الجزائر تنعش اقتصادها بإحياء مشروعات قيمتها 30 مليار دولار.. تفاصيل

الاحد 31 يوليو 2022 | 05:51 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

مشاريع وُضعت على الجزائر طاولة قصر "المرادية" الرئاسي في عهد الرؤساء السابقين، لكن في كل مرة سرعان ما "تختفي في الأدراج".

وأعادت حكومة الجزائر ،تنفيذ مشروعات عملاقة في عدة قطاعات، فيما تخطط لتنفيذ مشروعات أخرى، كان قد تم إهمالها من قبل حكومات سابقة.

ووفق تقديرات خبراء، قيمة هذه المشروعات 30.6 مليار دولار، يجري تنفيذ بعضها والآخر في طور التنفيذ.

خلال العامين الأخيرين، تمكنت الجزائر من "إعادة الاعتبار" لمشاريع اقتصادية ضخمة كانت على مدار 6 عقود الماضية في "حكم الميؤوس منها" شعبياً ورسمياً.

بعد أكثر من 6 عقود "يتحقق المشروع الحلم" في الجزائر، فقد دشن وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، السبت، "رسمياً" منجم الحديد "غار جبيلات" الواقع بمحافظة تندوف في أقصى الجنوب الغربي للبلاد، بشراكة مع شركات صينية.

وقدرت الوزارة الجزائرية احتياطات منجم "غار جبيلات" من الحديد بأكثر من 3 مليارات طن.

وفيما يتعلق بمراحل مشروع "غار جبيلات" الضخم، كشف وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب أنه سيمر بعدة مراحل تمتد من 2022 إلى 2040.

ولـ"غار جبيلات" ما يشبه القصة مع جميع الرؤساء الـ7 الذين حكموا الجزائر منذ نيل استقلالها عام 1962، والذي يعد من أكبر مناجم الحديد في العالم .

اكتشاف المنجم للمرة الأولى تم سنة 1952 إبان فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، من قبل العالم الفرنسي "بيار جيفان"، فيما لم يتمكن الاحتلال من استغلال المنجم بسبب صعوبة تضاريس موقع المنجم الواقع في أقصى الجنوب الغربي.

وحاول جميع رؤساء الجزائر الاستفادة من الاحتياطات الهائلة لمنجم "غار جبيلات" لعله يغير واجهة الاقتصاد الجزائري، إلا أنهم عجزوا عن ذلك لعدة أسباب، وتحولت إلى "عقدة اقتصادية لهم"،وفق خبراء.

من بين تلك الأسباب التي حصرها خبراء اقتصاد في "الضغوط التي مارسها اللوبي الفرنسي للاستحواذ على المنجم، وطبيعة مسار مراحل الإنتاج والتصدير التي طرحتها شركات فرنسية بأن يتم نقل الحديد من تندوف إلى ميناء بجاية الواقع شرق الجزائر على طول 1900 كيلومتر"، وهو ما جعل تكلفة الاستغلال والإنتاج تتأرج مرتفعة بين 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار.

بالإضافة إلى غياب التكنولوجيا الخاصة باستغلال هذا النوع من المناجم، وتركيز الجزائر على جذب الاستثمارات في قطاع النفط، وكذا الأزمات المالية التي مرت بها الجزائر منذ النصف الثاني لثمانينيات القرن الماضي، ليبقى مشروع استغلال المنجم لنحو 60 عاماً "حبرا على ورق".

ويصطلح على وصف المنجم بـ"عملاق المعدن الرمادي النائم" أو "العملاق الحديدي النائم"، والذي مُنح استغلاله للشركات الصينية الرائدة في مجال استغلال المناجم

ويعد منجم "غار جبيلات" الجزائري واحدا من أكبر المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم.

ويسمح استغلال المنجم للجزائر من توفير 10 مليارات دولار تمثل صادرات سنوية جزائرية من الحديد وفق أرقام الجمارك الجزائرية.

في مايو/أيار الماضي، انطلق مشروع ميناء "الحمدانية"، الذي ينتظر أيضا أن يرى النور في غضون الأعوام الـ7 المقبلة، بشراكة مع الصين.

ميناء "الحمدانية" يقع بمحافظة تيبازة والذي من المتوقع أن يكون "أكبر ميناء بأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط"، وفق تقديرات جزائرية، بعد "تجميد" المشروع لـ7 سنوات كاملة.

وأعلنت وزارة النقل الجزائرية أن تكلفة المشروع الضخم 6 مليارات دولار، فيما تبلغ مساحته 310 هكتارات.

وأكدت الرئاسة الجزائرية بأن "ميناء الحمدانية" يعد "رئة التنمية المحلية" في البلاد و"مشروع القرن"، ويهدف إلى فك العزلة عن الدول الأفريقية التي ليس لها منافذ بحرية.

ويتكون الميناء من 23 رصيفاً ويعالج 6 ملايين و500 ألف حاوية بقدرة استيعاب تقدر بـ25.7 مليون طن سنوياً، وقادر أيضا على استيعاب أضخم سفينة في العالم بسعة 240 ألف طن، مع ربط الميناء الضخم بميناء "جن جن" الواقع بمحافظة جيجل الساحلية شرقي البلاد.