"هل من حق الزوج أن يمنع زوجته من الدراسة داخل البيت؟"، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو البث المباشر على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك".
وقال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بالإفتاء، إن الزواج ليس عقد تملك وعبودية ورق، وإنما هو عقد استمتاع بين طرفين كل منهما له شخصيته، والزوجة تطيع زوجها، ولكن ليس المقصود طاعة عمياء، فإذا طلب منها مالًا على سبيل المثال، وهي صاحبة ذمة مالية مستقلة، فإن أعطته فهو من مكارم الأخلاق.
وتابع أمين الفتوى بالإفتاء: وإن أبت فهذا حق لها، ولا يدخل في وجوب الطاعة، وإذا كانت دراستها لا تتعارض مع حقوق زوجها وواجباتها في بيتها؛ فلا مانع أن تستكملها، ويمنعها إذا اضطرب الحال وتركت واجباتها متخلية عنها، منوهًا: "الأمر قائم على التفاهم وليس الإجبار".
في سياق متصل، "تركت مالًا مع ابنتي أمانة وأوصيتها ألا تخبر أي أحد بوجوده معها، وعندما علم زوجها غضب؛ فهل هي آثمة؟"، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو البث المباشر، اليوم الاثنين، على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك».
وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، لا تأثم، فهي تكتم السر لتكون أمينة، ولكن المشكلة هنا إذا علم الزوج بوجود مال مع زوجته؛ فقد يدخل الشك والريب في قلبه بأن هذا المال له والزوجة تدخره من وراه فيحزن ويغضب؛ لعدم علمه.
وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية أن الحل هنا لمن وقع في مثل هذا الأمر أن يستأذن المؤتمن كالأم هنا بأخبار الزوج؛ لعدم حدوث مشلكة، فلا ضرر ولا ضرار كما قال -صلى الله عليه وسلم-، وعلى الزوج الثقة أكثر من هذا، وليس له حق أن يغضب، لأن الأصل في الزوجة أمانتها.
كما ورد سؤال إلى الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، عن حكم دعاء الزوجة على زوجها بسبب معاملته السيئة لها.
وأجاب "عاشور"، فى فتوى مسجلة له متعجبًا: "من المؤسف أن الزوجات يصلن إلى أن يدعوا على أزواجهن بسبب الظلم، حيث كانت الزوجة تدعو لزوجها "ربنا يفتحها فى وشك ربنا يرزقك برزقنا"، حاليا أصبح الأمر مُتغيرا، وهذا بسبب ظلم الرجال للنساء".
وأضاف متسائلًا: "كيف للزوج أن يظلم زوجته ويهينها وهى من المفترض أنها أقرب واحدة له؟ فبظلمك لها بدلًا من أن تدعو لك بالرزق وتيسير الأمور أصبحت تدعو عليك".
وكانت نصيحة مستشار المفتي لهم باستبدال هذه العادة بما هو أفضل لكسب الحسنات والتقرب من الله، قائلًا: "فعندما تدعو عليه يزداد نكبة وسوءا وهذا سيعود عليكِ، فالأصل عندنا أن السيئ لا يزال بالسيئ وإنما يزال السيئ بالحسن، فإذا كان يعاملكِ بالسوء فعامليه بأحسن منه، فادعى له بالهداية والرشد وأن يحنن الله قلبه عليكِ فهذا أحسن لكي ولأولادكِ فمن باب الإحسان أن تعامل من أساء اليك بالحسنى، أما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتعامل مع من أذاه بالحسنى فله أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل»، وأن يفوض أمره إلى الله".
وتابع: "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من دعا على ظالمه فقد انتصر))، فإما أن تدعى له أو أن تقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرى إلى الله، ولو دعت له فهذا يكون أعلى مراتب الإحسان".