خاص| هاجمه خفافيش الظلام.. رئيس الهيئة القومية للأنفاق يكشف المردود الإيجابي للقطار السريع على الدخل القومي لمصر

الاربعاء 27 يناير 2021 | 07:55 مساءً
كتب : رحاب الخولى

أعلنت الحكومة خلال الأيام الماضية عن البدء في تنفيذ منظومة للقطار الكهربائي السريع، لربط منطقة العلمين بالعين السخنة مارا بالعاصمة الإدارية الجديدة و6 أكتوبر والإسكندرية وبرج العرب وغيرها من المدن، بإجمالي أطوال حوالى 1000 كم على مستوى الجمهورية، وبتكلفة إجمالية قدرها 360 مليار جنيه، الأمر الذي من خلاله انقسمت آراء المصريين من رأى في المشروع مزايا اقتصادية و تنموية، ومن اعتبره إهدارا للأموال في غير محلها متسائلين عن الجدوى الاقتصادية للمشروع وماهي أهم مميزاته، هذا ما نطرحه خلال السطور التالية.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور عصام والي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، إن القطار السريع ليس منافسا لقناة السويس بقدر ما هو مكمل لها، فهناك نوعية بضائع مطلوب نقلها على وجه السرعة من موانئ البحر المتوسط لموانئ البحر الأحمر والعكس، فبدلا من وجود خيار وحيد بالمرور من قناة السويس أصبح هناك خيار آخر وهو النقل عن طريق السكك الحديدية، كما أن هناك بضائع مطلوب توزيعها داخل الجمهورية فيتم نقلها مباشرة للمناطق الصناعية داخل مصر، والعكس صحيح.

وأضاف "والي" أن القطار هو عنصر مكمل وقيمة مضافة لشبكة النقل المتواجدة في مصر، وللخطوط الملاحية العالمية سواء القادمة من شرق آسيا أو من منطقة الخليج، أو من جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، أو من الشرق المتوسط، فبدلا من الاعتماد على وسيلة نقل بحرية فقط، أصبح لدينا وسيلتين برية وبحرية، وهذا بدوره يخلق مردود إيجابي على اختيارات الدول سواء المصدرة أو المستوردة أو بضائع الترانزيت حال احتياجها للنقل السريع من البحر الأحمر إلى المتوسط والعكس.

وتابع رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أن نقل البضائع عن طريق القطار السريع سيكون له مردود إيجابي على الدخل، من خلال الأسعار التنافسية الموضوعة للنقل حسب لنوعية البضائع المراد نقلها، هل هي استيراد وتصدير، بضائع ترانزيت، مواد خام، أم منتج نهائي.

وعن هجوم بعض المواطنين على مشروع القطار السريع، بشأن تكلفة القطار السريع التي تم الإعلان عنها، أكد رئيس الهيئة القومية أن المبلغ المعلن صرفه عن القطار السريع بقيمة 360 مليار جنيه هو سقف القيمة التقديرية لكافة المشاريع وليس كما يتردد الجميع بأنه لشركة سيمنز فقط، ولن يصرف على خط واحد فقط، بل يغطى شبكة متكاملة للقطارات السريعة في مصر بإجمالي أطوال ألف كيلو متر.

وعن اختيار المدن التي ينفذها المشروع، قال "والي"، إن وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق تخطط لتدشين 4 خطوط للقطارات الشريعة، أولها خط "العلمين- العين السخنة" بإجمالي أطوال 460 كم، وحوالي 8 مليارات دولار، وسيتم الانتهاء منه خلال عامين.

وأوضح رئيس هيئة الأنفاق أن الهيئة تخطط لإنشاء خط آخر للقطار السريع يمتد من مدينة 6 أكتوبر إلى أسوان، وآخر من الأقصر حتى الغردقة لربط مصر ببعضها، وخلق مجتمعات تنموية صغيرة حول خطوط هذه القطارات.

فيما كشف الدكتور عصام والي رئيس الهيئة القومية للأنفاق، عن تفاصيل جديدة بشأن مشروع القطار السريع «العلمين- العين السخنة» الذي يمتد بطول 460 كم كمرحلة أولى، بعدد 15 محطة وبتكلفة إجمالية تقدر بـ 100 مليار جنيه.

مدة الرحلة

وعن عدد الساعات التي تستغرقها الرحلة، أوضح "والي" أن رحلة القطار الكهربائي من العلمين إلى العين السخنة لن تستغرق أكثر من 3 ساعات، حيث يسير بسرعة 120 كم في الساعة، لافتًا إلى استيراد الوحدات المتحركة الخاصة به من انجلترا وألمانيا، ومن ثم الاعتماد على المنتج المحلي بعد إنشاء مصنع شرق بورسعيد لتصنيع الوحدات المتحركة بالديزل للسكة الحديد أو وحدات الجر الكهربائي بمترو الأنفاق والقطارات السريعة.

