تعد الكعبة المشرفة من أكثر الأماكن المقدسة في العالم، التي نالت الكثير من التقدير والمحبة ومن أجلها تنافس العديد من الحكام والملوك والأمراء للحصول على كسوتها منذ قديم الأزل حتى أصبحت كسوة الكعبة جزء من تاريخ المكان نفسه.
يقال إن سيدنا إسماعيل عليه السلام هو من أول من عمد إلى أن يكسو الكعبة، إلا أن هناك بعض الروايات المتضاربة حول صاحب أول توجه لكساء الكعبة إذ تشير بعض النصوص إلى أن ملك اليمن تبع الحميري هو أول من فعلها في عصر الجاهلية.
كان المشركون هم من كانوا يكسون الكعبة حتى جاء فتح مكة، ثم كساها رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ثم كساها من بعده الخلفاء الراشدين كـ"أبو بكر الصديق" و"عمر ابن الخطاب"، ومن ثم جاء سيدنا عثمان بن عفان ليكون أول من يكسو الكعبة بكسوتين القباطى والبرود اليمانية، أما سيدنا على بن أبى طالب لما لاقاه من فتن لم تسمح له الظروف بأن يضع بنفسه الكسوة.
أما فى عهد الدولة الأموية، كان من المعتاد أن يتم إرسال كسوة الكعبة من مصر إلى المملكة العربية السعودية، واستمر الأمر على اعتباره شرفا، إذ بدأ العباسيين من بعد الأمويين في إرسال كسوة الكعبة ومن ثم عمد الملك الصالح إسماعيل ابن قلاوون إلى تخصيص وقف لكسوة الكعبة مرة كل سنة واستمر الأمر كذلك حتى الدولة العثمانية حيث اهتم السلطان سليم بتصنيع كسوة الكعبة.
وتبدلت الأحوال ولم تستمر مصر في إرسال كسوة الكعبة ليتكفل الملك عبد العزيز بعمل كسوة من الجوخ الأسود، ومع انتهاء موسم الحج أصدر الملك قرارا ملكي بإنشاء دار خاص لصناعة الكسوة حتى عادت مصر إلى صناعة كسوة الكعبة مرة آخرى واستمر الأمر حتى عام 1381 هـ، ليعود الأمر مرة أخرى إلى المملكة في صناعة كسوة الكعبة حتى يومنا هذا.