في ذكرى 30 يونيو.. إلى أي مدى ذهبت العلاقة بين طهران وجماعة الإخوان الإرهابية في فترة حكمهم؟

الخميس 29 يونية 2023 | 06:24 مساءً
صورة
صورة
كتب : أحمد عبد الرحمن

أدى توسع النفوذ الإيراني في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي إلى تغيير صورة جمهورية إيران الإسلامية وأصبح أكثر تدخلاً في الشؤون الداخلية للمجتمعات العربية، وخاصة في المجتمعات السنية.

والبداية مع اندلاع الثورة السورية حيث كان لطهران دور مساعد في قمع الثورة السورية عام 2011 ضد الرئيس بشار الأسد ومحاولة إنشاء أجهزة أمنية عسكرية موازية في منطقة المشرق الفرعية خلق صورة سلبية، بعد أن استفادت من الجغرافيا السياسية، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وقالت الصحيفة، إن شبكات الإخوان المسلمين، المعروفة باسم الإخوان شكلت هدفًا رئيسيًا لدبلوماسية الجهات الفاعلة غير الحكومية في إيران، ونجحت طهران أثناء اغتصاب جماعة الإخوان للحكم في استمالتهم، لتصبح الزعيم التاريخي لشبكة الإخوان العالمية، وباتت جزء من جهد أوسع لتحسين العلاقات مع المنظمات الشعبية العربية.

ومن ناحية أخرى، فإن تجديد العلاقات التاريخية بين طهران والإخوان في مصر وبقية المنطقة عزز الدبلوماسية العامة لطهران، وساعد في تسهيل الوساطة مع الجهات المعادية لذلك، كانت ثورات الربيع العربي، ولا سيما الثورة المصرية، نقاط تحول في إعادة تحديد العلاقات مع الجهات الفاعلة العربية السنية الحيوية.

وأشارت إلى أن ثورة 2011 مثلت للإخوان المسلمين نقطة تحول في تصورهم للتكوينات السياسية الإقليمية ونفسهم كممثل رئيسي.

وفيما يتعلق بإيران، كان هناك اهتمام مشترك، بين الإخوان في السلطة في مصر والجمهورية الإسلامية، لإعادة تشكيل العلاقات بما يتناسب مع إعادة تشكيل الديناميكيات السياسية الإقليمية خلال فترة الربيع العربي، حيث كان إرث العلاقات العابرة للطوائف بين المنظمة وجمهورية إيران الإسلامية عاملاً مهمًا.

وبالنظر إلى محالة الإخوان في إجراء تحولات كبيرة في السياسة الخارجية لمصر في المنطقة، استعدادهم لإثارة المزيد من القلق بين الجهات الفاعلة الرئيسية في منطقة الخليج، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بشأن محور إقليمي إسلامي متصاعد، وكانت إيران كانت راضية ولم يلب الجانب المصري توقعاتها.

وعندما اغتصب الإخوان السلطة في مصر، حرص التنظيم على التعامل مع "الملف الإيراني"، مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية مع إبقاء الباب مفتوحًا للتواصل بطريقة غير مسبوقة.

ومع الانقسام الداخلي في الإخوان المصريين المتنامي، بدأت إيران في فتح خطوط اتصال مع الفصائل الناشئة (الحرس القديم، جبهة القيادة الجديدة ، والمواجهة)، لكل من هذه الفصائل مقاربة مختلفة تجاه العلاقات الخارجية للتنظيم وكيفية التعامل مع طهران، الحرس القديم أكثر تحفظًا في نهجهم تجاه إيران، والفصيل المواجهة هو الأكثر انفتاحًا مع اتخاذ جبهة القيادة الجديدة موقفًا وسطيًا.

وبعد ثورة 30 يونيو، تبدلت السياسة الخارجية الإيرانية؛ وعقدت مصالحات مع بعض الدول؛ نتيجة لتغير الخريطة السياسية في المنطقة؛ لاسيما السعودية، حيث وصل التمثيل الدبلوماسي بين مصر وطهران إلي مرحلة القائم بالأعمال، وتقدمت العراق وعمان خلال الفترة الأخيرة للوساطة لعودة العلاقات المصرية الإيرانية بكامل التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء بين الدولتين.