ارتفعت أصوات رافضة ما جاء به أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الدولة، بشأن تهديده بحرب جديدة ضد إسرائيل ابعد لمفاوضات التى وضعت بشأن رسم الحدود البحرية.
وهاجم نصرالله إسرائيل وأمريكا على خلفية مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، مهددا بحرب جديدة، قائلا في تصريحات صحفية :"إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية، فلن نقف فقط بوجه حقل كاريش، فالمعادلة الجديدة هي كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش"، في إشارة إلى "الحقل النفطي المتنازع عليه مع اسرائيل"
وبقدر حرصه على إيصال "رسائل التهديد"، حرص نصرالله على تحضير اللبنانيين "نفسياً" لقرب احتمال اندلاع حرب طاحنة جديدة مع إسرائيل خلال ما تبقى من يوليوالجاري وأغسطس المقبل، على اعتبار وهمه بأن "الموت أشرف لهم في الحرب من الموت جوعاً أو عبر الاقتتال أمام محطات البنزين والأفران".
وقال نصرالله "نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد أننا لن نقدم على خطوة إطلاق المسيرات وأننا ننتظر المفاوضات، "لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم، من حقنا أن نقدم على أية خطوة نراها مناسبة في الوقت المناسب" للضغط على إسرائيل.
اللبنانيون أجمعوا على رفض إدخال البلاد في حرب جديدة وأن يصبح أبنائهم شهداء، مؤكدين أنهم يريدون السلام وليس الحرب.
رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أكد أن نصرالله يقحم الشعب بمغامرة جديدة دون استئذانه، وكتب عبر حسابه على تويتر :"في الأمس نصّب نصرالله نفسه مرة جديدة رئيساً، رئيس حكومة وقائداً للجيش في آن، مورّطاً شعب لبنان بمغامرة جديدة قد يدفع ثمنها من دون استئذانه".
وتوجه النائب في "حزب الكتائب" إلياس حنكش إلى نصرالله عبر "تويتر" قائلا: "لا نريد حرباً.. لا نريد أن نكون شهداء، نريد أن ننتج نبدع نعيش بسلام ونخطط لمستقبل أفضل، نعمل لأجله!".
من جهته، اعتبر النائب في "حزب القوات اللبنانية" غياث يزبك أن لبنان دخل في الحرب، وقال في حديث إذاعي "بعد خطاب نصرالله تأكّد لنا أننا في اللا دولة، ويبدو أن الجميع يلعب في الوقت الإيراني الضائع فيما لبنان ضائع".
وأضاف "نصرالله كشف من جديد ظهر لبنان كما فعل في حرب يوليو 2006، وقال إنه لا يقف وراء أحد بل يسير بالبلاد إلى حيث يريد، وهو يلعب ضمن الأطر التي تضعها إيران وحساباتُه ليست حسابات لبنانية، وعبّر عن أسفه لكون لبنان اليوم، دخل عمليا في حالة حرب يوليو جديدة يفرضها عليه حزب الله".
ومن جهته، كتب النائب راجي السعد عبر "تويتر": "حيّرنا نصرالله، هل هو خلف الدولة، أم أمامها، ويعطّل مفاوضاتها؟ كلام الأمس لم يكن لبنانيا بل تصعيد يضرّ بلبنان خدمة لأجندة إيرانية، نؤمن بأن الدولة هي المسؤولة عن المصالح اللبنانية عبر المفاوضات التي تجريها ولم يوكل أحد منا أمره لسماحته (لنصرالله) ليقرر عنا ويأخذنا إلى الحرب".
وردّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على نصرالله وكتب على حسابه على تويتر قائلا: "إن تصريح حسن نصرالله وضع حدا لإمكانية التفكير بالوصول إلى تسوية حول الخط 23" (مفاوضات الحدود مع إسرائيل).
وأضاف :"لقد دخل لبنان في الحرب الروسية الأوكرانية، لذا وتفاديا لاندلاعها فهل يمكن للسيد (نصرالله) أن يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع، وذلك أفضل من أن نضيع الوقت في والتخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كل يوم".
بدوره، رد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على "تويتر" على كلام نصرالله قائلا: "عبثاً يحاول اللبنانيون إيجاد الحلول لمشاكلهم السياسية والاقتصادية والمعيشية، يظل واقع مرير أقوى من أوهام الخلاص وأحلام بناء دولة ووطن".
وأضاف "المعادلة باتت واضحة، لا حلول لدولة لبنان بوجود دويلة إيران الباقي تفاصيل، ولم يختلف موقف النائب السابق فارس سعيد الذي اعتبر أن نصرالله يقود لبنان إلى جهنم، وكتب على حسابه عبر "تويتر" "سماحة السيّد حسن نصرالله لم نتحمّل حرباً دعوت لها بدون استشارتنا مع دولار بـ 1500 ليرة (عندما كان سعر صرف الدولار 1500 ليرة)، لن نتحمّل حرباً نرفضها بدولار بـ 30 ألف ليرة (وفق سعر صرف الدولار الحالي)، وتوجه لنصرالله قائلا تقودون لبنان إلى جهنّم اذهبوا لوحدكم وارحمونا".
وأضاف "أوكل حزب الله لنفسه مهمّة "الدفاع" عن لبنان برّاً وجوّاً وبحراً ضارباً بعرض الحائط الإجماع اللبناني والحقيقة أنه يخدم مصالح إيران وبالتأكيد يضرّ بلبنان الفكرة والدستور والطائف والميثاق".
وكانت إسرائيل أعلنت قبل أيام اعتراض 3 مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة نحو حقل "كاريش" للغاز.
أتت هذه المسيرات في وقت تستمر فيه الجهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول المفاوضات بشأن الحدود البحرية، التي كانت بدأت عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش.
وأعلنت الحكومة اللبنانية رفضها لإطلاق المسيرات ووصفت الأمر بأنه "غير مقبول ويعرّض البلاد لمخاطر".
ولاقت العملية رفضا لبنانيا واسعا وارتفعت الأصوات الرافضة لمصادرة حزب الله القرار الاستراتيجي والأمني والعسكري للدولة اللبنانية ودعوات لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.