"مسد" ينظّم ندوة حوارية حول واقع المرأة السورية بين الإقصاء السياسي والتعنيف الأيديولوجي

نظّم التجمع السوري التابع لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، ندوة فكرية بعنوان "استعادة الصوت النسوي في مرحلة التحول السياسي"، وذلك برعاية ممثلة المجلس في القاهرة، الدكتورة ليلى موسى، وبمشاركة عدد من الباحثات والناشطات المهتمات بالشأن النسوي.

الندوة ناقشت جملة من التحديات التي تعيق تمكين المرأة السورية، مركّزة على عاملين رئيسيين اعتُبرا من أبرز أسباب التهميش المستمر، وهما: تصاعد نفوذ الإسلام السياسي في المجتمعات العربية، واستمرار سطوة الأنظمة الاستبدادية التي سعت عبر العقود إلى تهميش المرأة وتوظيف حضورها بشكل رمزي في مؤسسات الدولة.

وفي تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أوضحت الدكتورة موسى أن "تقييم واقع المرأة السورية في المرحلة الراهنة يستدعي العودة إلى جذور التاريخ، لا سيما منذ ما بعد استقلال سوريا عام 1946، حين بدأت ملامح المشاركة النسوية في الحياة العامة بالتشكل، لكنها بقيت محدودة وتعرضت للنكوص في محطات عديدة بسبب الأطر السياسية المغلقة والذهنية الذكورية المسيطرة على مفاصل الحكم والمجتمع".

سوريا

وأضافت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية: "المرأة السورية ظلت لسنوات تدور في فلك التوظيف الرمزي داخل مؤسسات الدولة، دون أن تتمكن من إحداث تغيير جوهري في السياسات العامة أو التأثير الحقيقي في مواقع صنع القرار. ومردّ ذلك لا يقتصر على العوائق القانونية أو الاجتماعية، بل يمتد إلى طبيعة النظام السياسي الذي لم يمنحها المساحة الكافية لتثبت ذاتها كمواطنة كاملة الحقوق".

كما تطرقت الندوة إلى المرحلة السياسية الحالية في سوريا، في ظل الحديث عن تشكيل حكومة جديدة، والسعي لصياغة دستور دائم للبلاد، حيث شددت المشارِكات على ضرورة أن تكون المرأة جزءًا أساسيًا من هذه العملية، بما يضمن عدم تكرار تجارب التهميش السابقة، وفتح المجال أمامها للمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل البلاد.

وفي ختام الندوة، أجمع الحضور على أن استبعاد المرأة من المشهد السياسي سيقود سوريا إلى إعادة إنتاج أخطائها الماضية، مؤكدين أن التحول الديمقراطي الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إرادة سياسية واضحة، ودستور ضامن لمشاركة النساء، ليس كمجرد واجهة، بل كصانعات قرار وشريكات حقيقيات في بناء الدولة.

سورياسورياسورياسورياسوريا