تمر اليوم 1 ديسمبر 2020، الذكرى الـ 22 على وفاة الدكتورة عائشة عبد الرحمن، المفكرة والباحثة المصرية، التي اختارت لنفسها اسماً مستعاراً في بدايتها "بنت الشاطئ" وهو لقبها في ذات الوقت لتستطيع الكتابة في بلاط صاحبة الجلالة التي عشقتها دون أن تثير حفيظة والدها الذي عمل مدرسًا بالمعهد الدينى بدمياط، وهي أيضًا حفيدة لأجداد عملوا كشيوخ بالأزهر الشريف وقتها، وأبرزهم جدها لأمها.
ولدت الدكتورة عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في أوائل شهر نوفمبر عام 1913 م، وتلقت تعليمها الأول في كتاب القرية فحفظت القرأن الكريم، ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر؛ لكن والدها رفض ذلك لتقاليد الأسرة التي تمنع ذلك وقتها؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وبدأ يظهر نبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها الآتي درسن بالمدرسة.
حصلت عائشة عبد الرحمن على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة، لتتخرج مي كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م وكان ذلك بمساعدة أمها، وقد ألفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م.
تزوجت أستاذها بالجامعة أمين الخولي، صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وأوضحت عائشة عبد الرحمن في إحدى سيرها الذاتية أن اللقاء الأول الذى جمعهها بزوجها يصادف أن يكون يوم السادس من نوفمبر، وهو نفس يوم مولدها، معلقةً: "منذ ذلك اللقاء الأول، ارتَبطتُ به نفسيّا وعقليّا، وكأنى قَطعتُ العمر كله أبحث عنه فى متاهة الدنيا وخِضَم المجهول، ثم بمجرد أن لقيته لم أشغَل بالى بظروف وعوائق، قد تَحول دون قربى منه، فما كان يعنينى قط سوى أنى لَقيته، وما عدا ذلك، ليس بذى بال".
واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950م وناقشها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وتدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذًا للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، وساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام، فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة.
تركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، تراجم سيدات بيت النبوة، الشخصية الإسلامية: دراسة قرآنية، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.
حصلت الدكتورة عائشة عبد الرحمن على الكثير من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978 م، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م.
كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضًا أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.
اقرأ المزيد
الحكومة تكشف تفاصيل جديدة بشأن تغيير مواعيد أتوبيسات النقل العام