رغم إنخفاض حدة فيروس كورونا المستجد، وقلة أعداد الإصابات المسجلة يوميا، إلا أن هناك توقعات تشير بظهور موجة ثانية لفيروس كورونا خلال الفترة القادمة، ورغم محالاوت عدد من الدول بسرعة الوصول لعقار للقضاء على الفيروس، إلا أنه لم يُعلن بشكل رسمي حتى الأن، عن التوصل للقاح يعالج ويقضي على فيروس كورونا.
ومع استمرار حالة القلق من وجود الفيروس والتوقعات بعودته بشكل أكثر حدة خلال الفترة القادمة، لايزال هناك حالة من الذعر حول الفيروس وتخوفات الإصابة منه ، هذا الهاجس هو الذي دفع عروس سعودية للاشترط على عريسها، اجتياز فحص كورونا.
وفقا لما نشرته جريدة "عكاظ" السعودية، والتي تبنت مختلف الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا الشرط المستجد، والذي ويعتبره البعض أمراً طبيعياً ومطلوباً لضمان سلامة الأسرة وأطفالها، خصوصاً أن الأنظمة فرضت فحوصاً مماثلة ولم تتحفظ عليها، بل سهلت مهمات الفحص في المراكز والمستشفيات. وفي المقابل رأى آخرون هذا الشرط تعسفياً من الممكن أن يؤثر سلباً على مستقبل عش الزوجية، ويظل الطرف الذي فرض عليه الشرط متحفزاً ومتأزماً، وانتقد رأي مثل هذه الشروط تفنناً في الطلبات بغرض الظهور والشهرة، خصوصاً أنه ليس من ضمان ألا يصاب أحدهما بالعدوى من معازيم ليلة الفرح بعد اجتياز الاختبار.
العروس «وداد».. لماذا اشترطت «شهادة اجتياز كوفيد» على العريس ؟
العروس «وداد سعد» أصرت قبيل تحديد موعد «الملكة» إجراء العريس فحص فايروس كورونا المستجد، وبررت موقفها لـ«عكاظ»، بالقول: «طلبت من أهلي إبلاغه بذلك بسبب المخاوف والقلق الذي ساورني من هذا المرض الفتاك، (الملكة) كانت بعد يومين ومدة احتضان الفايروس 14 يوما، خشيت أن يكون مصابا وينقل لي المرض». وتضيف وداد أن الوباء الذي اجتاح العالم غريب ولا يرحم، وقضى على عشرات الآلاف حول العالم، ومنهم قريبة لها رحلت بعد إصابتها بالفايروس دخلت المستشفى ولفظت أنفاسها بعد 24 ساعة بعدما التقطت العدوى من امرأة قريبة سجلت لها زيارة عائلية. كل هذه المبررات دعتها إلى طلب إجراء الفحص من العريس ومن حقها أن تطمئن على سلامتها وحياتها، خصوصا أنه دائم الخروج والاختلاط مع الآخرين، على خلاف حالتها، إذ تلتزم بالبقاء في المنزل وبالاشتراطات الصحية كافة. وتبدي العروس وداد ارتياحها بعدما تردد اكتشاف لقاح يقضي على الوباء وارتفاع نسبة حالات التعافي بالسعودية.
دعاء زهران: الهسترة والتفنن أصابا البعض
انتقدت الأخصائية النفسية دعاء زهران، لجوء البعض إلى بعض المطلوبات والتفنن فيها بغرض الظهور والشهرة والتميز عن الآخرين، منهم من يسعد لهم الحظ، وفيهم من تصبح المطلوبات نكسة في حياتهم القادمة. ورغم ذلك فإن ما أحدثته الجائحة من متغيرات كبيرة وخطيرة فقد غيّرت معايير الحياة ومفاهيمها، فأصبح كل فرد يحاكي نفسه، وأضحى كل فرد يصارع داخله هل سينجو من الوباء أم لا، وعلى من سيأتي السهم فيحدق النظر على كل من حوله فمن يصل إلى مرحلة (الهسترة) والخوف الشديد قد يجرح أقرب الناس إليه وقد يخسرهم، فالحذر واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة يجعلنا في بر الأمان، والتهاون واللامبالاة يجعلان الشخص أكثر عُرضة للإصابة ولن نجبر من حولنا أن يكونوا مثلنا.. فالخوف والرضا درجات متفاوتة.
وأضافت زهران أنه في فترة الحظر، حجر كثيرون وانقطعوا عن أقرب الناس، وتوقفت حياتهم، ويجب احترام حرصهم، واستتبع ذلك متغيرات في المناسبات الاجتماعية كإقامة الحفلات عن طريق التطبيقات الإلكترونية كبرنامج (زوم) و(اسكايب) رغبة من أصحاب المناسبة في عدم تغيير الموعد المحدد سلفاً.
وحول اشتراط البعض فحص كورونا كشرط لإتمام الزواج، توضح الأخصائية زهران أن الأمر من جانبه النفسي والاجتماعي غير صحيح وغير مقبول، فمن حقك احترام تخوف الآخر وليس هناك إجبار على إقامة المناسبة في وقتها مع وجود المخاوف، وتقديراً لمشاعر الطرف الآخر أنصح من صاحب الشرط أو صاحبته تأجيل وإرجاء العرس ليكون الطرفان في أمان، ومن الممكن أن يكون العريس متمسكاً بالعروس ويتجاوز عن الطلب، والسؤال هنا: إن اكتمل القران وأثناء الحفل تعرض الطرف المتخوف من فايروس كورونا للعدوى هل من حق الآخر نقض العقد؟
وقدمت الأخصائية دعاء زهران مجموعة من النصائح للعروسين «هناك شعرة رقيقة بين الصراحة والوقاحة، قد تسيء إلى الآخر أو لمن حولك دون أن تشعر، ضع نفسك مكان الشخص المقابل فإن تقبلته تقبل ردة فعله، بعد تعرض الشخص لكسرة النفس أو الإهانة من الصعب أن يعود فالتعامل مع البشر على قدر ما هو جميل وراق كذلك صعب ومرير، فالمحافظة على خصوصية الفرد واحترامه يجهلها الكثيرون.. للأسف».
