كشف تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، التقدم الذي أحرزته الحكومة المصرية في مجال الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035، والتي أطلقتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عام 2015، تهدف إلى ضمان الإمداد الآمن والمستدام للطاقة في مصر، وتؤكد على دور الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
ولفت التقرير السنوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، التابعة للأمم المتحدة، دراسة حالة عن الأطلس الشمسي الذي طورته حكومة مصر، بدعم من مشروع المرصد الأرضي GEO-CRADLE التابع للفريق الدولي المعني برصد الأرض، والذي تستخدمه الحكومة المصرية لتطوير خططها الوطنية المستقبلية للاستثمار في الطاقة الشمسية وكفاءتها.
ووفقاً للتقرير: "تعول التنمية الاقتصادية في مصر بشدة على قطاع الطاقة، ولمعالجة الطلب المتنامي على الطاقة، فإن استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035 تهدف إلى ضمان الإمداد الآمن والمستدام للطاقة في مصر، وتؤكد على دور الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة."
وتابع تقرير الأمم المتحدة: "وضعت حكومة مصر أهدافا للطاقة المتجددة، تستهدف 20 في المائة من قطاع الكهرباء بحلول عام 2022 و42 في المائة بحلول 2035، حيث من المنتظر تحقيق ذلك من خلال استثمارات جديدة وكذلك عبر إعادة تأهيل برامج التشغيل في قطاع الطاقة.
وأكد التقرير على أهمية الاستمرار في إتاحة معلومات دقيقة وفي توقيتات مناسبة من خلال الأنشطة المُنسقة والمستدامة لأنشطة رصد الأرض، من أجل تمكين عملية صناعة قرار مستنيرة قادرة على الاستجابة للتحديات من قبيل الوصول المتزايد إلى الطاقة في مواجهة تغير المناخ.
وفي هذا السياق، يوضح تقرير الأمم المتحدة أن مبادرات كبرى مثل فريق رصد الأرض GEO وخدمة تغير المناخ Copernicus تعمل على تعزيز التكامل والتنسيق لقدرات رصد الأرض على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
ولفت التقرير إلى أنه بناء على تحليل استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035، أوصت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA بتنفيذ حملات قياس شاملة في المناطق ذات الإمكانيات الكبيرة للطاقة المتجددة في مصر، من أجل الإعداد لاستثمارات واسعة النطاق في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتابع التقرير أن المشروعات واسعة النطاق التي تلت ذلك، شملت محطة بنبان للطاقة الشمسية، والتي بدأ تشغيلها عام 2018، وتُعد حاليا رابع أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، بقدرة إجمالية 1650 ميجاوات. وفي عام 2014، كان عدد الشركات العاملة في مجال الطاقة الشمسية في مصر يتراوح بين 4 إلى 5 شركات، فيما يزيد عددها حاليا على 250 شركة.
كما أدى التعاون بين فريق رصد الأرض وحكومة مصر إلى تطوير الأطلس الشمسي لمصر، والذي استعملته الحكومة للتخطيط للاستثمارات الوطنية القادمة وفي كفاءة استغلال الطاقة الشمسية لتنفيذ استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035.
ويشير التقرير إلى أن البيانات المستمدة من الأطلس الشمسي والموقع الكتروني ساهما في تأمين تمويل يقدر بنحو 2.2 مليار دولار لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر.
وأفاد التقرير، بأن الأطلس الشمسي لمصر ساهم في توفير معلومات حول البيانات المُناخية المتعلقة بموارد الطاقة الشمسية وتطبيقها في إدارة محطات توليد بالطاقة الشمسية واستراتيجيات الربط الشبكي في مناطق القاهرة والإسكندرية وصعيد مصر.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه يمكن للعمل المناخي الجريء أن يحقق فوائد اقتصادية بقيمة 26 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.
ومع ذلك، فالاستثمار في الطاقة المتجددة منخفض للغاية، وخاصة في البلدان النامية، ولا يولى سوى اهتمام ضئيل جدا لأهمية الخدمات المناخية للطاقة لدعم التكيف مع المناخ وكذلك القرارات المتعلقة بطرق الحد من غازات الاحتباس الحراري بحسب التقرير.