يراهم الجميع في كل شارع وحارة يستقلون دراجة لتوصيل الطلبات إلى المنازل، لكونهم حلقة الوصل بين الزبائن والمطاعم، فهى مهنة حديثة لم تكن موجودة بالسابق، وأصبحت مصدر دخل عدداً لا بأس به من شباب يحمل شهادات جامعية ومتوسطة فضلوا العمل " دليفرى " بحثا عن الرزق الحلال .
ولكنهم يواجهون العديد من المخاطر ويتعرضون كل يوم للحوادث، وبعضهم يدفع حياته ثمناً لجلب لقمة العيش، فى ظل عدم وجود مظلة قانونية تحميهم أو نقابة ترعى حقوقهم .
ألتقت " بلدنا اليوم " مع عدد من عمال الدليفرى بمدينة المحلة الكبرى ،بمحافظة الغربية، لرصد أهم المشاكل التى يواجهونها ومدى تأثير جائحة كرونا على عملهم.
أحمد على شاب يبلغ من العمر ٣٥ عام وحاصل على بكاليورس تجارة ، رفض الأنتظار فى طابور البطالة وفضل العمل " دليفرى " فى أحد المطاعم وقال : مثل أى شاب تخرجت من الجامعة وسعيث للحصول على عمل مناسب لطبيعة شهادتى ولم أتمكن فقررت شراء دراجة نارية لأنها شرط العمل " دليفرى " فى أحد المطاعم لتوصيل الطلبات إلى المنازل ، مضيفا أن " الشغل مش عيب طالما حلال "، ولكن أواجه العديد من المشاكل أولها تعرض جميع عمال الدليفرى لحوادث الطرق والأصابات بسبب الطرق الغير ممهدة أو الزحام داخل المدينة، ما يجعل هناك تأخير فى موعد تسليم الطلبات .
أما وحيد عبد الرازق شاب فى العشرينات من العمر مقيم مدينة المحلة وحاصل على معهد خدمة أجتماعية تحدث عن مشكلة أخرى يعانى منها كعامل " دليفرى " وقال : أن أحد العوامل التى تتسبب فى ايذائنا النفسي معاملة الزبائن وأصحاب العمل بطريقة سيئة وفى بعض الاحيان يحدث مشادات كلامية وبعض زملائى تعرضوا للأعتداء بالضرب من الزبائن ،ورفضوا أستلام الطلبات بسبب تأخير وصولها نتيجة الزحام فى الشوراع، ونضطر لدفع قيمتها أو خصمها من راتبنا .
وعن أبرز مشكلة يوجهونها أكد ناصر عبد الرحمن ٢٦ سنة حاصل على دبلوم صنايع ، أهمها عدم وجود تأمينات أو معاش ورزقنا اليوم بيومه ونعتمد على " التيبس أو البقشيش "، لكون راتبنا الأساسي لا يتجاوز ألف جنيه، ومع ذلك نتعرض لحوادث كثيرة بسبب طبيعة عملنا، والسير فى الشوارع العامة و الجانبية، فضلا عن تعاملنا مع جميع الفئات، وعلى سبيل المثال أصيب زميل منذ أيام بجرح قطعى فى الرقبة وتم عمل ٣٥ غرزة فى المستشفى على نفقته الشخصية بسبب حبل طائرة ورقية كاد أن يخنقه ما دفعه الجلوس فى المنزل حتى أستكمال علاجه .
وعن تأثير جائحة كرونا على عملهم، أوضح على سالم ٣٩ سنة حاصل على بكاليوس تجارة ، أن عمال الدليفرى أكثر الفئات عرضه إلى الأصابة بفيروس كرونا لكوننا بسبب الأحتكاك المباشر مع الزبائن بمختلف طوائفهم، وهذا يجعلنى حريص فى اتباع اجراءات الوقاية والحماية عن طريق أرتداء الكمامات والقفازات، بالأضافة إلى أدوات التعقيم ، ويعتبر هذا الوقت الأكثر رواجا للهمنة، لاعتماد المطاعم بشكل أساسى على عامل " الدليفرى " فى توصيل الطلبات للمنازل .
ومن جانبه أكد " حسين السيد " رئيس جمعية النور للعمالة الغير منتظمة بالغربية ، أن عامل الدليفرى يندرج تحت طائلة العمالة الغير منتظمة مثل عمال المقاهى وغيرها من المهن الحرة التى تعانى من عدم أدراجهم تحت أى غطاء قانونى لحمايتهم من المخاطر التى يتعرضوا لها يوميا ، لافتا أن الجمعية تقدم خدمات لجميع هذه الطوائف المهمشة قدر المستطاع بالجهود الذاتية وبدعم من رجال الأعمال، ولكن لم تستطيع أن تقدم حلولا لمشكلاتهم أو الرعاية الطبية الكاملة نظرا لكثرة أعدادهم بالمحافظة مع ضعف الأمكانيات المتاحة .
وتابع ، أن عمال الدليفرى يطلق عليهم "شباب الموت " رفض أن يجلس على المقاهي والأنترنت والألعاب الإلكترونية ، لديه طاقة إيجابية تبحث عن أمل ونور ، منهم شباب تخرج من الجامعة وآخر مازال يدرس لتخفيف العبء عن أسرته ، ولا أحد ينظر لهم نظرة رحمة ، يتعرضوا لضغوط لارضاء صاحب العمل والزبون لتوصيل الطلبات سريعا، فى ظل الأجور الهزيلة مطالباً بالنظرة بعين الأعتبار لهم ،وادراجهم تحت مظلة التأمينات لحفظ حقوقهم .
بينما أعرب فتحى دسوقى وكيل وزارة القوى العاملة بالغربية، عن احترامه لجميع فئات العمالة الغير منتظمة من بينهم عمال " الدليفرى "، خاصة أنها تعد من أخطر المهن الموجودة فى مصر، لافتا أن جميع أجهزة الدولة ، ووزارة القوى العاملة تهتم بمشاكلهم وتعمل على تلبية احتياجاتهم، وتعتبر هذه الفئة ضمن المستفيدين من منحة الرئيس السيسى بعد جائحة كرونا، ويتم صرفها بصورة منتظمة لجميع العمال المسجلة أسمائهم بقواعد بيانات مديرية القوى العاملة بالغربية.
موضوعات ذات صلة
الفتى الطائر".. تعرف على موقف رجل "الدليفري" أثناء وقت الحظر
احترس.. الديليفري ينقل عدوى فيروس كورونا بهذه الطريقة