ضمن دراسة قام بها مجموعة من العلماء في المجر لإنقاذ سمك الحفش من الانقراض، جاءت النتائج بشيء مختلف تماما عما كانوا يسعون إليه، لكن الصدف تقود أحيانا إلى أشياء أكثر غرابة من المتوقع.
فبينما كان العلماء يسعون إلى إنقاذ سمك الحفش، الذي يستخرج منه الكافيار، من خلال تشجيعه على التكاثر اللاجنسي، فوجئوا بتزاوج نوعين من السمك، يطلق على الأول الحفش الروسي، والثاني المجداف الأميركي، لتنتج سمكة جديدة "هجينة".
كيف حدث ذلك؟
وضع الباحثون سمك المجداف الأميركي، وهو معرض للانقراض أيضا، في الحوض نفسه مع سمك الحفش، من أجل توفير حيوانات منوية لمساعدة سمك الحفش على التكاثر تلقائيا، لكن الأمور لم تحدث كما أراد العلماء.
فبدلا من نقل الحيوانات المنوية من المجداف إلى الحفش، حصل التهجين بين النوعين عبر الحمض النووي، خصوصا أن سمك الحفش لا يختلف من الناحية الوراثية عن سمك المجداف، إذ ينتميان إلى المجموعة نفسها.
وما زاد من غرابة الباحثين، أن محاولات تهجين سابقة بين سمك المجداف الأميركي وسمك الحفش الروسي لم يكتب لها النجاح، وفق ما كتبوا في نتائج دراستهم، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جيني كالدي، الباحث في استزراع الأحياء المائية بمعهد البحوث السمكية في مركز أبحاث الثروة السمكية في المجر إن "التهجين حصل بين السمكتين على الأرجح، لأن نمو سمك الحفش بطيء للغاية".
وأضاف أنه "رغم أن سمكة المجداف الأميركي والحفش الروسي تنتميان إلى عائلتين مختلفتين، فإنهما ليستا بعيدتين من الناحية الجينية، وهذا ما ساعدهما على إنتاج نسل جديد مختلف".
وفي إطار ذلك، تسببت صور لإحدى الأسماك في إحداث جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بسبب مظهرها المخيف والغريب، إذ أنها بفم وأسنان تشبه التي يملكها الآدميون.
انتشرت صور هذه السمكة لأول مرة على الإنترنت بتاريخ 2 يوليو، ولكن أصبحت متداولة بكثرة يوم الأربعاء، وكانت أول صحيفة تتطرق إليها هي صحيفة "ميرور" البريطانية، التي نشرت قصة على صحفاتها بعنوان "سمكة غريبة تم التقاط صورتها وهي بأسنان تشبه الإنسان وتم اصطيادها بواسطة صياد في ماليزيا".
لكن يلفت موقع "سي نت" إلى أن الصحيفة البريطانية لم تتصل بأي من خبراء الأسماك بشأن هذه الصور، بل إنها تزعم "أنها بالفعل نوع حقيقي من الأسماك ذات الأسنان المميزة" المعروفة باسم "الزناد" (تريغر فيش).
وأسماك "تريغر" هي في الواقع سمكة حقيقية ذات شفاه ممتلئة، ولكن ليست شبيهة بفم الإنسان، كما يوضح هيكلها العظمي.
وتتسم السمكة بأسنان حادة تسبب مشاكل حقيقية للغواصين الذين يقتربون من عشها.
ومن أجل حسم الجدل بشأن هذه الصور، فقد أكد ديفيد بوث، عالم البيئة البحرية في جامعة التكنولوجيا في سيدني لموقع "سي نت": إن "سمكة الزناد المحيطية على الحاجز المرجاني العظيم تهاجم الغواصين الذين يقتربون من عشها، وأسنانها قوية جدا ويمكنها قطع إصبع!"
وتابع بوث: "أسنان السمكة كبيرة ولكنها ليست تشبه الإنسان، لذا نعم تبدو الصور مزيفة!".
ويخلص موقع "سي نت" إلى أن صورة السمكة ذات الشفاه والأسنان الآدمية التي زلزلت الإنترنت مزيفة ومصممة بواسطة برنامج تعديل الصور الشهير "فوتوشوب".
وفي سياق أخر، وحسب صحيفة "مترو" البريطانية، بدأت القصة عندما نشر مغرد في موقع "تويتر" قبل أيام، صورة تظهر "السمكة ذات الفم البشري"، وسرعان ما انتشرت الصورة بشكل فيروسي في شبكات التواصل.
وتظهر الصورة سمكة لها أسنان وشفاه ولثة، مطابقة تقريبا لنظيرتها البشرية، مما يجعلها تمتلك ما يشبه وجه إنسان.
وذكرت وسائل إعلام محلية في ماليزيا أن السمكة الجديدة من نوع "زناد"، وهي فصيل يضم أكثر من 40 صنفا معروفا من الأسماك.
ويعرف عن هذا النوع من السمك عدوانيته، لكن الصياديين يبحثون عنه لأنه مطلوب لأحواض أسماك الزينة، بسبب ألوانه الزاهية.
وقال ممثل للصندوق العالمي للحياة البرية، إن أسماك الزناد تنتشر في المنطقة الواقعة بين سيشل والحاجز المرجاني العظيم، بما يشمل ماليزيا.
وتشير تقديرات العلماء إلى وجود مليوني نوع من الأسماك التي لم يجر اكتشافها حتى الآن في المحيطات والبحار، التي تشكل نحو 71 بالمئة من مساحة الأرض.
وفي 2016، نال صياد روسي شهرة واسعة على مواقع التواصل بعد أن عرض حصيلة صيده التي شملت مخلوقات غريبة، لم يعرفها البشر من قبل.
ومن بين هذه الحيوانات الغريبة، أسماك بـ8 أرجل، وأخرى تتمتع بأسنان كالخناجر ولها عيون صفراء وحمراء.
إقرأ أيضًا..
من "السمكة ذات الشفاة" لـ "الموظ".. أغرب الحيوانات التي ظهرت في 2020
لن تصدق ما تراه.. سمكة شفافة تمامًا في قاع البحر (صور)