أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليه خلال لقائه بفيديو مسجل له عبر "يوتيوب"، مضمونه: "ما حكم قراءة الفاتحة على نية التوفيق فى الخطبة أو الشراكة؟".
ورد عثمان قائلا إن هناك أناسا يزعمون أن قراءة الفاتحة على نية التوفيق فى الخطبة أو الشراكة أو فى إجراء العقود بدعة ولم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن قراءة الفاتحة قبل البدء فى أى شيء ليست ببدعة.
وأشار الى أن قراءة الفاتحة بنية التوفيق فى الخطبة أو فى الشراكة استبشار فهى السبع المثاني وأعظم آيات القرآن الكريم حيث قالوا إن البسملة شملت أسرار القرآن والفاتحة شملت على أسرار البقرة وسورة البقرة شملت كل ما فى القرآن.
وأضاف أن كل ما فى القرآن مضمون فى فاتحة الكتاب فى البسملة، فلذلك فاتحة الكتاب قراءتها عند الخطبة ليست من البدع إذا أن كل إنسان يفعلها تباركًا واستبشارًا بقراءة كلام الله تعالى فهى ليست ببدعة إطلاقًا عند إبرام العقود".
قراءة الفاتحة عند عقد الزواج
يستحب قراءة الفاتحة عند عقد الزواج تبركًا وتيامنًا بها؛ لاتفاق علماء المسلمين سلفًا وخلفًا على استحباب قراءتها في إنجاح المقاصد وقضاء الحوائج وغير ذلك من الأمور الدنيوية والأخروية، وقد دلت النصوص الشرعية على أن فيها من الخصوصية ما ليس في غيرها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» (سنن الدارقطني).
تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول: "ما حكم قراءة الفاتحة في قضاء الحوائج وشفاء المرضى".
وأوضحت الدار في فتوى لها، أن قراءة الفاتحة في استفتاح الدعاء أو اختتامه أو في قضاء الحوائج أو في بداية مجالس الصلح أو غير ذلك من مهمات الناس هي أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالة على استحباب قراءة القرآن من جهةٍ، وبالأدلة الشرعية المتكاثرة التي تدل على خصوصية الفاتحة في إنجاح المقاصد وقضاء الحوائج وتيسير الأمور من جهةٍ أخرى.
وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح من غير نكير، وهذا هو المعتمد عند أصحاب المذاهب المتبوعة، وأما الآراءُ المخالفة لما عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا فما هي في الحقيقة إلا مَشارِبُ بدعةٍ، ومَسالِكُ ضلالةٍ؛ لأن القضاء على أعراف المسلمين التي بَنَتْهَا الحضارةُ الإسلامية هو أمرٌ خطيرٌ يؤدي في النهاية إلى فَقْدِ المظاهر الدينية من المحافل العامة، واستبعادِ ذكر الله تعالى من الحياة الاجتماعية والمنظومة الحضارية، وهو عين ما يدعو إليه الملاحدةُ والمادِّيُّون من البشر.