خبراء يكشفون لـ«بلدنا اليوم»: مدى تأثير الهجوم المضاد على روسيا حتى الآن؟

الثلاثاء 04 يوليو 2023 | 08:28 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

مر أسبوع واحد فقط على الهجوم المضاد ضد الروس، لكن التقارير الواردة من الخطوط الأمامية للقوات الأوكرانية تشير إلى صعوبة اختراق الحدود الروسية حيث تعمل كييف على تطويق مدينة باخموت المدمرة، في ظل ضعف الإمكانيات التي تهدد استمرار الهجوم المضاد، الأمر الذي دفع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى توجيه نداء عاجل للغرب لسرعة إرسال مساعدات عسكرية.

وقال خبراء على هامش حديثهم لـ«بلدنا اليوم» إن المعركة بين روسيا وأوكرانيا مرشحة للاستمرار لعدة شهور في ظل استمرار الدول الغربية بإرسال المساعدات العسكرية لكييف، مؤكدين أن الهجوم المضاد لا يمثل حتى هذه اللحظة اختراقًا قويًا للحدود الروسية.

وأشاروا إلى أن الهجوم المضاد لن يحدث تغييرًا مصيريًا على أرض الوقع، مضفين أنه جاء لحفاظ ماء الوجه الأوكراني أمام الخسائر المتتالية التي تتلقها يومًا بعد يوم.

الغطريفي: الهجوم المضاد محاولة من أوكرانيا لحفاظ ماء الوجه

وقال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الهجوم المضاد يعد محاولة من قبل النظام الأوكراني للحفاظ على ماء الوجه في ظل عدم قدرته على تحقيق أي انتصارات على أرض الواقع.

وأكد الغطريفي خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن النقطة الأهم هو مدى جاهزية القوات الأوكرانية التي ستنفذ هذا الهجوم للقتال، مضيفًا أن الأيام القادمة ستوضح مدى فعاليته في ظل الحديث عن ضعف الإمكانيات والقدرات فضلًا عن قضايا الفساد التي طالت بعض قيادات الجيش الاوكراني.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الإعلان الأمريكي عن دعم أوكرانيا وتقديم مساعدات عسكرية ليس بالجديد، مرجحًا أنه لن يضيف جديد سوى استمرارية القتال والحرب ولن يحسم المعارك.

وتابع السفير ناجي الغطريفي، قائلًا:" إن نتائج الهجوم المضاد لم تحسم ولن تكون محسومة على أرض الواقع في الوقت الراهن ولا يمكن لنا أن نتحدث عن نتائجها الآن لأنها في أغلب الأحوال لن تكون في صالح أوكرانيا".

الهتيمي: الهجوم المضاد لا يمثل حتى هذه اللحظة اختراقًا قويًا

وبدوره، قال الباحث أسامة الهتيمي، إن هجوم القوات الأوكرانية المضاد لا يمثل حتى هذه اللحظة اختراقًا قويًا على القوات الروسية التي تحتل الجزء الشرقي من الحدود الأوكرانية بامتداد نحو 90 كم2.

وأضاف الباحث في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن القوات الأوكرانية نجحت في استرجاع 6.5 كم2 فقط من أرضها، مؤكدًا أن المعركة ليست سهلة والعمليات العسكرية مرشحة أن تمتد لأشهر أخرى مما يسفر عن تكبد كلا الطرفين لخسائر مادية وبشرية فادحة.

وتابع " الهتيمي" أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد، وهل سينجح في تحقيق الهدف الذي أعلنته أوكرانيا حول استعادة كل شبر من الأراضي الأوكرانية المحتلة أم أنه سيكون ووفق ما صرح به بعض المسئؤولين الأمريكيين والغربيين مجرد ورقة ضغط على روسيا إذ يصعب إخراج القوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها وعودة القوات الأوكرانية إلى حدود 24 فبراير 2022.

وأشار إلى أن الدعم الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام لأوكرانيا معلوم لدى الطرف الروسي منذ اللحظة الأولى لانطلاق هذه العلميات العسكرية، مضيفًا أن واشنطن ظلت لفترة طويلة رافضة لأي محاولة أوكرانية للداخل الروسي إلا أن هذا الرفض ربما تم خفضه.

وأوضح أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية قد تغير إذ سمحت أمريكا بتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة إف 16 التي كانت تمانع منذ بداية الأزمة منحها للقوات الأوكرانية.

وحول تطور الموقف الأمريكي تجاه كييف، أكد أن المغزى الأخطر يكمن في استخفاف أمريكا بالتهديدات والتحذيرات الروسية التي لجمت يد الغرب والأوكرانيين لفترة، ومنحت القوات الروسية التفوق على نظيرتها الأوكرانية بما يزيد من احتمالات تصعيد العمليات العسكرية في المرحلة المقبلة بشكل غير مسبوق رغم الاستنزاف الذي تعرض له كلا الجيشان.

وتابع: أعتقد أن الهجوم المضاد لن يحدث تغييرًا مصيريًا على أرض الوقع وإن كان كما أشرت سابقا يمكن أن يكونه له أثره من ناحية الضغط على موسكو وإبداء المرونة إزاء أي مبادرات للتفاوض.

وأكد أن المعركة بالنسبة لروسيا معركة حياة أو موت فهي تدرك جيدًا أن هزيمتها تعني خسارة استراتيجية لا يمكن تداركها فيما بعد الأمر الذي سيدفعها إلى بذل ما بوسعها لصده والتعامل معه واستنزاف القوات الأوكرانية. 

اقرأ أيضًا| 3 يوليو.. ذكرى الحفاظ على الوطن وتحريره من قبضة الإخوان بخطاب السيسي التاريخي