"صلى الفجر ومات هو وأولاده".. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حريق"شقة فيصل"

الخميس 06 فبراير 2020 | 06:44 مساءً
كتب : محمود صلاح

البرد قارص للغاية في الثلث الأخيرة من الليل، النوافذ مغلقة، والغطاء كثيف، إلا أن البرد ما زال شديدًا، حاول الأب تخفيف أثاره، بعد أن صلى الفجر،وقام بتشغيل "الدفاية" في محاولة للتغلب على برودة الجو، بمنطقة فيصل بالهرم، إلى أن حدثت الكارثة، ماس كهربائي أشغل النيران وحول المسجد إلى كومة من الرماد.

البداية كانت، عندما تلقت الحماية المدنية في محافظة الجيزة، في الساعات الأولى من اليوم، بلاغًا بنشوب حريق في شقة سكنية، وعلى الفور تم الدفع بسيارات الإطفاء، وتمكنوا من محاصرة النيران والسيطرة على الحريق، وأسفر عن مصرع 3 أطفال ووالدهم.

الحريق الذي قلب أحوال الشقة الهادئة استغرق 15 دقيقة، حسبما أكدت الزوجة المصابة أثناء مناقشتها بمعرفة المباحث، وقالت في محضر الشرطة، إنهم كانوا مستغرقين في النوم، وفوجئوا بتصاعد الدخان من صالة الشقة، حيث حاصر أبواب الغرف، ولم يتمكن زوجها وأولادها الثلاث من الخروج من الغرفة، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة حرقا.

وعقب السيطرة على الحريق، بدأت الأجهزة الأمنية في عمل التحريات الأولية، التي أظهرت أن ماسًا كهربائيًا وراء نشوب الحريق، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.

وانتقل فريق من النيابة العامة، لمعاينة الشقة محل الحريق بفيصل، والتي أكدت مصرع الأب وأولاده الثلاث، فيما تمكنت الزوجة ورضيعها، من الهرب من ألسنة اللهب، بعد إصابتهما بحروق في مختلف أنحاء جسديهما.

كما انتقل فريق من الأدلة الجنائية للمعاينة، تنفيذا لأمر النيابة العامة، وتبين من المعاينة، أن النيران أتت على محتويات الشقة بالكامل، وجاء ذلك بأشرف اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، أكدت أن ماس كهربائي من "المدفأة"، وراء اشتعال النيران في الشقة، التي تقع في الطابق السادس، على مساحة 165 مترا.

وأضافت الأم قائلة: "النار حاصرتنا أنا وبنتي الرضيعة في أوضة النوم، لحد ما الناس والمطافي جات وعرفت أخرج.. وبعد ما خرجت بشوية، عرفت أن جوزي وعيالي ماتوا".

في نفس الأثناء حصلت بلدنا اليوم على أسماء الضحايا هم: الأب "مجدي.ا" يعمل مبرمج كمبيوتر، "ملك" 13 عاما، و"معن" طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، و"مصطفى"، طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، كما أسفر الحادث عن إصابة الأم وتدعى "أسماء .م" البالغة من العمر 28 عاما، والطفل "ميعاد" صاحب الثلاث شهور وتوءم الضحية الثالثة.

وأكدت التحريات أن الأم ترقد بالمستشفى في حالة حرجة بصحبة طفل آخر رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر، إضافة إلى أن الحريق شب بسبب ماس كهربائي ناتج عن المدفأة.

وفي تصريحات صحفية لشقيق الزوجة المجني عليها، أكدت أن الأب قبل وفاته بساعات قليلة أدي صلاة الفجر مع الجيران في المسجد ثم صعد للشقة، وتوفي عقب ذلك مختنقا بسبب الحريق الذي نشب داخل الشقة، مضيفًا أن شقيقته ترقد الآن بالمستشفى لتقلي العلاج برفقة نجلها الصغير.