أعلنت حركة طالبان منذ استيلائها على السلطة في أفغانستان، عن جملة من من القرارات بدءاً من تشكيل حكومة مؤقتة واختيار الوزراء ونوابهم وكلها تستثني المرأة من العمل العام، وأخيراً منع قاضيات من العودة لعملهن.
وكشفت قاضية أفغانية تدعى نبيلة، أنها أمُرت و250 قاضية أخرى، بعدم العودة إلى العمل، مشيرة إلى أنها تخشى الانتقام ليس فقط من متشددي الحركة ولكن أيضاً من الرجال الذين حكمت عليهم بالسجن ذات مرة.
وأوضحت في حديث لشبكة "سي إن إن" أن طالبان فتحت السجون وأطلقت سراح الآلاف من المجرمين المدانين، الذين يبحثون عن الانتقام منها ومن عائلتها.
كما قالت إن القاضيات حرمن من حق العمل، مشيرة على أنه من المستحيل بالنسبة لهن العيش في أفغانستان.
وعلى رغم المخاطر، تكرس نبيلة نفسها لمسارها الوظيفي الذي اختارته وتأمل أن تعود يوماً ما إلى العمل.
وأضافت أنها ليست نادمة على كل شيء بشأن المجال الذي اختارته، والذي درست فيه لسنوات عديدة، لافتة إلى أنهن أي القاضيات يعمل منذ سنوات عديدة على محاربة العنف والقمع والظلم.
من جانبهما، قال قاضيان لشبكة "سي إن إن" إن جميع القضاة الذين عملوا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة ذكورًا وإناثًا، تم استبدالهم الآن بمعينين من قبل طالبان.
بدورها، أوضحت القاضية فانيسا رويز من الرابطة الدولية للقضاة ومقرها الولايات المتحدة، أن القاضيات الأفغانيات يخشين أن يجعلهن جنسهن أهدافاً لطالبان.
وأضافت أن من هؤلاء القاضيات من ترأس أسوأ قضايا العنف ضد المرأة، بما في ذلك الاغتصاب والقتل والعنف المنزلي، مشيرة إلى أن المدانين الرجال سيكونون غاضبين من أي قاضٍ حكم عليهم.
إلى ذلك، قالت رويز إن على الحكومات الغربية أن تكون أفضل وأكثر مرونة وأكثر سخاءً في السماح بدخول الأشخاص المعرضين للخطر في أفغانستان في الوقت الحالي.
وأضافت أن الولايات المتحدة على وجه الخصوص يجب أن تحاول مساعدة هؤلاء النساء، حيث مر العشرات من القضاة ببرنامج تعليمي قضائي تموله الحكومة الأمريكية، لافتة إلى أن ارتباطهم بالولايات المتحدة بطرق عديدة، هو الذي يعرضهم للخطر.