أنواع القطارات

ومن جانبه، قال الدكتور أسامة عقيل أستاذ النقل والطرق بجامعة عين شمس، لابد من توضيح شيء هام بالنسبة لمنظومة القطارات الكهربائية، فهناك من يعتقد بأن القطار الكهربائي هو قطار فائق السرعة، وهو ليس كذلك، فما تنوى مصر أن تطلقه، هو القطار السريع، وهناك فرق بين القطار العادي والسريع وفائق السرعة، وكل منهم له تكنولوجيا مختلفة عن الآخر، وسيكون لدينا قطار سريع سرعته حدها الأقصى 250 كيلو، بينما الفائق السرعة يصل إلى 350 كيلو في الساعة.

وأضاف، القطار السريع الأنسب في مصر، لأننا لا نحتاج فائق السرعة، لعدم وجود مسافات مترامية الأبعاد، وتكلفة النقل بالنسبة للقطار السريع وفائق السرعة تكون كبيرة، في وقت مستوى دخلنا لا يسمح بقطار فائق السرعة.

وأردف، أن الخطوط التي بها كثافة نقل عالية مثل القاهرة والإسكندرية لها أولوية في القطار السريع، فهناك آلاف يركبون يوميا بين القاهرة والإسكندرية والعكس، فالمرحلة الأساسية للقطار السريع "برج العرب والقاهرة والعاصمة الإدارية"، ثم من الاسكندرية يذهب إلى العلمين، وتمت دراسات مرورية وهى نواة لدراسة الجدوى، فالسكة الحديد الحالية لا تصلح لـسرعة 250 كيلو، فهذا المشروع سيكون جديدا تماما، ومساره مختلفا عن السكة الحديد الموجودة حاليا.

وأوضح أنه سيكون هناك نوعان من القطارات، السريعة ولن تقف في كل المحطات، ولكن في 4 محطات فقط، بين العين السخنة والإسكندرية، وهناك قطار أخر سيقف في 13 محطة بين البداية والنهاية، وتذاكرها ستكون أقل.

بينما يقول الدكتور مجدي صلاح، خبير طرق وكباري، إن وزارة النقل تتجه خلال الفترة الحالية في تبني أفكار وخطط جديدة من شأنها الارتقاء بحياة المواطنين، وتحسين مرافق السكة الحديد من إشارات وعربات وجرارات، من خلال تعظيم الاستفادة من الطاقة النظيفة، والتي بدورها تعمل على تقليل فاتورة استيراد المنتجات البترولية من الخارج، وتقليل معدلات استهلاك الوقود، من خلال تقليل اعتماد المواطنين على السيارات في التنقل بين المحافظات، فهي وسيلة نقل سريعة آمنة تغطى أنحاء الجمهورية تعمل بالكهرباء.

وتابع: أي مشروع خاص بالنقل الجماعي، الدولة في حاجة إليها، وكل دول العالم تتجه للقطار السريع كوقود في النقل بسبب التلوث البيئي، فهو مشروع يجمع بين نقل الركاب والبضائع

نقل البضائع على السكك الحديدية تكلفته أقل بكثير من النقل البري.

ولفت إلى أن المشروع إذا تم تنفيذه على فترة زمنية طويلة، فالعائد من نقل البضائع يغطي جزء كبير من التكلفة، ومن أهم مميزات القطار السريع سرعته العالية والتي تؤدي بدورها بتوفير في زمن الرحلة للمتجهين إلى المناطق الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين.

وتابع: القطار السريع يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبالتالي تستفاد عدد كبير من الدول بهذا المشروع أثناء نقل البضائع بما لا يتعارض مع قناة السويس.

الهجوم على القطار السريع

ومن ناحية أخرى، أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل بالبرلمان، أن مشروع القطار السريع ضرورة ملحة تتطلب تنفيذه على أرض الواقع بأسرع وقت، فالدولة خلال الفترة الحالية تبني مدن جديدة في حاجة لتعميرها وهذا يتحقق بتوفير وسائل نقل مختلفة تربطها ببعض، متوسطة وجيدة وأخرى للطبقات العليا، كما أن المستثمرين في مصر بحاجة لوسائل اتصالات آمنة.

وتابع: القطار السريع يلعب دورا هاما بربط الموانئ المصرية، وتنشيط عمليات الاستيراد والتصدير، من خلال مثلا نقل الفوسفات للتصدير أو حتى استيراد القمح، فضلا عن أنه يلعب دورا رئيسيا في قطاع السياحة، فالرحلة من الغردقة إلى الأقصر ستستغرق ساعتين فقط، كما أنه موازيا للسكة الحديدة العادية.

وبسؤاله عن الهجوم والجدل الذي يثيره الآخرون منذ إعلان الحكومة عن بدء تنفيذ مشروع القطار السريع، قال النائب علاء عابد، إن أعداء النجاح يحاولون تشويه أي تقدم ونهوض اقتصادي في مصر، وهذا ليس بالأمر الجديد عليهم فهم خفافيش الظلام، مشيرا إلي أن ترتيب مصر في حوادث الطرق 118، أما اليوم فنحن في الترتيب 28، وهذا التقدم المذهل بسبب تطور شبكة الطرق وتوفير وسائل نقل آمنة ولن تستغرق وقتا طويلا.

