أثار تحقيق لـ "بي بي سي" جدلاً واسعاً بسبب التشهير والزيف الذي احتواه، ودعوى قضائية ضد الصحفيين في طريقها من قبل المواطن الروسي، فيودور ميتلكين، الذي تم تقديمه في التحقيق على أنه مقاتل من مقاتلي الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر"، الأمر الذي نفاه الأخير وقرر محاسبة المشهرين.
حيث نشرت الـ"بي بي سي" عدة مقالات زعمت فيها عن "الوجود الروسي" في ليبيا، وكدليل على وجودهم، قدم الصحفيون جهاز "تابلت" ووثائقًا، تم العثور عليها في ليبيا قبل عام.
ويؤكد المعدون أنه من المستحيل تحديد هوية مالك الجهاز بناءً على البيانات المتاحة. ومع ذلك، يلتزم الصحفيون بوجهة نظر مفادها أن التابلت والوثائق المكتشفة كانت في السابق ملكًا لأحد المرتزقة الروس.
تم التعليق على الموقف من قبل ميتلكين نفسه المتورط في التحقيق المشكوك فيه. وقال في تصريح، أنه يستعد لرفع دعوى قضائية ضد صحفيين بريطانيين في المستقبل القريب:
"أنا فيودور ميتلكين، أبلغكم أنني أرسلت اليوم طلب بدحض الأكاذيب عني إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بسبب حقيقة أنه في 11 أغسطس 2021 ذُكرتُ في سلسلة من المواد التشهيرية التي نشرتها وسائل الإعلام، التابعة للهيئة. بعد ذلك، سأرسل إلى المحكمة طلباً بفتح دعوى جنائية بشأن ارتكاب جريمة بحقي بموجب البند 5 من المادة 128.1 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي "التشهير".
أنا مواطن روسي وأقيم بشكل دائم على أراضي الإتحاد الروسي. وبناء على تحقيق صحفيي الـ"بي بي سي" في فيلمهم، انجذبت إلى حملة إعلامية استفزازية، وأهدافها غير معروفة بالنسبة لي. ومنذ نشر هذه المادة الإعلامية، تلقيت إتصالات ورسائل للتعليق من مختلف وسائل الإعلام. وبالتالي، أنظر الى هذا على أنه انتهاك لخصوصيتي.
اتصل بي فريق من المحامين الذين دعموا موقفي ووقفوا للدفاع عن مصالحي. وسيتم رفع الدعاوي في المحاكم في روسيا وبريطانيا وجميع المناطق الأخرى حيث نشرت "بي بي سي" معلومات كاذبة عني.
وتم إرسال الطلب إلى الـ"بي بي سي" لدحض هذه المعلومات الكاذبة التي تشوه سمعتي وحذفها من المواقع الإعلامية. وفي حال الرفض، فإنني أضمن محاسبة الصحفيين المسؤولين عن الفيلم على نشر معلومات كاذبة".
وبالنظر إلى الدلائل التي عُرضت في التحقيق، فقد تم بناء سلسلة من الفرضيات بناء على تابلت مجهول، ويزعم أنه لأحد مقاتلي الـ"فاغنر" في ليبيا، فقد تم الاستشهاد بكُتيّب عن صناعة النبيذ وكتاب Game of Thrones كأدلة. ولاحظ المعدون أيضًا أنه من بين الوثائق التي تمكنوا من العثور عليها، كان طلباً من عام 2020 لتسلّم معدات عسكرية عالية التقنية. ومع ذلك، لم يقدم المعدون الدليل المادي الموصوف، وبدلاً من ذلك، تم نشر صورة لطلب شراء كبلات الطاقة.
ذكر معدو المادة الإعلامية تاريخ ومكان شراء جهاز "التابلت" في شتاء 2021، بمنطقة عين زارة، التي تُعتبر الضاحية الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس. وبالتالي يتضح أنه تم فقدان جهاز "التابلت" لمدة عام تقريبًا؟
فيودور ميتلكين ليس البطل الوحيد في قصة الـ"بي بي سي" الجديدة، الذي كان يعتقد خطأ أنه أحد عناصر القوات الروسية. أشارت المادة الإعلامية أيضًا إلى مواطن من بورياتيا، يُدعى فلاديمير أندانوف، الذي أفاد بأنه تم الإعتقاد بأنه مرتزق روسي خطأً نظراً لشغفه بممارسة هواية " Airsoft".