اتفقت، أمس الأحد، الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا، على تحريك 16 سفينة موجودة في المياه التركية، اليوم الاثنين، بعد تعليق روسيا مشاركتها في مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود التي سمحت بتصدير المواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية.
وأكد مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الذي يعمل به موظفون من كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، أن الوفود الثلاثة اتفقت أيضا على إجراء عمليات تفتيش لأربعين سفينة مغادرة. وأضاف المركز في بيان أنه جرى إبلاغ الوفد الروسي بالخطتين.
فيما أعلن، مساء أمس، الوفد الروسي المشارك منذ مطلع أغسطس في عمليات التفتيش التي تجري في إسطنبول للسفن المحملة بالحبوب الأوكرانية انسحابه لأجل غير مسمى.
وجاء في بيان لمركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق اتفاق دولي وقع لتصدير الحبوب الأوكرانية أن "وفد روسيا الاتحادية أبلغ بأنه يعلق مشاركته في تطبيق أنشطة المبادرة، بما في ذلك عمليات التفتيش، لأجل غير مسمى".
وكانت روسيا قد أعلنت أول أمس السبت تعليق تقيدها بالاتفاق بسبب هجوم مكثف بطائرات مسيرة استهدف صباح السبت سفناً عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.
وأعلن مركز التنسيق المشترك أنه "بغية مواصلة تطبيق المبادرة، تم تقديم اقتراح بأن يوفد الوفدان التركي والأممي عشرة فرق تفتيش لكي تفتش 40 سفينة مغادرة. لقد وافق الوفد الأوكراني على خطة التفيش هذه. وقد تبلغ بها وفد روسيا الاتحادية".
فيما اتفقت وفود أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة على "خطة لكي تعبر يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) الممر البحري الإنساني 16 سفينة، 12 سفينة مغادرة وأربع سفن وافدة"، مشيراً إلى أن الوفد الروسي تبلغ بذلك، وفقا لبيان مركز التنسيق المشترك.
وأشار المركز أمس إلى أن أي سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية لم تعط الإذن لعبور البحر الأسود الأحد، وفي مساء الأحد أعلن المركز أن ست سفن محملة 186 ألفاً و426 طناً من الحبوب والمواد الغذائية بدأت رحلاتها لكنها لم تدخل بعد الممر البحري الإنساني.
وسمح الاتفاق، الذي أبرم في يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، ودخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس بتصدير 9.5 ملايين طن من الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية.
وأكدت أوكرانيا أن تعليق روسيا العمل باتفاق يتيح تصدير الحبوب من موانئها يجعل إبحار الناقلات المحملة هذه المنتجات أمراً "مستحيلاً"، وذلك بعدما أعلنت روسيا الأحد أن "منطقة آمنة" لتصدير الحبوب استخدمت في هجوم بمسيرات استهدف أسطولها في القرم.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأول السبت انسحاب روسيا من الاتفاق بأنه "مشين"، واعتبر وزير خارجيته أنتوني بلينكن أن روسيا تستخدم مجدداً "الغذاء سلاحاً" في الحرب.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأحد عن "قلقه البالغ حيال الوضع الحالي المرتبط بمبادرة الحبوب في البحر الأسود"، وفق المتحدث باسمه الذي أوضح أن غوتيريش قرر تأجيل مغادرته لحضور القمة العربية في الجزائر لمدة يوم "من أجل التركيز على هذه القضية".
ودعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى "الرجوع عن قرارها". أكد وزير الخارجية الأوكراني على تويتر أن روسيا تمنع إبحار "176 سفينة حبوب هي حاليا في البحر"، مشيراً إلى أن الحمولات تكفي لإطعام سبعة ملايين شخص.
وفي وقف سابق اعتبرت كييف والأمم المتحدة أن الاتفاق لا يزال سارياً. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القرار الروسي يعكس "نية واضحة لدى روسيا للتلويح مجدداً بهاجس المجاعة على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا".
وتكرر استهداف سيفاستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس 2014، هذا الشهر، وهي تمثل مقرا لأسطول البحر الأسود الروسي وقاعدة خلفية لوجستية للهجوم على أوكرانيا.
وقال الجيش الروسي إنه "دمر" تسع طائرات مسيرة وسبع مسيرات بحرية" استخدمت في الهجوم على الميناء صباح السبت.
واتهم الجيش الروسي خبراء بريطانيين مقرهم في أوتشاكوف في منطقة ميكولايف الأوكرانية بمساعدة كييف وتدريب قواتها على تنفيذ الضربة. كذلك اتهمت القوات الروسية لندن بالضلوع في الانفجارات التي تسببت بتسرب في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 لنقل الغاز الروسي في بحر البلطيق في سبتمبر.
ونددت وزارة الدفاع البريطانية بما اعتبرته "قصة ملفقة" من روسيا تهدف الى "تحويل الانتباه عن إدارتها الكارثية للهجوم على أوكرانيا غير الشرعي". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن السفن المستهدفة في قاعدة القرم كانت مشمولة باتفاق تصدير الحبوب.
ووجهت روسيا انتقادات لاتفاق تصدير الحبوب، مشيرة إلى أن صادراتها من الحبوب تضررت جراء العقوبات الغربية. وأكد حاكم سيفاستوبول الموالي لروسيا ميخائيل رازفوجايف أن هجوم السبت كان "الأكبر" الذي تعرضت له القرم.