كتبت: نورهان عويان
نقلت الصحيفة الدولية عدة، أن القوات الروسية قامت بنشر تهديدات جديدة نحو قيامها باستخدام أسلحة نووية، في أوكرانيا، فيما يشير بتعاظم التهديدات الروسية، كلما طالت فترة الأزمة في أوكرانيا، ووقف الدول الأوروبية ضد موسكو، وقيامهم بتقديم الدعم إلى مدينة كييف بالأسلحة والأموال وفرض العقوبات على روسيا.
في أحدث التهديدات، خرج نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، وهدد باستخدام أسلحة نووية إذا تعرضت روسيا لهجوم نووي أو عمل يهدد وجودها حتى بدون استخدام أسلحة نووية ضدنا.
وقال في تصريحات اليوم السبت، إن هناك أسباب عديدة يحق لنا بموجبها استخدام الأسلحة النووية.
وسبق إن أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قراراً سبب قلقاً دولياً كبيراً، إذ تلقى الجيش الروسي أمراً بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة. فهل يمكن أن يفعلها بوتين ويستخدم السلاح النووي؟ وكيف يمكن أن يكون رد الناتو.
وفي بداية الحرب التي مر عليها شهر الآن، أعلن بوتين إنه بدء ما وصفه بــ عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وأعطى أوامره المثيرة للجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة.
وحول مدى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية ، قال خبراء، إن بوتين صور قراره بشأن القوات النووية على أنه رد فعل دفاعي على فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده، ولكن في خارج روسيا ينظر إلى القرار بشكل عام على أنه طريق أمام روسيا لاستخدام أسلحتها النووية في هجوم مفاجىء، وفق ما ذكرت شبكة دي دبليو.
وذكر الخبراء أن هذا وضع بالغ الخطورة ينطوي على رسائل مختلطة مع إمكانية أن يؤدي احتمال سوء تفسيره إلى اتخاذ قرارات على أساس افتراضات زائفة.
وسبق إن صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن القادة الغربيين يفكرون في حرب نووية في صراعهم مع بلاده، وقال إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير مليا، مؤكدا لن نسمح لأحد بزعزعة استقرارنا.
وأوضح الكل يعلم أن حربا عالمية ثالثة لا يمكن أن تكون إلا نووية، لكنني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن تلك الفكرة هي في أذهان السياسيين الغربيين وليس في أذهان الروس، مشيرا إلى أنه يجري التخطيط لـ حرب فعلية ضد موسكو.
وأردف الخبراء، إنه من المفترض إذا ما قررت روسيا استخدام الأسلحة النووية أن تفعل ذلك في هجومها على أوكرانيا، وليس مهاجمة أي دولة عضو في الناتو يؤدي إلى رد واسع النطاق من جانب الناتو.
وفي مثل هذا الهجوم من المرجح استخدام أسلحة نووية قصيرة المدى يعتقد أنه يوجد منها أكثر من ألف قطعة، حيث سيتم نقلها من المخزون وتوصيلها بالصواريخ أو وضعها في قاذفات قنابل، وكقذائف مدفعية.
وقد شاهد بوتين تدريباً ركز على استعداد القيادة والتحكم، والأطقم القتالية، والسفن الحربية، وحاملات الصواريخ الاستراتيجية، وكذلك فعالية الأسلحة الاستراتيجية النووية وغير النووية.
أوضح الخبراء أن أي تحرك لتجهيز ونشر الأسلحة النووية الروسية سوف يكون مرصوداً ومراقباً من جانب الأقمار الاصطناعية للولايات المتحدة وغيرها التي يمكنها الرصد في كل الأجواء.
وحول ذلك، أوردت شبكة دي دبليو، إنه يمكن أن يرد الناتو باستخدام الأسلحة التقليدية ضد المواقع الاستراتيجية الروسية، أو بالمثل باستخدام الأسلحة النووية حيث هناك عدة خيارات متاحة له.
وأردفت الشبكة ، إنه يمكن للولايات المتحدة أن تتحرك بما لديها من حوالي 150 قنبلة جاذبية نووية B61 - موجودة في خمس من دول الناتو، هي بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا.
كما أن لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إمكانيات طويلة المدى بالنسبة للهجمات النووية تحت رعاية الناتو.
يأتي ذلك، فيما يعتقد مسؤولو المخابرات الغربيون أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين عالق في عالم مغلق من صنعه. وهذا الأمر يقلقهم كثيراً.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد سعت المخابرات الغربية لسنوات لفهم ما يدور في عقل بوتين والتعرف على نياته.
ومع تعثر القوات الروسية على ما يبدو في أوكرانيا، أصبحت الحاجة إلى القيام بذلك ضرورية للغاية لمعرفة ما يمكن أن يكون عليه رد فعل الرئيس الروسي عندما يزداد الضغط النفسي عليه.
وزعمت بعض المصادر الاستخباراتية أن بوتين أصبح في الواقع معزولاً ومنغلقاً وغير متقبل لأي وجهات نظر بديلة.
ووفقاً لأولئك المحللين، فقد تجلت عزلة بوتين في صور لقاءاته مع زوار الكرملين، حيث يحرص الرئيس الروسي على أن يجلس الزوار على مسافة كبيرة جداً منه عند اجتماعه بهم.
ويقول جون سيفر، الذي كان يدير سابقاً عمليات وكالة المخابرات المركزية الأميركية في روسيا، «التحدي المتمثل في التنبؤ بتحركات الكرملين المستقبلية هو أن بوتين هو صانع القرار الوحيد في موسكو. ورغم أن وجهات نظره غالباً ما يتم توضيحها من خلال تصريحاته العامة، فإن معرفة كيف سيتصرف وفقاً لها يمثل تحدياً استخباراتياً صعباً».