على أنغام "ياه يا الميدان"، و"صورت الحرية"، و"إزاي"، قامت ثورة 25 يناير، بأيامها الـ18 التي التحم فيها الشعب المصري وأضحوا يدا واحدة أمام الظلم والعداون، مطالبين بالعدالة والحرية والعيش بكرامة.
واستشعرت ميادين المحافظات الغيرة من ميادين القاهرة، وسجل التاريخ حضورها الفعال في احتضان ثورة الأقاليم الذين خرجوا من الإسكندرية والمحلة وبورسعيد والسويس، وغيرها من المحافظات يتهافتون وينادون بالمطالب نفسها التي رددها رفقائهم في ميدان التحرير.
ومرت السنوات وظلت ذكريات الثورة عالقة في قلوب الجميع وعقولهم، تتجسد فى أشياء بسيطة كصورة، أو مكان أو لحن ارتبطت بالثورة، التي تحل اليوم ذكراها التاسعة، تغير خلالها ملامح الحياة السياسية، ولكن بقيت الميادين بمواقفها ومشاهدها التي شكلت علامات للثورة عامرة بالحياة.
الهتافات
كانت الهتافات التي يرددها المصريين في بداية الثورة، أهم أيقونة ساعدت على حماسهم وتشجيع العديد على النزول والمشاركة في تجمعات ميدان التحرير، وكان من أبرزها "كلنا إيد واحدة" و "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، و "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية"، و "الله أكبر .. الثورة بتكبر".
الأغاني والفرق الوطنية
كان زاد العديد من الثوار في ليالي الميدان المتّقدة، الأغاني والفرق الوطنية، التي أصبحت اغانيهم حينذاك شرارة أشعلت لهيب حب الوطن داخل النفوس، وأصبحت رمزًا للثورة والميدان.
حماية الأقباط للمسلمين
وهو ما ظهر جليًا في تكوين حلقات من الأقباط المسيحين، لحماية إخوانهم المسلمين أثناء أدائهم الصلاة في الميدان، وهو ما أظهر مدى الترابط والتآخي تحت مظلة الوطن.
المصحف والصليب
تجسدت الوحدة الوطنية في ثورة 25 ينابر، في وحدة المصحف مع الصليب، للإشارة إلى تكاتف الشعب بجميع فصائله تحت اسم "مصري".
ذكرى الثورة والإخوان
وعقب تسع سنوات، وسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، عام 2013، تحاول دائمًا الظهور في المشهد قبيل الاستعدادات الخاصة باحتفالات الذكرى التاسعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث يحتفل الشعب المصري بواحدة من أهم الثورات التي كان لها تأثيرها في تغيير شكل المنطقة.
انقلاب السحر على الساحر
وفي هذا العام كان الوضع مختلفا، حيث بدأ تصدع الجماعة يتكشّف أمام الجميع بعد الفضائح التي تشهدها منذ هروب أعضائها للخارج، وهو ما شهدته الـ72 ساعة الماضية، من فضائح متتالية للجماعة الإرهابية.
فالمقاول الهارب محمد علي، وبعد ظهوره على كافة قنوات الجماعة الإرهابية، كشف من خلال تسريبه لحديث الواتساب الذي دار بينه وبين القيادي الإخواني ياسر العمدة، التمويلات التي تنعش قنوات الجماعة وأبواقها الإعلامية.
ثورة السبوبة
وتحدث الطرفان عن تفكير عناصر الإخوان الموجودين في تركيا، ونظرتهم الحالية لمصر، وكذلك التمويلات التي تصل إليهم.
ونصح الإخواني ياسر العمدة، المقاول محمد علي بالابتعاد عن عناصر جماعة الإخوان الموجودين في تركيا بسبب أن ثوريتهم تتمثل في كونها سبوبة، قائلا له: "الناس في تركيا من مصلحتهم أن السيسي يفضل موجود وهما عاملين سبوبة، وخدوا نص مليار دولار تمويلات ومقدروش يحركوا شعرة، وكمان أيمن نور بيعمل حركات ومش تمام هو ورجالته قنوات الإخوان في تركيا بتتمول بمليون دولار شهريا".
استغلال الثورة وتجارة الفيديوهات
وما يؤكد ذلك أيضا، عندما أطلق طارق قاسم، أحد مقدمي البرامج بقنوات الإخوان الإرهابية، فيديوهين فضح خلالهما القائمين على ملف الإعلام الإخوانى منذ ثورة 30 يونيو، وأظهر كيفية استغلال الأحداث منذ عام 2013 وحتى الآن، من قبل القيادات الفاسدة للجماعة لتحقيق ثروات طائلة دون النظر إلى البلاد أو الوطنية واستغلال الشباب الإخوانى لتحقيق أهدافهم الشخصية دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.
طارق قاسم اعترف في فيديوهاته، أن قناة الجزيرة مباشر مصر، وزعت على عدد كبير من الشباب كاميرات من أجل تغطية المظاهرات التي تنظمها الجماعة الإرهابية، وتم استغلال الشباب من قبل اللجنة الإعلامية للجماعة لتصوير الفيديوهات، ليتولوا هم بيعها إلى قناة الجزيرة مباشر بالدولارات واحتكار تجارة الفيديوهات، وإلقاء الفتات للشباب بالجنيه المصرى، وسرقة معظم هذه الأموال أيضا من قبل اللجنة الإعلامية للجماعة الإرهابية.
ليس لهم في السياسة
وواصل طارق قاسم كشفه لفضائح مكملين، قائلا: "ليس لهم في السياسة والإعلام والصحافة، اللي فى مكملين ناس فى حاضنة، وأبعد ما يكون عن الإعلام، دول شوية مراهقين".
ووجه طارق قاسم رسالة إلى مدير مكملين الذي تغول اقتصاديا بشكل كبير وفق كلامه، قائلا له: "من أين لك هذا؟! .. صحفيين كبار قاعدين فى تركيا.. وأنت تملك الفيلات والمصانع".
وأكد أن هذا الوضع والمنظومة الإخوانية خطر على مصر وأمنها القومى، ووجه رسالة للإعلاميين فى قنوات الإخوان: "كفاية تمثيل على الناس، أنتم تظهرون أمام الشاشات لتقولوا أنكم ضد النظام فى مصر، وأنتم صامتون على الفحش الإعلامى الإخوانى".