مسار القطار الكهربائي السريع

جدير بالذكر أن، أن القطار السريع تبلغ السرعة التصميمية له 250 كم/ ساعة، ويبدأ مساره من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر وحتى مدينة العلمين الجديدة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر ومحطة سكك حديد الإسكندرية الحالية ومدينة برج العرب.

ووفقا لما أعلنته الهيئة القومية للأنفاق، جار العمل في تنفيذ الجسور الترابية والكباري والأعمال الصناعية للمسار وكذا المحطات والأسوار بواسطة الشركات المصرية الوطنية، بالإضافة إلى الأعمال الصناعية على الطرق المتقاطعة مع مسار القطار، وستبدأ الشركة الألمانية «سيمنز» في أعمال الإشارات والاتصالات والتحكم ونظم الكهرباء بالتزامن مع هذه الأعمال.

كما تتولى شركة «سيمنز» تصنيع وتوريد 34 قطارا ركاب و10 جرارات لنقل البضائع، بالمشروع الذي يساهم في ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، والذي من المخطط الانتهاء من أعمال تنفيذ المشروع بالكامل خلال عامين فقط.

وسيتم تنفيذ الأعمال الإنشائية بالكامل من محطات وكباري وأنفاق على يد الشركات المصرية الوطنية، فيما تقوم شركة «سيمنز» العالمية بتنفيذ أعمال السكك والأنظمة، كما توّرد الوحدات المتكاملة للقطار السريع سواء القطارات أو الجرارات إلى مصر، وسيتم تنفيذ أول قطار سريع في مصر «العلمين – العين السحنة» خلال عامين فقط، بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

القطار الكهربائي السريع سيتم على 4 خطوط تكون شبكة كاملة، ليربط كل أنحاء الجمهورية وحتى مدن الصعيد، وكل موانئ مصر ومناطقها الصناعية ومناطق التنمية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة سترتبط بشبكة القطارات السريعة.

خط القطار الكهربائي السريع الأول

سيربط العين السخنة بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والجيزة وأكتوبر والإسكندرية والعلمين وتوضح الخرائط المبدئية لتصميم وتنفيذ القطار الكهربائي السريع «العين السخنة - العلمين»، بأنها ستكون شبكة قطارات كهربائية سريعة متكاملة سيكون طولها 1750 كيلو متر طولي، وسيكون القطار السريع للركاب والبضائع، حيث يبدأ الخط الأول سيربط العين السخنة بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والجيزة وأكتوبر والإسكندرية والعلمين الجديدة بطول 460 كيلو.

الخط الثاني

يربط الموانئ الرئيسية البحر الأحمر بالبحر المتوسط من ميناء السخنة إلى ميناء الإسكندرية وميناء جرجوب غرب بمطروح، وسيتم المرور بمحطات لنقل الركاب ومحطات لتحميل البضائع، حيث أن في العين السخنة ستكون محطة لتحميل البضائع من الميناء نفسها أو من المنطقة الصناعية بقناة السويس، ثم بالعاصمة الإدارية الجديدة ستكون بها محطة «ركاب وبضائع»، ثم بالقاهرة الجديدة «منطقة صناعية»، ثم «سكان» بمحطة محمد نجيب، ثم حلوان لنقل «السكان والبضائع» ثم محطة البدرشين في الجيزة منطقة «صناعية وسكان»، ثم قلب مدينة السادس من أكتوبر، ثم مدينة السادات الصناعية، ثم منطقة برج العرب التجارية والمطار، ثم إسكندرية والعلمين الجديدة، ثم سيمتد بعد ذلك لـ200 كيلو حتى مطروح ولكن وزارة النقل تنتظر الانتهاء من تصميماته في الوقت الحالي.

الخط الثالث

يربط الغردقة وسفاجا بقنا والأقصر، والتي تعد مناطق بها صادرات من الفوسفات والألمونيوم في نجع حمادي، حيث ستشحن كل هذه البضائع من سفاجا إلى قنا ونجع حمادي، وكذلك سيتم تسيير قطار كهربائي تسهيلا للسياح، وتحركهم من الغردقة ووصولهم للأقصر خلال ساعتين، كما سيكون هناك قطارات تجارية ستنقل البضائع من الأقصر للغردقة والعكس.

الخط الرابع

يربط مدينة السادس من أكتوبر بمحافظتي الأقصر وأسوان، وذلك سيربط بين القطار السريع القادم من العلمين والسخنة وبين محافظتي الأقصر وأسوان غرب النيل، وذلك لإنشاء خط قطار للصعيد آخر موازي لغرب النيل وليس شرقه، بسبب ارتفاع نسبة الأشغال في الخط العادي، لربط كل المدن الجديدة ومنها 6 أكتوبر والفيوم الجديدة وبني سويف الجديدة من خلال ظهيرها الصحراوي.

اقرأ أيضا