في ميدان العارف بقلب مدينة سوهاج، يقف الشاب "سعد" صاحب الوجه البشوش وكأن له نصيب من اسمه، يبيع المثلجات والآيس كريم على عربة صغيرة، يمسك في يده مادة دراسية يذاكر فصول منها وحين يأتي مُشتري يلبيه طلبه، فهو طالب بدرجة بائع متجول بالشوارع.
قصة كفاح طويلة عاشها الشاب "سعد" صاحب العشرون عامًا، بائع الآيس كريم الأشهر وسط طلاب جامعة سوهاج، والتي ينتمي إليها كونه طالب في الفرقة الأولي بكلية التربية، ينفق على دراسته ويتحمل مسئوليته ويسعي للعلم جاهدًا حتي اقترب درجة تحصيله الدراسي من الامتياز في أول تيرم له.
رصدت كاميرا "بلدنا اليوم" خروج صاحب العشرون عامًا كل صباح على عربته، وهو يدفعها بكل عزم ونشاط وحيوية، يبيع الآيس كريم في الشارع وتعلو وجهه ابتسامة رضا وسعادة، والحديث معه أوضح أنه من مركز جهينة غرب محافظة سوهاج، يدرس بكلية التربية جامعة سوهاج ويعمل بائع آيس كريم حتي يتثني له الإنفاق على نفسه، ويقول "بشتغل وأساعد نفسي وعشان جبت درجة قريبة من الامتياز دفعتي بتقولي مستر سعد، وبيجيلي عدد منهم يشتري مخصوص مني، دا غير مساعدة والدي في جهاز اختي العروسة".
وعن التوفيق بين الدراسة والعمل، يستكمل "سعد" أنه يمسك بهاتفه وكتبه في الشارع وقت عمله، يذاكر حتي يأتي مشتري ويبيع له الآيس كريم ثم يعود ليكمل من جديد، ويختتم "في يوم جه عندي امتحان اونلاين وقت الشغل بقيت احل وابيع، والحمدلله صاحب الشغل ميسر عليا الدنيا مش معقدها".