قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية على ألاعيب نتنياهو في القارة السمراء: "بالطبع يبحث نتنياهو عن أي عوامل تشغل الرأي العام عن قضايا فساده هو وعائلته والمقربين منه، ويأمل في أن ترفع الصور التي التقطها والأخبار التي تناولته مع قادة أوغندا والسودان، من شعبيته، بدرجة تتيح له في النهاية إن لم ينجح في الانتخابات الثالثة خلال عام في عقد صفقة يتقاعد من خلالها مقابل إغلاق ملفات الفساد ضده".
أما عن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوسع في أفريقيا، فقال أستاذ الدراسات العبرية في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":"نتنياهو يشغله في المقام الأول إلهاء الرأي العام عنده عن الجمود الاقتصادي في إسرائيل وتدني الخدمات بالمقارنة بدولة صغيرة المساحة تتلقي دعما أمريكا سخيا كل عام، وعلى هذا تتحرك بوصلته وفقًا لمصلحته الشخصية، مشددًا على أن العلاقات في أفريقيا ومع أردوغان في تركيا طيبه وتشهد تعاونا علنيا واسع النطاق".
وعند طرح سؤال لماذا يركز نتنياهو على الدول المجاورة إلى مصر والغرض من ذلك، فأجاب "أنور": "يعلم نتنياهو من خلال خبراته الطويلة ومن إطلاعه على التاريخ قوة مصر ومدى استقلاية قرارها وعدم خضوعها لأي ابتزاز أو ضغط أمريكي، ولذا يحاول تجاوز الرؤى المصرية التي تؤكد على ضرورة ربط التطبيع في العلاقات بالتقدم على المسار الفلسطيني، ومبادرات مصر لكسر جمود مسيرة السلام، وتأكيدها على الحقوق الفلسطينية المشروعة، وعملها على رأب الصدع الفلسطيني الفلسطيني، ولذلك أرى أن تحركاته مع دول الجوار تمثل نوعا من التطويق يمكنّه – حسب سعيه وتخطيطه- من التعامل مع مصر في ملفات تفاوضية معقدة بقدرة أكبر على المناورة أو الضغط، وهو ما تسعى مصر لرصده ومقابلته بتحركات ترتكز على القوة الناعمة والإيقاع السريع والثقافة المشتركة والعلاقات الأخوية الممتدة مع الدول الشقيقة والصديقة سواء أكانت عربية أو أفريقية خاصة من دول حوض النيل".
وأضاف في تصريحاته: "لنتنياهو أهداف عدة للتوسع مع دول أفريقيا، فبجانب الاستفادة الشخصية يسعى نتنياهو لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي خاصة في مجال الري والزراعة ، مع الوضع في الاعتبار أن اثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية يمكن أن تعدل سياستها التصويتية في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، ويمكن أن يكون هناك كذلك تعاون سياحي بفتح الأجواء للطائرات القادمة والمتجهة من وإلى إسرائيل تدريجيا، كما يهدف لتطمين الرأي العام الإسرائيلي لكي تقل نسب ومعدلات النزوح أي الهجرة العكسية وسط مظاهر غضب لشرائح عديدة بسبب السياسات العنصرية. هذا بجانب السعي لصرف الأنظار وتشتيت الجهود الفلسطينية الساعية لتجاوز فخ صفقة القرن وحشد الرأي العام العالمي ضدها".
وتابع "أنور": "الملاحظ أن المعارضة الإسرائيلية تهكمت على تلك اللقاءات في أفريقيا وقللت من جدواها في إنقاذ رقبة نتنياهو في الانتخابات القادمة وقاد تلك الهجمات إيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق ، وبوجي يعلون وزير الدفاع الأسبق، ومن الملاحظ أخيرا فضح تلك الجولات لانتهازية تل أبيب ونتنياهو حيث تفاخر بلقاء مع أنظمة طالما هاجمها لسنوات ووصمها بالديكتاتورية والقمع بل وقاد هجمات مسلحة ضدها سواء بقصف السودان عامي 2009 و2012 أو من خلال عملية عنتيبي عام 1972 التي سقط فيها شقيقه قتيلا ولقي خلالها فرد أمن أوغندي مصرعه".