اللهم اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعاءه فأجبته
ليلة القدر هى أحد ليالى شهر رمضان المبارك، وبالتحديد في العشر الأواخر من رمضان، وتأتي في الليالي الوترية، أي في الأيام الفردية من العشر الأواخر.
ليلة القدر
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء، من أجل التعبد والتأمل في خلق الله للسموات والأرض، وفي إحدى الليالي، نزل عليه الملك جبريل بسورة العلق، وهي أول سورة نزلت في القرآن الكريم، ومن وقتها بدأ الدين الإسلامي في الظهور بمكة المكرمة.
نزول القرآن والوحى فى ليلة القدر
فقال الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، وذُكر في الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة التي نزلت، أن الوحي كان يوم 21 رمضان، وتحديدًا يوم الاثنين قبل طلوع الفجر، واليوم وافق 10 أغسطس عام 610 ميلاديًا.
سبب تسمية الليلة المباركة بليلة القدر
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن ليلة القدر سميت بذلك؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة؛ لقوله تعالى: {فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله، وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، وقيل: لأن للطاعات فيها قَدْرًا.
وقوع ليلة القدر فى شهر رمضان
واقتضت حكمة الله أن يُخفى ليلة القدر فى رمضان ليجتهد الصائم فى طلبها، خصوصًا فى العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أملًا فى أن توافقه ليلة القدر التى قال الله تعالى فيها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِى حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله فى دنياه وفى آخرته.
علامات ليلة القدر
ومن علامات ليلة القدر أنها ستكون ليلة قوية الإضاءة، ومن علامات ليلة القدر المتفق عليها أيضا الطمأنينة في القلب، وانشراح الصدر، أكثر ما يجده المسلم في بقية الليالي، كما تكون الرياح فيه ساكنة، ويشعر الإنسان بلذة كبيرة في قلبه، وهناك علامات تدل على ليلة القدر منها أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع، فتكون صافية، بسبب أن الملائكة تصعد إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر".
في ليلة القدر المغفرة وقبول الاعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم.
ودعا الله، المسلمين، إلى الاجتهاد فى العبادة والاستزادة من عمل الخير من صلاة واستغفار وقراءة القرآن وطلب الرحمة، لأنه يقبل فى هذه الليلة ما لا يقبله فى غيرها.