"ابننا استشهد هو بيحمى وطنه".. تلك الجملة يفخر بها المصريون، بينما لا يمكن أن تقال لأى شخص، أهالى الشهداء فقط من ينادون بتلك الجملة، الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل وطنهم حتى يبقى الوطن آمنًا، فهم قد رحلوا وتركوا جيشًا صادمًا ضد أي خطر يمر بجوار مصر، مستعدين في أي لحظة أن ينالوا الشهادة مقابل الدفاع عن أمن وطنهم.
وبالتزامن مع ذكرى فض "اعتصام رابعة والنهضة" تنشر "بلدنا اليوم" فى السطور التالية، أسماء وصور أول 6 شهداء قدموا أرواحهم من أجل وطنهم، في اللحظات الأولى من فض اعتصام رابعة والنهضة.
1- الشهيد نقيب محمد محمود عبدالعزيز محمد
في يوم 17 سبتمبر عام 2013 هبطت بمطار القاهرة الدولى الطائرة المصرية القادمة من العاصمة البريطانية لندن وعلى متنها جثمان شهيد الواجب فى أحداث فض اعتصام النهضة الملازم أول محمد محمود عبد العزيز، وذلك بعد أن توفى في 16/9/2013 بأحد المستشفيات بالعاصمة البريطانية إثر إصابته بأعيرة نارية أطلقها أحد المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين المعتصمين بميدان نهضة مصر بالجيزة.
وقد وصل الجثمان برفقة شقيقه، وكان فى استقباله بمطار القاهرة اللواء اسماعيل نبيه بالعلاقات العامة بوزارة الداخلية وكذلك والد الشهيد، حيث تم انهاء إجراءات تسليم الجثمان وتم نقله لمستشفي مدينه نصر حتى إنهاء إجراءات تشييع الجثمان والدفن.
والشهيد "عبدالعزيز" لم يتجاوز عامه الثانى والعشرين لحظة إصابته، وكان يقود أول مدرعة للداخلية تقتحم ميدان النهضة لتفريق المعتصمين فى الرابع عشر من أغسطس الماضى، وكان شديد الحرص على حياة المعتصمين وشديد الحرص على تنفيذ الأوامر بضبط النفس والحفاظ على حياة الجميع، وقد وفر الضابط ممرا آمنا لخروج المعتصمين من ميدان النهضة دون التعرض لهم أو ملاحقتهم قضائيا.
وقد أصيب الملازم أول عبد العزيز أثناء فض الاعتصام، عندما أطلق أحد المسلحين - الذى كان برفقة زوجته وابنه- نيران سلاحه الآلى على الضابط رغم أنه رفض لحظتها إطلاق النيران علي المسلح حرصا منه على ألا يرى نجل المسلح والده وهو مدرج فى دمائه، وكذلك حرصه على زوجة المسلح.
وإثر إصابة عبد العزيز، نقل إلى أحد المستشفيات بالقاهرة، حيث أجريت له عدة عمليات جراحية تم خلالها استئصال الكلية اليمنى والطحال والفص الأيمن من الكبد وجزء من الرئة اليسرى، وتبين أيضا وجود تجمع دموى حول الحبل الشوكى يضغط على الدورة الدموية مما تسبب فى فقدانه للحركة فى النصف الأسفل من جسده، وتقرر نقله إلى أحد المستشفيات بلندن لتلقى العلاج إلى أن استشهد,
رقي استثنائيا إلى رتببة نقيب، وادرج في قائمة الشرف الوطني المصري باب الشرطه بعد منحه قلادة تاميكوم من الطبقه الذهبية اعتبارا من 5/1/2014.
2- الشهيد نقيب محمد سمير إبراهيم عبدالمعطي
أُستشهد فى 14/8/2013 أثناء أحداث فض ميدان رابعة العدوية متأثراً بجراحه نتيجة إصابته بطلقات نارية من مسلحين متشددين داخل الميدان (ادرج في 2/9/2013)
3- الشهيد رائد اشرف محمود محمد محمد أحمد فايد
الشهيد الرائد اشرف محمود محمد محمود أحمد فايد، من قوات الامن المركزى دفعة 2009، شهيد فض اعتصام رابعه يوم 14 اغسطس 2013 عندما تقدم لانقاذ سيدة وأطفالها من داخل إحدى خيام الاعتصام.
وقام قناصى الإخوان من أعلى العمارات بإطلاق النار عشوائيا على كل من فى الميدان وتقدم لإخراج السيدة من وأطفالها من داخل الخيمة، فأطلق عليه قناص الإخوان النار ليكون من شهداء مصر والشرطه وهو يبلغ من العمر 24 عاما.
4- الشهيد مجند كمال محمد السيد أحمد
أُستشهد فى 14/8/2013 أثناء أحداث فض ميدان رابعة العدوية متأثراً بجراحه نتيجة إصابته بطلقات نارية من مسلحين متشددين داخل الميدان (ادرج في 2/9/2013)
5- الشهيد نقيب محمد محمود جودة عثمان
الضابط بقوات العمليات الخاصة / قطاع الأمن المركزي، إستشهد إثر إصابته بطلق ناري أثناء مشاركته في فض إعتصام رابعة الإرهابي في 14 أغسطس 2013.
وقام المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية، واللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية، صباح اليوم، بوضع لافتة تحمل اسم الشهيد النقيب محمد محمد جودة عثمان أول ضابط شهيد فى فض رابعة، تخليدا لذكراه وتلبية لرغبة أهل الشهيد، على مدرسة مصر الثانوية الحديثة بالخانكة والتى أصدر المحافظ قرارا بتغيير اسمها.
6- الشهيد رائد شادي مجدي عبدالجواد بدر
شارك الشهيد الرائد شادي مجدي، في العملية الأمنية التي اضطلعت بها قوات الشرطة، تنفيذا لأمر النيابة العامة بفض الاعتصام، وضبط مرتكبي جرائم القتل والشروع فيه داخل الاعتصام الذي دام أكثر من 40 يوما، التي تمت صباح يوم 14 أغسطس 2013، وأظهرت العملية، إقدام رجال الشرطة في مقاومة العناصر الإخوانية المسلحة، ومن بينهم الرائد شادي مجدي عبدالجواد.
كان الشهيد "شادي"، ضابطا من طراز فريد وبتيع إدارة العمليات الخاصة التابعة لقطاع الأمن المركزي، حيث أبدى جاهزية منقطعة النظير في المشاركة في هذه العملية الأمنية المعقدة، وأبلى فيها بلاء حسنا، واستشهد هناك، وكان أول شهيد للشرطة هناك.
ولد الشهيد عام 1981، وتخرج في كلية الشرطة عام 2004، التحق بالعمليات الخاصة، لما كان يتمتع به من قوة بنيان وإقدام منقطع النظير.. وهو أول اثنين من الأبناء، فله شقيق واحد اسمه هيثم، يصغره بـ7 سنوات، وتزوج "شادي" قبل استشهاده، ورُزق بـ"فريدة".
وشارك "شادي" في تأمين منشآت حيوية في مختلف الأحداث التي شهدتها البلاد، عقب أحداث 2011، كما كان حاضرا في تأمين محاكمة الرئيس الراحل حسني مبارك، عام 2012.
استشهاد "شادي"، كان حلقة من حلقات البطولة والفداء، التي قدمها رجال الشرطة، بمختلف قطاعات الوزارة، لم يتسلل لهم يأسٌ ولم تهزهم الحوادث، عازمين على إكمال الرسالة الأسمى، وهي الحفاظ على الوطن ومقدراته، مهما كلف ذلك.