قام الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – بمصر مساء اليوم، الأربعاء، الموافق 14 مايو 2025، بإحياء الذكرى الـ77 لنكبة الشعب الفلسطيني، تحت شعار "لن نرحل… فلسطين للفلسطينيين"، وذلك في لقاء وطني حي جمع أبناء الشعب الفلسطيني ومناصري القضية في مصر.
أكدت "آمال الأغا"، رئيسة الاتحاد بمصر، في كلمة لها خلال الفعالية، أن نكبة عام 1948 لم تكن مجرد لحظة في التاريخ، بل جرح مفتوح لا يزال ينزف حتى اليوم، وأمانة ثقيلة يحملها الشعب الفلسطيني في ذاكرته الجمعية ووجدانه الوطني.
وشددت على أن ما نشهده اليوم في غزة من إبادة جماعية وتهجير ممنهج وتجويع، ليس مجرد عدوان عابر، بل استمرار لنهج الاحتلال، منذ النكبة، والذي يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس قضيته العادلة.
وسلطت الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارها جوهر النكبة وروحها الحية، محذرة من محاولات الاحتلال طمسها من الذاكرة العالمية، عبر استهداف مؤسسات دولية مثل “الأونروا”، التي تشهد على وجود اللاجئين وحقوقهم، وتحمل مسؤولية قانونية وإنسانية تجاههم في الوطن والشتات.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يرحل، وسيظل متمسكًا بأرضه وهويته وحقه المشروع في العودة، مهما طال الزمان أو اشتد العدوان.
من جانبها، تحدثت الدكتورة عالية عكاشة صاحبة كتاب "عمارة المقاومة"، حول محور "ذاكرة الشجر والحجر في فلسطين".
وبينت مدى أهمية ورمزية الحجر والشجر في حياة الفلسطينيين، لما لهم دلالات مادية ومعنوية، مشيرة إلى أن الشجرة وزيت الزيتون يحملان دلالات رمزية وثقافية، ويعدان مصدر اقتصادي وميراث مادي من الأجداد.
وأشارت إلى محاولات الاحتلال منذ البداية من طمس الوجود الفلسطيني وكل ما يرمز للفلسطينيين، وإعادة تشجير الأراضي وتزييف الحقائق وخلق وجود لهم من خلال تشجير الأراضي بعد حرقها وسرقة كل ما ينسب للفلسطينيين.
بدوره، تحدث الدكتور ماجد تربان، أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة الأقصى في غزة، حول "السردية الفلسطينية في مواجهة السردية الإسرائيلية"
ودعا وسائل الإعلام العربية إلى أن تكون بوصلتها الأساسية وقضيتها فلسطين، لافتًا إلى أنه من خلال الإعلام الرقمي نجحنا بإيصال القضية الفلسطينية لجميع شعوب العالم.
وأضاف: "الاحتلال لديه إمكانيات ودعم أمريكي وبالتالي هو ماضٍ في مخططاته وإن لم يكن لدينا رواية تدعم سرديتنا بالشراكة مع وسائل إعلام عربية فلن ننجح وسيستمر الاحتلال الإسرائيلي بإقناع المجتمع الدولي بالسردية الإسرائيلية".
وقال إننا نعيش في منعطف كبير ومفترق طرق وقرارنا يجب أن يكون فلسطيني وإلا لن يتغير أي شيء.
وختم اللقاء الدكتور سليم التلولي، المختص في الصحة النفسية وعضو نقابة الأخصائيين الفلسطينيين، ومسؤول شؤون الجامعات في سفارة فلسطين، حيث تحدث حول محور "تعزيز الانتماء الوطني وحماية الهوية الفلسطينية.. واجب وطني ومسؤولية أجيال".
وأكد أن فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي وطن يعيش فينا، نحمله معنا حيثما ذهبنا، مضيفًا "لكل إنسان وطن يعيش فيه، إلا نحن، وطننا يعيش فينا".
وقال إن واجبنا كجيل حالي أن نغرس في أطفالنا هذا الانتماء ونحمي هويتنا من التلاشي.



