كشف الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن محاولة اغتيال عمران خان ليست الأولى في تاريخ باكستان، مشيرا إلى أنها تصنف في علم النظم السياسية كدولة تشهد تحركا ديمقراطيا غير مستقر منذ الانفصال عن الهند عام 1947.
وأوضح عبد الفتاح، خلال مداخلته ببرنامج «ملف اليوم» الذي تقدمه الإعلامية آية لطفي على شاشة «القاهرة الإخبارية»، بأن هذا الحادث سيؤدي إلى واحد من ثلاثة سيناريوهات، إما إلى فوضى عارمة أو انتخابات مبكرة أو اغتيال عمران خان ذاته.
وأضاف أن عمران خان لم يستمع لتحذيرات من الأجهزة الأمنية بألا يركز على سياسات الشارع، فالرجل طلق السياسة في المؤسسات بعد سحب الثقة منه، وبعد عن البرلمان بعد انسحاب 160 نائبا تابعا لحزبه، وفضل أن يمارس السياسة من الشارع وسطو الحشود والجماهير.
وأكد أن باكستان دولة تتسم بتنوع طائفي وإثني ومنتشر بها السلاح والحركات الراديكالية المتطرفة، في بلاد مترامية الأطراف من الصعب للغاية الاعتماد على سياسات الشوارع والحشود الجماهيرية؛ لأن ذلك يرجح سيناريو الفوضى دائما.
وكا ن رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان نجا من محاولة اغتياله، أمس الخميس، خلال تواجده في تجمع سياسي، حيث تعرض خان لهجوم مسلح أسفر عن إصابته برصاصة في قدمه ومقتل شخص يشتبه في أنه من منفذي الهجوم، وذلك وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رؤوف حسن، أحد كبار مساعدي خان، للوكالة الفرنسية إن خان أصيب حين أطلقت النيران من الحشد قرب مدينة غوجرانوالا.
وأكد أن حالته مستقرة، وأنها كانت محاولة لاغتياله، مشيراً إلى أنه تم قتل أحد المهاجمين واعتقال آخر، ولم نعرف وحتى الآن كيف تم قتله.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن أسد عمر، أحد مساعدي رئيس الوزراء الباكستاني السابق، أن خان أصيب في ساقه في إطلاق نار على موكبه، بعد أن فتح رجل النار من سلاح آلي، وأصاب أشخاصا عديدة.
يذكر أن عمران خان منذ الجمعة الماضية وهو يتقدم في "مسيرة طويلة" من مدينة لاهور إلى العاصمة إسلام آباد؛ للمطالبة بانتخابات جديدة بعدما تم الإطاحة به في إبريل الماضي؛ بناءً على اقتراح بحجب الثقة.
وخلال "المسيرة الطويلة" يلقي بطل الكريكيت السابق خطابات من حاوية مفتوحة أمام الحشود في المدن والقرى التي في طريقه إلى العاصمة.
وفاز خان في انتخابات تشريعية فرعية جديدة في نهاية الأسبوع الماضي، وفقاً لنتائج رسمية نشرت الاثنين الماضي.
ومنذ إقصائه عن منصبه وهو يطالب بإجراء الانتخابات على الفور، ولكن الحكومة أصرت على إجرائها في موعدها النهائي، وهو أكتوبر 2023؛ لإتاحة الوقت لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح.
ومن جانبه وصف الرئيس الباكستاني عارف علي في تغريدة له على تويتر إطلاق النار بأنه "محاولة اغتيال شنيعة"، وكتب "أشكر له أنه بخير لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة غير حرجة".
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حادث إطلاق النار، وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق على الفور.