يتوافد التونسيون إلى مراكز الاقتراع لمنح دفعة قوية لمسار الرئيس التونسي قيس سعيد، عبر تمرير الدستور الجديد.
وفتحت، صباح اليوم الإثنين، مراكز الاقتراع أبوابها أمام التونسيين، للتصويت على استفتاء مسودة الدستور الجديد، في استحقاق تنشد فيه البلاد طي صفحة الإخوان.
ودُعي نحو 9 ملايين و278 ألفا و541 ناخبا تونسيا، إلى الاقتراع على مشروع الدستور، من بينهم 348 ألفا و876 ناخباً مسجلاً بدوائر الخارج، و8 ملايين و929 ألفا و665 ناخبا داخل البلاد.
تقول الطالبة آية (23 عاما) عند خروجها من مكتب تصويت في العاصمة تونس حيث غالبية المقترعين تتجاوز أعمارهم الأربعين عاما "آمل أن يكون هذا الاستفتاء فرصة ثانية".
وتعد نسبة المشاركة هي الرهان الأهم في هذا الاستفتاء، لأنها تمنح دفعة قوية للمسار الإصلاحي للرئيس سعيّد أستاذ القانون الدستوري السابق الذي أنتُخب بأكثر من 70% من الأصوات في العام 2019.
وتفضل آية الجميعي أن تبقى "متفائلة"، بالرغم من "وضعية الفوضى" التي تعيشها تونس. وتضيف وهي تمسح الحبر الانتخابي الذي انطبع على إصبعها، أنها قرّرت المشاركة في الاستفتاء "الذي من الممكن أن يكون نقطة انطلاق من أجل تحقيق تغييرات حقيقية بعد أن أرسى الرئيس سياسته ويُقدر أنها الأنسب لصالح البلاد".
ويمنح الدستور الجديد، رئيس البلاد صلاحيات واسعة ويرسي نظاما سياسيا رئاسيا بحتا خلفا للبرلماني المعدّل الذي أقرّه دستور الإخوان في 2014 وكان سببا في نشوب خلافات واضطرابات سياسية قبل أن يتدخل الرئيس وينهي هذا الوضع المضطرب بقرارات تجميد البرلمان وإقالة الحكومة الصيف الماضي.
ويدافع سعيّد بقوّة عن قراراته ويقول إنها تأتي لـ"تصحيح المسار" وإنهاء عشر سنوات من "الفساد" وعدم تحقيق أهداف ثورة 2011 من تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي أساسا.
وتقول بيّة (54 عاما) عن السياسيين والإخوان: "بقوا أكثر من عشر سنوات في الحكم دون أن يفعلوا شيئا، فليتركوا الرجل (قيس سعيد) يعمل نحن نؤمن به وسنسانده إلى النهاية".
على غرار بيّة، لا يتردد العديد من الناخبين الآخرين في الافصاح عن طريقة تصويتهم.
يؤكد شكري (45 عاما) بينما يساعد والده السبعيني على الخروج من مقرّ مدرسة ابتدائية يتم تخصيصها كمكتب للاقتراع في كل مناسبة انتخابية بالعاصمة تونس"قبلنا بكل التغييرات ولذلك قدمنا اليوم للقول وإظهار نعم بالكبير للرئيس قيس سعيّد ولقراراته"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".
ومع فتح أبواب مكاتب التصويت صباح اليوم الإثنين، بدا تدفق الناخبين ضئيلا، ولكن سرعان ما تطوّر شيئا فشيئا خصوصا مع توافد التونسيين ممن أعمارهم فوق الأربعين عاما. غير أن مشاركة الشباب كانت ما زالت ضعيفة في الصباح.
وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة الواحدة بعد الظهر حوالي 12%، على ما أفادت هيئة الانتخابات مع إدلاء أكثر من مليون ناخب بأصواتهم داخل تونس، وتوقع رئيس الهيئة فاروق بوعسكر أن الرقم "سيرتفع" في الساعات القادمة.
ويفصح رؤوف بن موسى وهو نائب مركز اقتراع للصحفيين أن "نسبة المشاركة لا بأس بها". ويقول إن المكتب الذي يشرف عليه أدلى فيه 428 شخصا بأصواتهم من مجموع أكثر من تسعة آلاف مسجلين حتى الساعة الثامنة ونصف صباحا بالتوقيت المحلي.
بدورها تعتبر ماجرية الحاجة (60 عاما) أن "من يحب تونس يجب أن يأتي للتصويت ويقول نعم. هذا واجب".
يشاطرها الرأي العامل رضا النفزي (43 عاما) الذي جاء "للتصويت من أجل تغيير وضعية البلاد.. البلاد تسير في طريق سيئ.. لدينا الإمكانية للتغيير الآن".
لا يترد كل من قدم إلى مركز الاقتراع في إشهار وإظهار موقفه بالتأييد بـ"نعم"، وقد وقفوا بالقرب من قوات الأمن والجيش التونسي التي تحرس مقرات الانتخابات وأمام كاميرات الصحفيين المحليين والدوليين.