يشغل بال الكثير من الأشخاص في الساعات القليلة الماضية، سؤال كيف قتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، حيث أتى هذا السؤال في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، مقتل أيمن الظواهري، في ضربة جوية بالعاصمة الأفغانية كابول، باستخدام طائرة مسيرة.
كيف قتل أيمن الظواهري
كيف قتل أيمن الظواهري هو السؤال الأهم الذي يسيطر على الساحة الآن، فهذا النوع من العمليات يتطلب دقة عالية في التخطيط والتنفيذ، خاصة أن معلومات الإستخبارات الأمريكية، أكدت اختباء الظواهري بمكان به عدد كبير من المدنيين.
وتأتي إجابة سؤال كيف قتل أيمن الظواهري على عدة محاور، تمكنت من خلالها الولايات المتحدة تنفيذ عمليتها الناجحة، دون وقوع إصابات من المدنيين المحيطين بموقع اختبائه.
قتل أيمن الظواهري
جاء قتل أيمن الظواهري عقب توصل الاستخبارات الأمريكية، إلى معلومة موفدها إختباء الظواهري، داخل منزل بالعاصمة الأفغانية كابول، وسط عدد من المدنيين.
تعقب أيمن الظواهري
كانت مراقبة أيمن الظواهري وتعقبه أمرا صعبا، نتيجة للإحتياطات الأمنية العالية شديدة الخطورة التي كان يتتبعها، حتى لا يقع بأيدي الولايات المتحدة، فهو كان على علم بأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية ستظل تتعقبه، بعدما شارك في هجمات 11 سبتمبر.
كيف علمت الولايات المتحدة مكان إختباء الظواهري
تسببت شرفة مسكن أيمن الظواهري، في كشف موقعه، بعدما كان يخرج لها في العراء، أمام المارة، لإطمئنانه بأنه في أمن تام، نتيجة لسيطرة طالبان على أفغانستان.
تفاصيل مقتل الظواهري
وفق "فرانس برس"، لم يكن وجود زعيم الجماعة الجهادية العنيفة في أفغانستان أمرا مفاجئا، فمنذ استعادة حركة "طالبان" الإسلامية السيطرة على البلاد في أغسطس الماضي، شعرت "القاعدة" بمزيد من الشعور بالراحة في الداخل، كما يقول المحللون، لكن العثور على الظواهري كان لا يزال صعبا.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين بأنه "منذ عدة سنوات، كانت الحكومة الأمريكية على علم بوجود شبكة قيمنا أنها تدعم الظواهري"، لكن في هذا العام فقط علمت المخابرات الأمريكية أن أسرته وزوجته وابنته وأطفالها قد انتقلوا إلى العاصمة الأفغانية، بحسب ما نقلت "فرانس برس"..
وقال المسؤول إنهم "كانوا حذرين"، حيث مارسوا "مهنة إرهابية طويلة الأمد" لمنع أي شخص من تعقبهم لزعيم القاعدة، ومع ذلك، ظهر الظواهري في النهاية ولم يغادر.
وأضاف المسؤول: "تعرفنا على الظواهري في مناسبات متعددة ولفترات طويلة على الشرفة"، حيث تم تطوير خطة هجوم خلال شهري مايو ويونيو، إذ راقبت الولايات المتحدة باستمرار الإقامة متعددة الطوابق لفهم نمط حياة الأسرة.
وقاموا بدراسة بناء المنزل بهدف ضرب الظواهري دون تهديد السلامة الهيكلية للمبنى، لتقليل المخاطر على المدنيين، كما وضع مسؤولو الدفاع والاستخبارات اللمسات الأخيرة على الخطة في يونيو، وتم تقديمها إلى بايدن بالبيت الأبيض في الأول من يوليو، باستخدام نموذج مفصل للسكن، كما كان يحدث قبل غارة بن لادن.
وأشار المسؤول إلى أن بايدن طرح أسئلة مفصلة حول الهيكل وقضايا الطقس والمخاطر على المدنيين، وأخيرا، في 25 يوليو، اتخذ بايدن القرار، وجرى اتخاذه مع انضمام كبار المسؤولين في مجلس الوزراء إلى الإحاطة النهائية، مرددا صدى اجتماع البيت الأبيض في 28 أبريل 2011 حيث قرر الرئيس الأسبق، باراك أوباما، نشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية لدخول باكستان والحصول على بن لادن، حيث أنه في ذلك الوقت، كان بايدن نائب الرئيس، وأعرب عن شكوكه، وأشار في وقت لاحق إلى أن مخاطر حدوث أخطاء كبيرة، ولم يتم تحديد بن لادن بوضوح، ما كان قد يؤثر على العلاقات مع باكستان.
لكن مع الظواهري، لم تدخل القوات الأمريكية البلاد، وتم التعرف على الظواهري بوضوح، في حين أن العلاقات الأمريكية مع طالبان قريبة من الصفر.
وفي نهاية المناقشة في الخامس والعشرين من الشهر، سأل بايدن - كما فعل أوباما قبل 11 عاما - كل مشارك عن وجهة نظره.
وأوضح المسؤول قائلا: "الكل أوصى بشدة بالموافقة على هذا الهدف" ، وأعطى بايدن الضوء الأخضر.
وشملت الضربة طائرة أمريكية بدون طيار، مسلحة بصاروخين من نوع "هيلفاي"ر دقيق التوجيه، تم إطلاقهما في الساعة 6:18 من صباح يوم الأحد، بتوقيت كابل.
واردف المسؤول: "إن الظواهري قتل على الشرفة"، في حين يبدو أن الصواريخ لم تكن من طراز "هيلفاير" العادية، والتي كان من الممكن أن تدمر متفجراتها الشديدة المنزل.
وفق "فرانس برس"، تظهر الصور الظاهرة للمبنى المقصوف عددا قليلا فقط من النوافذ في طابق واحد وقد تحطمت، والباقي سليم، وضلك ما يشير إلى الاستخدام المحتمل لنسخة غير متفجرة من "هيلفاير"، والتي تنشر سلسلة من الشفرات الشبيهة بالسكاكين من جسم الطائرة وتقطع هدفها ولكنها تترك الأشخاص والأشياء القريبة سليمة.
واستطرد: "أفراد عائلة الظواهري كانوا موجودين في أجزاء أخرى من المنزل الآمن وقت الغارة، ولم يتم استهدافهم عمدا ولم يتعرضوا للأذى".
وأكد أن الضربة "توجه ضربة كبيرة للقاعدة، وستضعف قدرة الجماعة على العمل"، متابعا: "كما قال الرئيس بايدن باستمرار، لن نسمح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا آمنا للإرهابيين الذين قد يلحقون الأذى بالأمريكيين".
عملية قتل أيمن الظواهري
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقتل رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، موضحا أن ذلك جاء خلال ضربة جوية شنتها المسيرات الأمريكية، السبت الماضي، بكابول في أفغانستان.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" فجر الثلاثاء، إن غارة أمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، نهاية الأسبوع الماضي، في أفغانستان.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين على دراية بالأمر لم تسمهم، تأكيد مقتل أيمن الظواهري.وقال البيت الأبيض يوم الاثنين إن الرئيس بايدن سيدلي بتصريحات في المساء بشأن "عملية ناجحة لمكافحة الإرهاب"، لكنه لم يذكر الظواهري.