يترقب العالم بشغف شديد حدوث الاقتران العظيم بين العملاقين "المشترى وزحل"، الذى يبلغ ذروته فى 21 ديسمبر الجارى، يوم الانقلاب الشتوى، وحيث أنهما عمالقة الكواكب الغازية فى المجموعة الشمسية لذا سيضىء اقترانهما السماء الذى سيفوق ألمع النجوم فى تلك الليلة.
وقال الدكتور أشرف تادرس الأستاذ بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فى تصريح له اليوم ، إن إضاءة هذين العملاقين عندما اقترابهما إلى مسافة 0.1 درجة فقط (أى 6 دقائق قوسية) سوف يبهر الجميع وهو حدث فلكى نادر لم يسبق رؤيته منذ 800 عام تقريبا، ولن يتكرر هذا المشهد مجددا بهذه الصورة إلا فى عام 2080.
وأضاف أن الاقتران الأخير لهذين الكوكبين كان قبل 20 عاما، وبالتحديد فى عام 2000، ولكن لم تكن رؤيته ممكنة بالقدر الكاف حيث كانا قريبان جدا من شروق الشمس، أما (الاقتران العظيم) الذى قبله فكان فى عام 1226.
وشرح أستاذ الفلك معنى الاقتران، وهو اقتراب جرم سماوى من جرم سماوى آخر عندما يتم مشاهدتهما من الأرض وهو اقتراب زاوى ظاهرى غير حقيقى، أما المسافة الحقيقية بين الجرمين فهى كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين او المليارات من الكيلو مترات.
وأوضح أن الاقترانات شائعة جدا وتحدث طوال العام، فمثلا يظهر القمر بجانب عدد من الكواكب أو النجوم اللامعة او يقترن كوكبان أو أكثر بشكل متكرر، ومع ذلك فإن إقتران اثنين من الكواكب العملاقة الساطعة مثل المشترى وزحل أمر نادر جدا.
وأكد أن المتابعين لن يحتاجوا مناظير أو تلسكوبات لرؤية الاقتران العظيم، ولكن إذا تم مشاهدته من خلال التلسكوب فسنتمكن من مشاهدة أقمار المشترى الأربعة الكبيرة (أوروبا - آيو - كاليستو - جانيميد).
ونصح هواة الفلك والمهتمين بأن يبدأوا فى متابعة الاقتراب التدريجى للكوكبين الكبيرين هذه الأيام عندما ينظروا باتجاه الجنوب الغربى بعد غروب الشمس مباشرة وحتى السادسة والنصف مساء تقريبا بتوقيت القاهرة، مشيرا الى أن هذا المشهد سيكون لافتا للنظر بدأ من يوم 17 ديسمبر الحالى حيث يكون زحل على يسار المشترى وحتى اقترانهما التام فى 21 ديسمبر الحالى حيث يتبادلا أماكنهما فى السماء فيكون المشترى على يسار زحل، ثم متابعة ابتعادهما التدريجى عن بعضهما البعض والذى سيكون ملحوظا بدأ من يوم 25 ديسمبر الحالى وحتى نهاية العام إلى أن يبدو انفصالهما واضح للعيان.