يسأل الكثير منا هل تحمينا الأقنعة الطبية من فيروس "كورونا"، وهل القناع يحمينا فعليًا من تقليل مخاطر الإصابة بـ"كورونا".
وكان دخل القناع الطبي، لأول مرة في المستشفيات في أواخر القرن الثامن عشر، لكن لم تنتقل إلى الاستخدام العام حتى تفشي الإنفلونزا الإسبانية عام 1919.
وقال جيك دانينغ، رئيس قسم الأمراض المعدية والحيوانية المنشأ في مؤسسة الصحة العامة البريطانية، إن هناك "أدلة قليلة للغاية على وجود فائدة واسعة لدى أفراد الجمهور ممن يرتدون هذه الأقنعة، وأن هناك عدة أسباب لعدم فعاليتها، حيث يجب ارتداء أقنعة الوجه على نحو سليم، وتغييرها بشكل دائم، وإزالتها بشكل صحيح، والتخلص منها بأمان، واستخدامها جنبا إلى جنب مع سلوكيات النظافة العامة الجيدة، حتى تكون فعالة".
فإن معظم البدائل الورقية للقناع الطبي لا تحتوي على جهاز تنفس لتنقية جزيئات الهواء المعدية، وإذا لم يتم ارتداؤها بشكل صحيح، وإذا لم تكن محكمة على الوجه، فهذا يعني أن البكتيريا والفيروسات يمكن أن تصل بسهولة إلى الأنف والفم.
كما يحذر الخبراء أيضا من أن الفيروس الجديد يمكن أنه من الممكن أن يدخل الجسم من خلال العينين وحتى عندما يمتثل المستخدمون لهذه القواعد مبدئيا، فإن الأبحاث تؤكد على أن الأشخاص عادة ما يملّون من استخدامها لفترات طويلة، حيث نشرت دراسة عام 2008، تشير إلى أن "الامتثال" لاستخدام الأقنعة المناسبة كان أقل من 50%، ما يعني أن نصف الأشخاص التي شملتهم الدراسة لم يستمروا في ارتدائها حسب التوجيهات.
كما يقول جيمي وايتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية للصحة والطب الاستوائي، : "هناك أدلة قليلة على أنها فعالة للغاية. لكنها أكثر فائدة إذا كان لديك فيروس ولا ترغب في نقله أكثر من منعها اصطياد أي شيء".
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014 بعد انتشار فيروس السارس، حيث تم ارتداء الأقنعة آنذاك على نطاق واسع في آسيا، نتائج غير حاسمة على فعاليتها. حيث "تم العثور على نتائج غير متناسقة في المراجعة المنهجية لتقييم الدراسات المتعلقة بالجهاز التنفسي".
وتحدث الدكتور دانينغ ، عن إذا كان المواطنين يشعرون بالقلق من الإصابة بالأمراض المعدية، فهناك تدابير أكثر فعالية يجب اتخاذها قائلا:" "النظافة الشخصية الجيدة والجهاز التنفسي واليدين".
كما تنصح منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، بفرك اليدين بالكحول أو بالماء الدافئ والصابون، وتغطية الفم والأنف بالكوع أو بنسيج مرن عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وبطلب المساعدة الطبية المبكرة، حال ظهور أي حمى أو سعال أو صعوبة في التنفس، ومشاركة تاريخ السفر مع مقدمي الرعاية الطبية. وتنصح كذلك بتجنب الاتصال المباشر، غير المحمي، مع الحيوانات الحية، والأسطح الملامسة للحيوانات عند زيارة الأسواق في المناطق المتأثرة، وبتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدا والحذر في التعامل معها أو مع الحليب أو الأعضاء الحيوانية لتجنب تلوث الأطعمة غير المطهوة.