تشتهر قرية الدواخلية، التابعة لمركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، بصناعة السجاد اليدوي الحرير والصوف والكليم، ونالت شهرة واسعة فى مختلف أنحاء الجمهورية لفخامة المنتجات التي تنتجها وجودتها العالية.
لا يخلو منزل بقرية "الدواخلية"، من "النول" لنسج السجاد، حتى أصبح جزء أساسى لا يتجزأ من أثاث المنزل، إلا أنها تعانى مشكلات عديدة قد تؤدى إلى انهيار الصناعة التى توارثتها أجيال من أبناء القرية.
وبدأت صناعة السجاد في القرية، في ستينات القرن الماضى، بطاقة انتجاجية تقدر بـ ٥٠ متر سجاد، وتمتلك مصنعين، وأكثر من ١٥٠ نول موزعة على منازل القرية لتقوم ربة المنزل بصنع السجاد اليدوي فى أوقات فراغها، حيث يعمل في هذا المجال حوالي ٥٠٠ أسرة.
خضر البسطويسى صاحب مصنع سجاد يدوي بالقرية تحدث لـ " بلدنا اليوم " قائلاً: "صناعة السجاد اليدوي من الصناعات العتيقة توارثها أبناء القرية جيلاً بعد جيل، ووصلت شهرتها وسمعتها على مستوى الجمهورية بل فى العالم، لجودته العالية وأسعاره المنخفضة عن باقى البلاد الأخرى، إلا أنها تواجه مشكلات كادت أن تفتك بالصناعة والعاملين فيها، وتابع: "استمر الأهمال يحاصرها حتى لنحصرت شهرتها وذاع صيت السجاد الإيرانى والتركى والهندي، ونحتاج لنظرة من الدولة لتطويرها وفتح أسواق عالمية".
وأكد "البسطويسي" أن أهم المشكلات التي تواجه الصناعة، تتمثل في ارتفاع أسعار خام " الحرير - الصوف النيوزيلاندى " المستورد، خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي أدى أرتفاع أسعار السجاد، فضلاً عن حاجة المجال إلى المزيد من اهتمام الدولة بالمشاركة في المعارض الدولية للمساهمة في التسويق وفتح أسواق عالمية مختلفة عن طريق جهاز المشروعات الصغيرة، ما أدى إلى شهرة السجاد الإيرانى والتركي والهندي الأقل جودة، بالإضافة إلى تأثير المشاكل الاقتصادية والأحداث العالمية على السياحة مثل الحروب وأخرها أزمة فيروس كرونا التى تعتمد عليها الصناعة بشكل كبير لأن السوق المصرى لا يستطيع استيعاب الإنتاج خاصة أنه يحتاج إلى عميل ذو مستوى مادى مرتفع.
فى ذات السياق أوضح عبد الباسط التابعي صاحب مصنع سجاد، أن إلغاء الدعم على المنتجات البترولية أدى إلى ارتفاع تكلفة السجادة اليدوي، فضلاً عن زيادة أجور العمالة، ما أدى إلى زيادة سعر السجادة، ولكنها بالمقارنة مع السجاد الهندى تعتبر أقل سعر وأفضل خامة، حيث تبدأ القطعة من ١٨٥٠ جنيه حتى ١١ ألف جنيه، لافتاً أن من القرارات الإيجابية التى اتخذتها الدولة فى السنوات السابقة هو منع استيراد السجاد اليدوي لإنعاش المهنة، ولكن هناك "عقدة الخواجة" لدى بعض الزبائن ولا يعترفون بجودة الصناعة المصرية ويتفاخرون بشرائهم المستورد .
وتختتم حديثه بالإشادة بزيارة الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية لقرية الدواخلية، لافتا إلى أنه انبهر بما شاهده من المنتجات العالية الجودة وعدد الأنوال في المنازل، ووعد أهالى القرية بتخصيص ٨٠٠ متر بجوار المساكن لإقامة منطقة صناعية شاملة "مصانع ومعارض" لتشغيل أكبر عدد من الشباب والمشاركة فى معارض " القرى الأكثر إنتاجا".
وعن مراحل تصنيع السجادة أشار لطفى عبد النعيم أحد عمال المجال، إلى أن صناعة السجاد اليدوى تكون على أربع مراحل أولها اختيار تصميم السجادة من خلال بعض الرسومات الموجودة في المصنع ثم تثبيت الخيوط في النول ليتم نسج السجادة بتفريغ هذا الرسم على ورق الرسم البيانى وهو ورق أبيض شفاف إلى حد ما ليسير عليها العمال بالنول أثناء التصنيع ثم تأتى مرحلة صباغة الخيوط البيضاء للحصول على الرسمة المطلوبة يليها المرحلة النهائية وهى غسل السجادة وتغليفها استعدادا لبيعها.
بينما أكد عبد المنصف ذكي عامل أخر، أن مدة صناعة السجادة اليدوى تستغرق معه حوالى شهر أو شهرين على حسب حجم السجادة وخامتها وعدد العاملين على صناعتها لافتا أن المنوال يحتاج إلى ٤ عمال لإعداد السجادة مضيفا: "أبرز مشاكل العمال عدم التأمين عليهم فى بعض المصانع وبعض أصحابها يستغلون حاجة العمال في ذلك فضلا عن العمل باليومية والاعتماد على حجم اللإنتاج".
كان الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، زار قرية الدواخلية للوقوف على قدرة القرية الإنتاجية ودارسة إمكانية تحويلها إلى قرية نموذجية منتجة.
وتفقد محافظ الغربية، أحد مصانع إنتاج السجاد اليدوي بأستخدام المنوال حيث تابع مراحل التصنيع حتى الوصول إلى المنتج النهائي، مؤكدًا إشراك منتجات القرية في المعرض الذى تنظمه المحافظة خلال شهر مارس بطنطا و المحلة الكبرى لعرض جميع منتجات القرى المنتجة، لزيادة الفرص التسويقية لهم.
موضوعات ذات صلة
لطيفة: تعلمت صناعة السجاد اليدوي وكنت أبيعه للجيراند
مبادرة "أدها وأدود" تواصل تدريب السيدات على السجاد اليدوي