ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء، الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء؛ لمناقشة عدد من الملفات المهمة، استهله بتوجيه خالص التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني، ولجميع المواطنين الأقباط؛ بمناسبة احتفالات عيد الميلاد المجيد، معربا عن تمنياته بأن يعيد الله عز وجل هذه الأيام على مصر والمصريين بالخير والنماء.
وخلال حديثه، تطرق رئيس مجلس الوزراء للزيارة التي قام بها لمحافظة الإسكندرية؛ لمتابعة سير إجراءات الإفراج الجمركي عن مختلف السلع والبضائع بميناء الإسكندرية، كنموذج لما يحدث في باقي الموانئ المصرية الأخرى، وذلك في إطار تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذا الشأن.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه يقوم حاليا بعقد اجتماع كل يومين؛ بهدف مراجعة موقف وإجراءات الإفراج الجمركي عن السلع والبضائع، وخاصة ما يتعلق منها بالسلع الغذائية ومستلزمات الإنتاج، وكذا الأدوية، منوها في الوقت نفسه إلى أنه منذ أول ديسمبر الماضي، تم الإفراج عما قيمته أكثر من 6.8 مليار دولار، كما يتم حاليا، من خلال مواصلة التنسيق مع القطاع المصرفيّ، الإفراج تباعا عن شحنات جديدة من مختلف البضائع؛ بغرض توافر السلع في السوق المحلية.
وفي السياق نفسه، شدد رئيس الوزراء على أن هناك تكليفا لجميع الوزارات المعنية، ومختلف الأجهزة الرقابية لمتابعة الأسواق، على أن يتم التعامل بمنتهى الحسم مع أي ممارسات غير منضبطة في هذا الشأن، مع التعامل بمنتهى الشدة مع أي مخالفة تصدر عن التجار الجشعين، فمن حق كل مواطن أن يعرف تسعيرة كل سلعة.
استمرارا في الحديث عن جهود الحكومة في توافر السلع بالأسواق، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه اعتبارا من اليوم بدأت المنافذ والشوادر الخاصة بمعارض «أهلا رمضان» في توفير السلع للمواطنين بعدد من المحافظات، بأسعار مناسبة وتخفيضات على مختلف السلع، وسيتوالى افتتاح المعارض في باقي المحافظات تباعا خلال الفترة المقبلة، وفقا لتكليفات الرئيس السيسي بتوفيرها على مستوى الجمهورية؛ حتى يتمكن المواطن من الحصول على السلع الأساسية المطلوبة بأسعار مناسبة.
وفي سياق آخر، تحدث رئيس الوزراء عن قرار مجلس الوزراء فيما يخص ترشيد الإنفاق بالجهات الداخلة في الموازنة العامة للدولة والهيئات العامة الاقتصادية، للعام المالي الحالي، والذي تضمن عددا من الضوابط العامة وقواعد ترشيد الإنفاق، وذلك تحقيقًا للمستهدفات، وتعاملا مع ما نتج من تداعيات للأزمات العالمية الحالية، وفي هذا الإطار خاطب مدبولي الوزراء بقوله: مسؤولية كل وزير متابعة تطبيق هذا القرار، مع الالتزام بتقديم تقرير دوريّ يتضمن ما تم اتخاذه من خطة الترشيد، التي تمت الموافقة عليها.
وخلال الاجتماع، أشارت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إلى أنه تم البدء في الإعداد للخطة الاستثمارية للعام المالي المقبل، مؤكدة ضرورة أن يتم التركيز على الانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها، وذلك تنفيذا لتوجيه رئيس مجلس الوزراء في هذا الشأن؛ حتى يتسنى دخولها الخدمة وإتاحتها للمواطنين والاستفادة منها.
قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن معارض أهلاً رمضان يكمن ضمن مواجهة الدولة لجشع التجار خاصة في السلع الغذائية تحديدًا وتسعى الدولة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتحاصر الدولة جشع التجار عن طريق العديد من المنافذ وليس أهلاً رمضان فقط وهناك الهيئة الخاصة بالقوات المسلحة تطلق أيضا السلع ووزارة التموين والعديد من المنافذ الخاصة بوزارة الداخلية ووزارة الزراعة والكثير من الوزارات والجهات تتعاون لتنفيذ معارض خاصة بالسلع الغذائية في ظل التجربة المريرة التي يمر بها العالم وتداعيات الحرب الأوكرانية التي أثرت في أسعار السلع عالميًا بشكل كبير.
وأضاف حسان، أن مصر اليوم تسعى لتوصيل الدعم لمستحقيه بشكل كبير، وأن وزارة التنمية المحلية أطلقت أيضا مبادرة خاصة بالسلع تسمى "سند الخير" وبالتالي هناك العديد من المبادرات التي تقوم بها الدولة في اتجاهات متعددة تهدف لتخفيف الأسعار بشكل كبير وهذه المبادرة تمثل خسارة كبيرة للتاجر الجشع لأنها تمثل بديل للمواطن عن السلع الغالية.
وتابع حسان أن هناك ثقافة تخزينية خاطئة للسلع التي لابد من التوعية بها وهي تخزين المواطنين للسلع لاستخدامها في شهر رمضان وهو ما يشكل خطورة كبيرة تعود على المواطن نفسه لأن التاجر يرفع أسعار السلع نتيجة لزيادة الطلب وهو ما يشكل أعباء لبعض المواطنين.
واختتم حسان أنه لابد من الإشادة بالإفراجات الجمركية التي قامت بها الدولة مؤخراً بشكل كبير مما يساعد على توفير السلع بسعر منخفض وزيادة المخزون الاستراتيجي للسلع وكذلك القضاء على جشع التجار.