"المرء ليس معصوما ولا مطالبًا بالعصمة".. نص خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام

الجمعة 01 يناير 2021 | 03:12 مساءً
كتب : علي عرفات

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المرء ليس معصومًا من الخطا، ولا مطالبًا بالعصمة، بل هو مطالب أنه إذا أخطأ أن يستغفر الله عز وجل، وإذا زل أن يتوب، وليتبع السيئة الحسنة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وأوضح "بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن المرء كذلك مطالب أن يُصلِّ في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليصُمْ في يوم الحر الشديد لحر يوم النشور، وليتصدق بالصدقة للاستظلال بها في اليوم العسير، منوهًا بأن علوّ همة المرء عنوان فلاحه، فإذا عزمت - يا عبد الله - فبادر، وإذا هممت فثابر ، ولا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخر.

واستشهد بقوله تعالى :"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"، مشيرًا إلى أن الماء عجيب خلقه، غريب نبؤه، أرخص موجود، وأغلى مفقود، أنزله ربنا بلا لون، وأوجده بلا طعم، وخلقه من غير رائحة، عذب خفيف، ورقراق لطيف.

وتابع: يُهلك إذا طغى، ويهدم إذا جرى، إذا زاد أَغَرقَ وأَهلَكَ، وإن نقص ضاقت الحياة، وضعف الأحياء وإذا غار عجز الخلق عن طلبه وتحصيله وقد حفل القرآن الكريم بذكر الماء وثمراته، وعظيم أثره وبركاته، في أكثر من ستين موضعًا، فهو رحمة ونعمة، وعذاب ونقمة، ما بين نسمات لطيفة، وقطرات صغيرة، وغيث مدرار، وسيل جرار و إذا نزل الغيث أخذت الأرض زينتها، وأنبتت الأشجار ثمارها، وأبهجت النباتات بورودها وأزهارها.

وأفاد بأنه إذا نزل الغيث وجرت الأودية دخل على الناس السرور والبهجة، ومن ثم خرجوا للتنزه والاستجمام، وهذا حق مشروع، ومطلب مرغوب الناس يتحرون المطر وينتظرونه، ويتناقلون خبره وينشرونه، فديننا دين يسر وسهولة، وفسحة وسماحة: "إن لنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا".

وأشار إلى أنه في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة، والأودية الجارية، والسدود الممتلئة، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة، والقلوب بفضله مبتهجة، فالتنزه محبب للنفوس، فيه ترويح ونشاط، وسرور وانبساط، وكذلك في النزهة والرحلات، تظهر معاني الأخوة والإيثار، ويبرز الانضباط، وحسن العشرة، ويعلو المرح، وطلاقة الوجه، ويطيب لين الكلام، والرفق، والصبر، والتواضع، والمسارعة إلى الخدمة، والتعاون فيما ينفع ويفيد، ويجلب الراحةَ والسرور، والمتعةَ للنفس وللرفقة.

ولفت إلى أن في البر الفسيح يتأمل المتأمل كمال قدرة الله، وعظيمَ إتقانه، وبديعَ صنعه، وحُسْنَ خَلْقه، فيزداد القلب إيمانًا، وتمتلئ النفس بهجة وسرورا، ومن أجل مزيد من الراحة والمتعة، وحسن الإفادة فهذه آداب وأحكام، مرتبطة بالغيث، والخروجِ له، يحسن معرفتها، والأخذ بها منها: اختيار المكان الآمن من الأخطار والأضرار، من الحيات، والحشرات المؤذية، ومجاري السيول.

وواصل: وعليه باختيار الرفقة التي تعين على الخير وتدل عليه، وتدخل في النفس البهجة والسرور فإذا نزل منزله في البرية فليستذكر دعاء المنزل: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل من مكانه وأنه ينبغي المحافظة على الأذكار والأوراد المأثورة فإنها الحصن الحصين بإذن الله.

وبين أن من تلك الأذكار: الدعاء عند نزول المطر: "اللهم صيبًا، نافعًا، مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله" فنزول المطر من مواطن الإجابة كما في الخبر: "اثنتان ما تردان، الدعاء عند النداء - أي عند الأذان - وتحت المطر"، وقال: يتعرض للمطر حين نزوله ويحسر ثوبه ويكشف شيئا من بدنه حتى يصيبه المطر، فيفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول كما قال: "إنه حديث عهد بربه".

إقرأ أيضًا..

ضبط 215 قطعة سلاح ناري في حملات أمنية بالمحافظات

شاب يقتل والديه ويحاول اغتصاب جدته البالغة من العمر 80 عاماَ

اقرأ أيضا