داخل منطقة الفواخير بمركز طلخا فى محافظة الدقهلية ، أشهر وأقدم منطقة لصناعة الفخار تجد قصص و حكايات لعمال لا يعرفون منذ نعومة أظفارهم سوى حب المهنة التى توارثوها عن آبائهم و أجدادهم ، يستيقظون منذ السابعة صباحا يتجهون لفاخورة طلخا التى توارث أبناؤه المهنة ويعرف كل منهم مهمته التى يعملها بكفاءة بداية من وضع الطين الجاف بالماء وتحويله لطين ، حتى خروج قطع فنية بجودة ومهارة عالية.
داخل فاخورة طلخا، تجد مجموعة من الفواخير المتراصة بجوار بعضها البعض، ولكل منها فرن منفصل أو مشترك لتسوية المنتجات، ويقف عم "فؤاد" صاحب 80 عام ومازال يعمل بالمهنة التى ورثها عن أبائه ولايعرف مهنة غيرها ويرى سعادته بالعمل فى الطين وتشكيله لتحف فنية ، يستيقظ ويجرى على عمله منذ السابعة صباحا ويعمل بالمهنة بمهارة وكفاءة بدءًا بوضع الطين الجاف في الماء، وتحويله إلى طين، حتى خروجه في شكل قطع فنية عالية الجودة.
اكتسبت منطقة الفواخير شهرة كبيرة فى صناعة الفخار نظرا لتوارث المهنة بين الأجيال وأيضا بسبب مهارة أبناءها فى صناعة الفخار وصناعة أجمل أوانى الفخار والخزف.
سعيد عبد الله موظف بمحكمة السنبلاوين يخرج من عمله مسرعا لمنزله بتناول الغداء ويجرى مسرعا لفاخورته الموجودة بوسط الأراضي الزراعية فى طلخا التى ورثها عن أجداده ، ليبدأ عمله فى تشكيل الطمى لصناعة أجمل أوانى الفخار والخزف.
ويتابع سعيد أن صناعة الفخار موجودة منذ أيام الفراعنة وأنه ورثها عن والده وجده وتعملها منذ طفولتها ويرى سعادة كبيرة أثناء مسك الطين وتشكيله بالصورة التى يريدها مشيرا أن عمله يحتاج لمهارة عالية وتركيز كبير.
وتابع :"كنت بنزل مع والدى الله يرحمه وكان سنى 6 سنوات وكنت بناوله الأدوات وآخد المنتجات التى قام بتشكيلها وأرصها على صينية ثم أحملها وأضعها فى الشمس كى تنشف ومع مرور الوقت أصبحت أقعد على الدولاب وأشكل قطع صغيرة حتى أصبحت أسطى فى مهنتى وأصنع كل الأشكال.
قال «محمد عبد الله »: « كبرت وأنا أري أجدادي وأبي يصنعون الفخار وتعلمت أن أمسك الطين وأشكله بيدى بالصورة التي أريدها، وهذا العمل يحتاج مهارة عالية وتركيزا كبيرا ، وتعلمتها وأنا عندى 5 سنين، كنت أذهب مع والدى اشتغل في البداية كنت أناوله الأدوات ثم آخذ المنتجات اللى انتهى من تشكيلها وصناعتها خاصة القطع الصغيرة وأرصها على صينية ثم أحملها وأضعها في الشمس علشان تنشف، ومع الوقت بقيت أقعد على الدولاب واشكل قطع صغيرة، حتى أصبحت أسطى في مهنتى وأصنع وأشكل كل الأشكال من الطين».
وأشار عبد الله "نستخدم أدوات رئيسية كالدولاب وهى ماكينة التشكيل، والجارودى والساتف والشاطوف للتسوية، بالإضافة للخيطة وهى تستخدم في فصل المنتجات التي انتهى تشكيلها من باقى الطين الذي تم تشكيله، بخلاف الغربال الذي يستخدم في فصل الشوائب عن الطين" .
وأضاف:" سافرت دول كتير مثل السعودية والعراق والأردن وعمان وكنت باشتغل على الدولاب واطلع شغل ينبهروا به، وكان هناك إقبال كبير على شغلنا ، لكن فى مصر لا يوجد تقدير لمجهودنا وتعبنا ،وكنا بنطلب أي سعر في المنتج ، خاصة أن المهنة تحتاج مجهود وصحة علشان يقدر يتحكم في الدولاب وفى الطين، واتجهت للبيع فقط لأنى متعلمتش مهنة غيرها ولا يوجد لى معاش ولا تأمين ولازم اشتغل".
وأضاف شقيقه الأكبر سامي :"احنا هنا في فاخورة طلخا بننتج الفخار الأحمر مثل الطواجن والمساقى والقلل وصخر الفيلل المعروف بسم «الشقفة» وأبراج الحمام والمحاضن، ونشترى المدهون يعنى بننتج المنتجات التي لا تحتاج لتلوين، لأن تكلفتها عالية ونشترى المنتجات الملونة من قرية فرستق في البحيرة ودسوق في كفر الشيخ، ونشترى البلاص من الصعيد لأن طينته غير موجودة هنا وبالتالى لا يتم تصنيعه، وبنكسب مبالغ قليلة علشان نبيع كتير، يعنى الطاجن يبدأ سعره من 5 جنيه حتى 40 جنيه حسب حجمه والقله ب 5 أو 6 جنيه والمكسب في القطعة الواحدة جنيه أو 2 جنيه لكن لو قطعة اتكسرت بتضيع المكسب وقصارى الزرع سعرها من 10 إلى 50 جنيه والزير يبدأ من 30 إلى 70 جنيه».
وعبر سامى عن استيائه من مطاردة شرطة البيئة الدائمة لمنطقة الفواخير وتغلقها بحجة أنها ملوثة للبيئة، بسبب الأفران البدائية والتى تعتمد على المخلفات الزراعية، لكن هذه مهنة هامة ومنذ أيام الفراعنة، وتعبر عن شخصية المصرى القديم ويمكن للدولة أن تتبناها وتنشئ مناطق للفواخير صديقة البيئة، لأننا لا نملك الإنفاق على تطوير الصناعة.