تغيرت الأجواء المحيطة بملف وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة بسرعة، حيث لم تدم التفاؤلات حول قرب الوصول إلى اتفاق أكثر من يوم.
فقد شهدت المنطقة زيارة ثلاثة من كبار المسؤولين الأميركيين: آموس هوكستين، كبير مستشاري الرئيس لشؤون لبنان، وبريت ماكغورك، مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، وويليام بيرنز، رئيس المخابرات المركزية، الذين تواجدوا في مصر لمتابعة التطورات.
في سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشككه في إمكانية التوصل لاتفاق، مشدداً على أن الظروف الحالية لا تكفي، مما يستدعي ضرورة مواصلة القتال لتحقيق شروط أفضل لإسرائيل.
وطرح نتنياهو شروطاً جديدة تتضمن إضافة بند يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان كجزء من أي تسوية.
وأكد خلال اجتماعه مع المسؤولين الأميركيين على أهمية نجاح الاتفاق، مع ضرورة إعادة السكان إلى منازلهم بأمان.
من جهة أخرى، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، عن أمله في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار خلال أيام، مشيراً إلى تسريبات إعلامية تتحدث عن مسودة اتفاق تتضمن هدنة أولية لمدة 60 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله».
ومع ذلك، أوضح المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، أن التقارير المتداولة لا تعكس الوضع الراهن للمفاوضات.
تهديد الجيش الإسرائيلي
في تطور مقلق، أفاد المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشواع، بأن قادة الجيش الإسرائيلي هددوا بأنه إذا استمر تأخير الاتفاق السياسي بشروط مناسبة لإسرائيل، فسيتعين توسيع العمليات العسكرية بشكل أكبر مما هو مخطط له.
وأوضح أن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل هي إما التوصل إلى اتفاق أو الدخول في حرب استنزاف، مما يستدعي إنشاء حزام أمني لحماية السكان في شمال إسرائيل.
تصعيد المفاوضات
في سياق المفاوضات، أكدت مصادر سياسية أن هوكستين أشار إلى صعوبة إيجاد مسؤول لبناني يقبل اتفاقاً يتيح لإسرائيل تنفيذ هجمات، لكن الرئيس بايدن قد يضمن دعم إسرائيل في حال خرق الاتفاق. ولم يتضح بعد رد نتنياهو على هذه النقطة.
في المقابل، تطالب إسرائيل في مفاوضاتها مع لبنان بوساطة المبعوث الأميركي بمنح الجيش الإسرائيلي "حرية عمل" في لبنان، متذرعةً بأن ذلك ضروري لتنفيذ أي اتفاق، في حال لم يقم الجيش اللبناني و«يونيفيل» بذلك.
تشمل المطالب الإسرائيلية أيضاً توسيع تفويض «يونيفيل» ودعوة الجيش اللبناني لتدمير البنية التحتية العسكرية لـ«حزب الله» في الجنوب، وإجباره على الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.
تشير التقديرات في الحكومة الإسرائيلية إلى صعوبة قبول لبنان لبعض هذه الشروط، لكنهم متمسكون بها، مما أدى إلى تراجع التفاؤل بشأن إمكانية نجاح هوكستين في هذه الجولة من المفاوضات.
في ظل هذه الأجواء المعقدة، يبقى الأمل معلقاً على تطورات الأيام المقبلة وما ستسفر عنه المحادثات بين الأطراف المعنية.