حرص قداسة البابا تواضروس الثاني، على تقديم التهنئة لجموع الشعب القبطي الأرثوذكسي بمناسبة بدء صوم يونان يوم الاثنين المقبل، وفصح يونان الخميس المقبل، لافتا إلى أن هذه الفترة هى فترة مقدسة تذكرنا وتعدنا لاستقبال الصوم الكبير.
وقرأ قداسة البابا تواضروس الثاني - خلال عظته الأسبوعية مساء اليوم من كنيسة القديسة العذراء مريم والأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية الكبري بالعباسية - الإصحاح الأول من سفر يونان، لافتا إلى أن نينوي تقع على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة في العراق وتم تخريبها قبل ميلاد السيد المسيح بسبعة قرون، وأسس المدينة شخص يدعى "نمرود" موجود في الكتاب المقدس.
وأشار البابا تواضروس الثاني، إلى أن يونان هو النبي الوحيد الذى استخدم السيد المسيح وشبهه بنفسه، حيث بقي في الحوت لمدة 3 أيام، موضحا أن نعمة الله تظهر بوضوح في سفر يونان والتى جاءت في 5 صور، موضحا أن النعمة الأولي هى نعمة التكليف، التى يوكلها الله للانسان وهذا التكليف معناه أن الله يحب الانسان.
وأضاف أن الله يحترم دائما إرادة الإنسان، وأنه دائما يستخدم الأشخاص ليصنع بهم ومن خلالهم أعمالا عظيمة، المهم أن يضع الانسان يده في يد الله التى تشكل، منوها إلى أن النعمة الأخرى هى "التأديب" والذى قد يأتي في صورة بعض المشكلات او الأتعاب التى قد يتعرض لها الانسان من أجل أن يعيد الشخص حسباته ويعود إلى نفسه.
وتابع قائلا، إن النعمة الأخرى التى تستخلص من قصة يونان هي "الخلاص"، حيث رتب الله حوتا عظيما ليبتلعه بعد أن تم إلقاؤه من السفينة، ومن هنا تم إنقاذه، وبعدها ذهب إلى نينوي لكى يحدثهم عن الله ويحذرهم من انقلاب المدينة بعد 40 يوما إذا لم يتوبوا .
ونوه إلى النعمة الرابعة هى "التوبة"، فهى قصة توبة للجميع يونان وأهل نينوي وكان تعدادها 120 ألف نسمة في ذلك الوقت، وكان عمل الله أن يتوب أهل نينوي ويونان والبحارة أيضا، مؤكدا أن الأعياد والأصوام تحمل دائما رسائل روحية للجميع.
وذكر البابا تواضروس أن الكنيسة بحكمة أعدت أن يكون صوم يونان قبل بدء الصوم الكبير بـ15 يوما حتى نستعد وننتبه وتكون الاستفادة منه كبيرة في حياة الانسان، لافتا إلى أن النعمة الخامسة هى نعمة "التعليم" وهو ما يتطلب من الانسان أن يتابع الطبيعة ويتعلم منها، وكذلك الأحداث التى صاحبت قصة يونان.