تعد حفاوة الاستقبال من الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، حيث عزفت الموسيقى الوطنية للبلدين، كما هنأه الرئيس السيسي بتولية رئاسة الجمهورية الصومالية، كل هذا يدل على عمق العلاقات بين مصر والصومال ويعد خطوة مهمة على صعيد تعزيز الاستقرار لدولة الصومال، حيث كانت ومازلت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة الصومال عام 1960، وساندتها في الحصول على الاستقلال والحفاظ على أمنها واستقرارها.
ثم عقدت عدة مباحثات بين الجانبين للتشاور في التقدم المحرز في مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين والاتفاق على أهمية العمل المشترك، لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية في الصومال، وجهود افتتاح فرع "بنك مصر"، التي تكللت بالنجاح في مستهل شهر يوليو الجاري من خلال منح البنك المركزي الصومالي، رخصة التشغيل النهائية لبنك مصر والذي نتطلع إلى أن يمثل خطوة إضافية، نحو تعزيز التواجد التجاري والاستثماري المصري في الصومال، بما يحقق مصالح الجانبين بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير التدريب اللازم، لبناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
كما تم تبادل وجهات النظر والرؤى، حول مجمل الأوضاع الإقليمية، في منطقة القرن الإفريقي والتي حظيت بأولوية كبيرة، خلال مناقشات اليوم واتفقت الإرادة السياسية،على العمل معًا على ترسيخ الأمن والاستقرار، في تلك المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية من القارة الأفريقية إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر والصومال، فيما يتصل بأمن البحر الأحمر وأعدنا التأكيد على مسؤولية الدول المشاطئة، عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي، بالغ الحيوية، من منظور متكامل يأخذ في الاعتبار، مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية.
ومن ثم تمت مناقشة تطورات ملف "سد النهضة الإثيوبي" والتوافق حول خطورة السياسات الأحادية، عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية وحتمية الالتزام بمبدأ التعاون، والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة، لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها، وذلك اتساقًا مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة ومن ثم ضرورة التوصل بلا إبطاء، لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل هذا السد استنادًا إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في سبتمبر ٢٠٢١ حفاظًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.
كما أكد الرئيس السيسي اليوم على تميز العلاقات المصرية الصومالية، بتعدد الروافد، في إطار من المصالح المشتركة وتأكيد مصر دومًا، على دعمها للجهود الصومالية، لتعزيز السلم والأمن في الصومال، والقضاء على الإرهاب سعيًا لتحقيق التنمية المنشودة في هذا البلد الشقيق ومن أجل تخطي التحديات الراهنة، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي، نحو مستقبل أفضل يفضي إلى عودة الصومال، ليتبوأ موقعه، كعضو فاعل ومؤثر في منطقة القرن الإفريقي، وعلى المستويين العربي والقاري.
وبالفعل لقد عكست محادثات اليوم، مع الرئيس "حسن شيخ محمود"، مدى تقارب وجهات النظر بين البلدين، حول العديد من الملفات والموضوعات الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.