الدكتور جون كالابريس، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن وكالة الفضاء المصرية سعت إلى توسيع التعاون في علوم وتكنولوجيا الفضاء ليس فقط مع الصين ولكن مع دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، وفرنسا والهند ومؤخرا جنوب أفريقيا.
وأشار كالابريس إلى أن مشروع القمر الصناعي مع مصر لم يكن أول غزو صيني للتعاون الفضائي مع دولة أفريقية إذ سبق للصين أن ساعدت نيجيريا وإثيوبيا والجزائر والسودان في إطلاق أقمار صناعية للاتصالات.
وتابع :" أن سعي الصين للتعاون في مجال الفضاء في إفريقيا يبدو أيضًا مرحلة أخرى من مبادرة الحزام والطريق في بكين، وهي جزء مما يسمى بممر المعلومات المكانية".
من منظور أمريكي، قال كالابريس إنه قد تكون هناك مخاوف بشأن الاعتماد الأفريقي على الخدمات التي تقدمها الصين، وأيضًا الخسائر التجارية في اشتراك الدول الأفريقية في نظام الملاحة العالمي الصيني بدلاً من نظام تحديد المواقع العالمي الأمريكي أو خدمات جاليليو الأوروبية.
وأوضح أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة يمكن أن تقدم فوائد عديدة، بما في ذلك المساعدة في مراقبة استهلاك المياه للمحاصيل، مؤكدًا أنه تطور رئيسي للبلدان التي يتزايد عدد سكانها والتي تواجه انعدام الأمن الغذائي والمياه.
وقال روريسانغ مويو، محلل صناعة الفضاء المستقل، إن مشروع القمر الصناعي كان من بين العديد من الالتزامات المتعلقة بالفضاء بين الصين ومصر.
وأشار إلى أن الصين لديها 28 اتفاقية فضائية مع دول أفريقية وتشمل كل شيء من مراقبة الأرض وتنمية القدرات إلى الملاحة عبر الأقمار الصناعية والاتصالات وعلم الفلك.
وخلال منتدى عام 2021 حول التعاون الصيني الأفريقي في داكار، السنغال، تم توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتعزيز تطوير البنية التحتية للفضاء في إفريقيا، واستخدام صناعة الفضاء لدفع التنمية الاجتماعية وتحسين مستويات معيشة الناس.
اقرأ أيضًا| خبراء يكشفون لـ«بلدنا اليوم»: مدى تأثير الهجوم المضاد على روسيا حتى الآن؟