دعا أكاديميون وخبراء تربويون إلى تبني سياسات عاجلة لمواكبة الثورة الرقمية مع الحفاظ على الهوية المجتمعية جاء ذلك خلال ختام فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لإدارة ديروط التعليمية، الذي عُقد مساء أمس تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي.. أخلاقيات وقيم مجتمعية في التعليم قبل الجامعي" والتي شددت توصياته على ضرورة وضع ميثاق أخلاقي لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم قبل الجامعي، وتشكيل لجنة مشتركة من كلية التربية وخبراء التربية والتعليم لصياغته، إلى جانب تدريب المعلمين على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونشر ثقافته، وتفعيل آلياته داخل المدارس.
مناهج تفاعلية وشراكات مجتمعية.. ركائز التوصيات
تضمنت التوصيات تصميمَ مناهج رقمية تفاعلية تعرض مواقفَ أخلاقيةً ومشكلاتٍ تحفز التفكير النقدي لدى الطلاب، وتربط بين التقنية والقيم الإنسانية، فضلًا عن دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع آليات الترجمة في العمليات التعليمية، وتعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة لتوعية الطلاب بمخاطر الاستخدام غير الأخلاقي للتقنية، وتحفيز السلوك الإيجابي.
تحت رعاية قيادات تعليمية وأكاديمية
انعقد المؤتمر برئاسة الدكتور علي سيد عبدالجليل أستاذ المناهج ووكيل كلية التربية السابق بجامعة أسيوط)، وبإشراف محمود علي محمد مدير عام الإدارة التعليمية بديروط، وتحت رعاية محمد إبراهيم الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، بينما ضمت اللجنة التنظيمية كلاً من: الدكتورة هند مكرم عبد الحارث (امينا)، والدكتور مصطفى عبدالمحسن (أمينا)، ونوال صبري عبدالجواد (أمينا)، بمشاركة الدكتور علي صلاح عبدالمحسن مدير مركز الإرشاد النفسي، ومحمد كمال وكيل إدارة ديروط التعليمية، ونشأت هاشم عبدالمجيد منسق عام المؤتمر.
جلسات علمية تناقش مستقبل التعليم
ناقش المؤتمر أوراقًا بحثيةً متنوعة، منها، "المعلم الرقمي.. مهارات جديدة لعصر الذكاء الاصطناعي" للدكتور محمد مصطفى حمد الأستاذ بكلية التربية جامعة أسيوط، و"الذكاء الاصطناعي ومبادرة قيمنا المستقبلية" للدكتور حمدي البيطار أستاذ طرق التدريس بكلية التربية جامعة أسيوط، و"تجارب ناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي بالتعليم قبل الجامعي" للدكتور بهاء الدين عربي، و"أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي وقيم المجتمع" للدكتور عبدالحكيم رضوان، و"تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعليم الترجمة" للدكتور سعيد أبو ضيف الأستاذ بكلية الآداب جامعة أسيوط، و"التراث في عصر الذكاء الاصطناعي" للدكتورة أسماء عبدالرحمن أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب جامعة أسيوط.
الذكاء الاصطناعي شريكًا لا منافسًا
أكد محمد الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط في كلمته على دور المعلم المحوري في توظيف الذكاء الاصطناعي لتنمية معارف الطلاب والمجتمع، مع الحفاظ على الهوية الثقافية، مُشيدًا بالجهود البحثية التي أثرت المؤتمر.
من جانبه، طرح الدكتور سعيد أبو ضيف في ورقته البحثية سُبلَ تنمية مهارات الترجمة باستخدام التقنية، مشيرًا إلى أن التواصل بين الثقافات يبقى إنجازًا إنسانيًا لا تُحلله الآلات، معتبرًا المنافسةَ على الموارد فرصةً لابتكار حلولٍ تعليميةٍ متوازنة.
رؤية الختام.. تعليمٌ ذكيٌ متجذرٌ في القيم
أعربت الدكتورة هند مكرم عبدالحارث أمين المؤتمر عن امتنانها للقيادات والباحثين، مؤكدةً أن التوازن بين الابتكار والقيم هو جوهر التوصيات، وقالت: الميثاق الأخلاقي وتدريب المعلمين حجر الأساس لتعليمٍ ذكي يحترم الهوية، بينما تخلق المناهج التفاعلية والشراكات المجتمعية جيلًا يمتلك أدوات المستقبل دون أن يفقد جذوره، واختتمت بقولها أن المؤتمر يُعد خطوةً عمليةً لتحويل التعليم قبل الجامعي إلى نموذجٍ يدمج التقدم التقني مع الإنسانية والهوية، عبر سياساتٍ تعليميةٍ ذكيةٍ تُوائم بين الثورة الرقمية والأصالة المجتمعية.












