كشف بعض الخبراء، أن بعض السلالات من الحيوانات ستعيش وتزدهر إذا وقع حادث مدمر ومروع مثل الذي حدث مع الديناصورات وأدى لانقراضها.
مرت الأرض بعدة سيناريوهات لنهاية العالم طوال تاريخها البالغ 4.6 مليار عام، وأبرزها حدث الكويكب الذي تسبب بانقراض الديناصورات.
الحدث الكارثي:
ومع ذلك، نجت بعض أشكال الحياة خلال الحدث الكارثي، وستعيش مجموعة كبيرة من الأنواع خلال الحدث المروع فيما لو وقع في وقتنا الحالي.
وحدد نيك لونغريتش، المحاضر الأول في علم الأحياء التطوري وعلم الحفريات في جامعة "باث" البريطانية، الناجين في حدث قتل الديناصورات، وقال إن سلالات الحيوانات نفسها ستعيش على الأرجح مرة أخرى.
حيوانات سخرج رابحة:
وهناك العديد من السمات في الحيوانات، التي ستخرج رابحة، في حال حدوث ضربة كبرى أخرى للكويكب، وقال لونغريتش إنها التمثيل الغذائي السريع والتنقل والتعاون والإدراك، وهذا هو السبب في ازدهار مملكة الثدييات على المدى الطويل بعد ضرب الكويكب، حيث تمتلك الثدييات هذه الصفات.
وبعد حدث الانقراض قبل 66 مليون سنة، قُضي على 90% من أنواع الثدييات مع انهيار الأرض في الظلام لعشرات الآلاف من السنين، فطُرد الرماد في الغلاف الجوي، أدى إلى كوكب أكثر برودة وأقل غذاء.
وفي صدد ذلك، انقرضت الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة، واختلف العلماء في تحديد سبب انقراضها، وهناك أنواع كثيرة منهم وتتضمن ديبلودوكس، تيرانوصور، الوسورات وغيرهم، ولكن مؤخرا اكتشف الباحثين أصغر ديناصور في العالم مغطى بعنبر يعود إلى 99 مليون عام مضت.
جاء الاكتشاف بعدما وجد جمجمة يبلغ طولها حوالى نصف بوصة، تعود إلى طائر من نوع يسمى "أوكيولودينتافيز كونغرأى"Oculudentavis khaungraae في شمال ميانمار.
واستخدم الباحثون العينة بغية إنشاء صورة بواسطة الكمبيوتر للديناصور الصغير الذي ربما بلغ طوله حوالي 2 بوصة، ووزنه نحو أونصة.
اللافت أن المادة الصمغية احتفظت بكثير من تفاصيل الكائن، من بينها مئة سن حادة و عينان تشبهان عيني السحالي.
وفي سياق متصل، قالت عالمة الأحفوريات شنغماي أوكونور من "معهد "الإحاثة" (علم تاريخ الأجناس الحية) وعلم الإنسان القديم" في بكين، "أذهلتني جمجمة الطائر تماماً، ربما تكون الجمجمة الأجمل المحفوظة من بين طيور الحقبة الجيولوجية الوسطى (ميسوزويك) التي رأيتها على الإطلاق، وهي غريبة جداً".
كذلك ذكرت البروفيسورة أوكونور إن الـ"أوكيولودينتافيز"، الذي يعني "طائر الأسنان والعين"، يبدو أصغر مما يصنف على أنه أصغر طائر موجود اليوم، ألا وهو "طائر النحل الطائر" لدى العصفور أيضاً حوالى 100 سن مخروطيّة ذات ارتفاعات حادة على الحواف، ما يشير إلى أنه اصطاد الحشرات ربما كذلك، فإن محجر عينيه كبير يشبه عين السحلية، ويتميز بفتحة ضيقة لا تسمح إلا بدخول كمية صغيرة من الضوء، ما يعني أن الطائر كان نشطاً خلال النهار".
يلقي الاكتشاف، الذي نشر في مجلة "نيتشر"، ضوءاً جديداً على عملية تطور الطيور، التي انشقت عن الديناصورات الصغيرة ذات الريش قبل قرابة 150 مليون سنة مضت.
يبدو "الطائر المُكتشف أصغر بقليل من "طائر النحل"، الذي يمثل الطائر الأصغر على قيد الحياة اليوم، تملأ فكيه مئة سن كذلك كان يملك عينين غريبتين تحدقان إلى الخارج من الجانبين الأكثر من ذلك، أنّه لا يوجد بين الكائنات الحيّة ما يشبهه اليوم إنه لأمر مدهش أن نرصد ذلك "النمط الحياتي" الجديد الذي لم نكن نعلم بوجوده سابقاً"، وفقاً للبروفيسورة أوكونور.
وتطرق إلى الاكتشاف أيضاً لارس شميتز، البروفيسور المساعد في علم الأحياء في "دبليو. أم. كيك ساينس ديبارتمنت" المؤسسة التعليمية والبحثية في الولايات المتحدة الأميركية، وقال، "نادراً ما نجد الفقاريات المحفوظة في العنبر، وتوفّر لنا جمجمة الطائر نافذة على عالم الديناصورات التي تندرج في النهاية الأدنى لنطاق حجم جسم تلك الكائنات. وتشير سماته التشريحيّة الفريدة إلى واحد من أصغر الطيور وأقدمها على الإطلاق".
في تطوِّر متصل، ذكر البروفيسور روجر بنسون، وهو بروفيسور بريطانيّ في علم الإحاثة البيولوجية لم يشارك في الدراسة، أنّ بقايا الطائر تشير إلى أنّ بعض أقدم الطيور تطوّرت لتصبح نسخة مصغّرة من نوعها".
وذكر البروفيسور بنسون من جامعة أكسفورد، إن "دراسة الفقاريات الصغيرة المحفوظة في العنبر وأنظمتها البيئيّة وعلاقاتها التطوريّة مع بعضها بعضاً ما زالت في مرحلة أولى. لكن طائر "أكيولودينتافيز" المُكتشف يشير إلى أنّ إمكانية استكمال الاكتشاف كبيرة، خصوصاً بالنسبة إلى الحيوانات المتناهية في الصغر".
إقرأ أيضًا..
بعد 65 مليون سنة على انقراضها.. شاهد أصغر ديناصور طائر
مفترسة وبتطير.. علماء يعثرون على ديناصورات صينية شبيهة بالخفافيش