قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن حالة الاستقطاب والانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي تتفاقم، مشيرًا إلى أن هذا الانقسام يشمل أيضًا قيادات صنع القرار السياسي والأمني والعسكري في إسرائيل.
انتهاء الجولة الأولى من تنفيذ خطوات صفقة التهدئة
وأوضح أن حدة هذا التباين تزداد مع انتهاء الجولة الأولى من تنفيذ خطوات صفقة التهدئة ووقف إطلاق النار، وبدء التفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق، متسائلًا عمّا إذا كانت هذه الجولة ستتم بكامل تفاصيلها أم ستتوقف بكل تبعاتها.
وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي ومؤسسات صنع القرار منقسمة إلى فريقين، ليس بالضرورة أن يكونا متعادلين، فلكل طرف قواعده وانحيازاته وأسبابه التي تبرر موقفه. وأشار إلى أن الفريق الأول يسعى إلى استمرار وقف إطلاق النار واستكمال خطوات اتفاق التهدئة، بما في ذلك إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين، مستندًا إلى نجاح المرحلة الأولى رغم التحديات والصعوبات الإجرائية ومحاولات العرقلة، سواء المقصودة أو العرضية.
وشدد على أن هذا الفريق يضم عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين لم يُطلق سراحهم بعد، حيث يتم تنفيذ الاتفاق تدريجيًا عبر مراحل.
الاحتجاجات شبه اليومية والتظاهرات
ولفت إلى أن هؤلاء يعبّرون عن مطالبهم من خلال الاحتجاجات شبه اليومية والتظاهرات، التي تلقى دعمًا من شرائح أخرى، مثل عائلات الجنود القتلى خلال الأشهر الماضية، الذين يرون أن الحرب لم تحقق مكاسب سياسية أو ردعية تجاه "العدو الفلسطيني"، بل لا يزال الأخير محتفظًا بالأسرى ويتمتع بقدرة تنظيمية ولوجستية متقدمة.
وأوضح فراعنة أن عائلات آلاف الجنود والضباط الذين ما زالوا في حالة احتياط وتجنيد إجباري لما يقارب العام والنصف دون أفق واضح، يتضامنون مع هذا الفريق.
كما شدد على أن استمرار الحرب سيؤدي إلى خسائر إضافية في صفوف الأسرى الإسرائيليين، الذين قُتل منهم أكثر من ثلاثين شخصًا بسبب القصف الإسرائيلي، مما يعزز قناعة هذا الفريق بأن الحل الوحيد هو الاتفاق وتبادل الأسرى.
وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية لا ترى أن لديها أهدافًا استراتيجية قابلة للتحقيق في قطاع غزة بعد موجات القصف والدمار الواسع.
وأضاف أن القادة العسكريين والأمنيين يعتبرون أن استمرار الاجتياح البري سيمنح المقاومة الفلسطينية فرصًا جديدة للكمائن والقنص، مستغلين الدمار والركام الذي يعيق تحركات القوات الإسرائيلية، بينما يمنح الفلسطينيين حرية أوسع في التحرك، لذا يفضلون تجنب الاجتياح البري، معتمدين فقط على عمليات القصف.
وختم فراعنة حديثه بالتأكيد على أن هذا التباين في المواقف بين طرفي الانقسام الإسرائيلي قد يؤدي إلى تأخير في اتخاذ القرارات، لكنه لن يُوقف المسار العام نحو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.