باهبري: الأفضل.. الامتناع عن الزواج
على خلاف آخرين، يرى مدير الجمعية العمومية للأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري، عدم وجود مبرر للعروس لطلب اجتياز العريس فحص كورونا، ولو طلبته قبل الزواج فما الضامن ألا يصاب زوجها بالمرض بعد الزواج وبعد دخولهما عش الزوجية؟
يقول باهبري لا أرى مسوغاً لكل هذا القلق والرعب والفوبيا من الفايروس لدرجة أنه بات مهدداً لاستقرار الأسر وشرطاً من شروط الزواج، ليصبح نقطة خلاف بين الطرفين طوال حياتهما، فالزوج بطبيعة الحال لن ينسى الشرط الغريب، الأفضل للطرفين ألا يتزوجا إن كانا يخشيان المرض والعدوى.
شادن: تداعيات المفاجأة أخطر من كورونا
تؤيد الدكتورة شادن وفا، ماجستير في الصحة العامة، فكرة فحص كورونا للعرسان وتقول لا ضرر في ذلك ثم تسأل ما الضرر في أن يتأكد المأذون من صلاحية شهادة اجتياز فحص كورونا المستجد (كوفيد-19) قبل عقد القران ضماناً لصحة الطرفين، خصوصاً أن ذلك ليس مكلفاً مادياً أو خطراً على الصحة، وعلى النقيض من ذلك مفيد ومشروع للطرفين وضمان لسلامتهما بعد الزواج، وقس على ذلك حال اكتشاف العروسين إصابة أحدهما بالفايروس بعد الزواج وما يستتبع ذلك من مشاكل وأزمات تفوق حدة فايروس كورونا.
الجرباء: احجروهما بعد الخطبة
تستغرب الدكتورة نور الجرباء شرط الفحص، لأن كورونا ليس مرضاً جينياً يمكن أن يؤثر على مستقبل العرسان وأطفالهم مثل كثير من الأمراض الوراثية، كما أن كورونا المستجد لا يتطلب العلاج لسنوات وصعب التشافي كالإيدز مثلاً، كما أنه ليس من الأمراض المزمنة التي تتسبب في تلف أحد أعضاء الجسم على مدى البعيد مثل فايروس سي الكبدي ويحتاج متابعة مدى الحياة، هو فايروس معد ويمكن للعروسين أن يعزلا نفسيهما 14 يوماً خلال مرحلتي الخطبة والملكة.
وتتساءل الدكتورة نور هل من حق أحد الطرفين فرض ذلك، وتجيب أن الأمر يعود لرغبتهما وتراضيهما على ذلك، لأنه ببساطة قد يكون الطرفان سليمين من الوباء ويصابان بالعدوى من المعازيم في الفرح أو عند السفر في أيام شهر العسل!
الكلباني: شرط نظامي.. لا مانع
أكد الشيخ عادل الكلباني حق الطرفين في اشتراط فحص كورونا قبل عقد الزواج، وهو شرط نظامي ولا مانع من إضافة ما يستجد من أمراض في شروط الزواج عافانا الله وإياكم.
من جانبه، يشير مأذون الأنكحة سحيم العتيبي، إلى أنه من حق الطرفين أن تبدأ حياتهما بشكل مُرض بلا عوارض أو أزمات في ما يتعلق
بصحتهما وسلامة أولادهما، وقد حث الشارع على ذلك والجهات المختصة أقرت هذا الفحص قبل الزواج بهدف ضمان بناء أسرة صحيحة سليمة من كل مرض قد يؤدي الى معاناة الأسرة مستقبلاً، ومن باب المصلحة لا مانع من اجتياز العرسان لفحص كورونا، «مرت علي حالات لعرسان طلبوا التأكيد بضمان صحة البدن من فايروس كورونا».
الحارثي: درس مستفاد من الجائحة
المستشار الأُسَري غازي الحارثي، يعترف بأن تداعيات كورونا خلقت أثاراً اجتماعية وأسرية وصاحب ذلك توسع ثقافة الصحة العامة ومقتضيات الوقاية. وفي طلب العروس فحص الجائحة أمر إيجابي يؤكد ارتفاع الوعي في المجتمع وتجاوبه مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة خلال فترة الحظر، والسؤال المطروح: هل أصبح لدينا بالفعل وعي وثقافة عن الاحترازات الصحية والتدابير الوقائية بعد الجائحة؟
يجيب الحارثي: نعم.. الحياة الأسرية تتطلب تفاعلاً أكبر وحرصاً على البيت الصحي؛ منعاً لانهياره وتفادي المشاكل المترتبة على ذلك، وكان للبرامج التوعوية والتثقيفية والمبادرات المتخصصة أثر كبير في ارتفاع نسبة الوعي المجتمعي، وخير دليل على ذلك إجراء الفحص الزواجي وما نتج عنه من التقليل من الأمراض الوراثية على الأبناء.
اقرا ايضا..
الحكومة تكشف تفاصيل جديدة عن المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة
في أخر أيام التقديم.. التعليم العالي تكشف أعداد المتقدمين بتنسيق المرحلة الأولى